أشاد مجدي البدوي، نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر والأمين العام للاتحاد العربي للتعليم والعمال والطباعة، رئيس النقابة العامة للصحافة والطباعة والإعلام، بتقارب وجهات النظر بين مصر والسودان بشأن مواجهة أزمة سد النهضة.
وقال البدوي في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء إن ما أكده وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيرته السودانية مريم الصادق المهدي، أمس الثلاثاء على أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، يأتي في صالح جميع دول المصب، ويحمي مواطنيها من مخاطر نقص المياه الذي سيتسبب في بوار مئات الالاف من الافدنة وتشريد العمال خاصة في مجال الزراعة والصناعات القائمة عليها.
وأشاد البدوي بتمسك الوزيرين بالمقترح الذي تقدمت به جمهورية السودان ودعمته جمهورية مصر العربية حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الإفريقي من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسييرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبني هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة، كما طالب إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعالة من أجل التوصل لهذا الاتفاق.
وطالب البدوي اتحاد عمال أثيوبيا، بالسعي والتحرك من أجل إقناع القيادة السياسية لديه بالعودة من جديد إلى مائدة التفاوض مع دولتي المصب «مصر والسودان»، والاتفاق معهم حول طريقة وكيفية ملء «سد النهضة» وعدم اتباع سياسة فرض الأمر الواقع، لأنها ليست في صالح الجميع خاصة وأن دول المصب لا تمانع في إقامة السد أو تحقيق التنمية للشعب الإثيوبي.
وأكد البدوي أن القوى الناعمة والتي يعتبر العمال أهم مقوماتها، يجب أن يكون لها دور فعال في حل الأزمة والدفع لاستكمال المفاوضات التي كان يديرها البنك الدولي والحكومة الأمريكية، موضحًا أن إصرار الجانب الإثيوبي على موقفه لن يخلف سوى الصراعات داخل القارة السمراء والتي من المفترض أن تتضامن الآن لمواجهة التحديات العالمية خاصة البطالة وندرة فرص العمل، وأثار فيروس «كورونا» على قضايا العمل والعمال.
كما طالب بضرورة تدخل منظمة العمل الدولية من أجل نزع فتيل الأزمة لحماية عمال المنطقة بأكملها، لأنه في حالة إصرار الجانب الإثيوبي على سياسته في طريقة ملء الخزان سيتسبب في فقدان نحو مليون وظيفة، ناهيك على الضرر الواقع على الملايين العاملين في مجال الزراعة، إضافة إلى تأثيره على الأمن الغذائي المصري، بتقليل معدل الحاصلات الزراعية وارتفاع أسعارها وكذلك زيادة ملوحة الأرض وتقليل خصوبتها والتأثير على الأحياء المائية والأسماك والسياحة النيلية.
وشدد البدوي على ضرورة تحرك المجتمع العمالي الدولي للدفاع عن حق شعب مصر والسودان وفي القلب منه العمال، في المياه لأن حياة الشعوب ترتبط بها.