انتشرت مؤخرًا عملة الكلب، وذلك بهدف المضاربة، بعدما كان يتم تداولها وانتشارها عبر صفحات السوشيال ميديا للسخرية، وهو الأمر الذي رفع من العملات الافتراضية، والتي بات يهيأ لها الطريق يومًا بعد الآخر.
ويكشف عدد من الخبراء والمحللين كواليس وأسباب انتشار عملة الكلب واستخدمها كأداة للمضاربة خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما نستعرضه خلال التالي:
قال أحمد معطى، الخبير الاقتصادى والمصرفى، إن عملة "الكلب" تحولت من عملة هدفها السخرية إلى أداة للمضاربة، خلال الأيام القليلة الماضية، موضحًا أن هذه العملة تم إنشائها في 2013 من شخص يدعى جاكسون بالمر بهدف السخرية من ارتفاع عدد العملات الافتراضية ولم يكن يعلم أنها ستكون ذات شأن لدرجة أنه باع كل ما يملكه من هذه العملة في 2015.
وأكد الخبير الاقتصادي، أنه فجأة هذه العملة ارتفعت في يومين حوالي 800% لتصل قيمتها السوقية حوالي 0.40 دولار ولتحتل المركز الخامس في قائمة العملات الافتراضية الأكثر قيمة سوقية، قبل أن تحدث المفاجأة التالية، وتتراجع هذه العملة بشدة اليوم لتفقد حوالي نصف القيمة الي ارتفعت إليها، فهذه العملة وصلت لأعلى قيمة لها 0.45 دولار، إلا أنها عادت للتراجع لتسجل 0.26 دولار.
وأكد أن المشكلة الآن تكمن في أن هناك الكثير من صغار المستثمرين اشتروا هذه العملة آملا في استمرار صعودها قبل أن تتراجع بشدة والآن هم في حيرة من بيعها أو الاحتفاظ بها وهذا ما نحذر به دائما أن من الطبيعي أن تمتلكك الحيرة في هذه العملات الافتراضية لأنها لا تتحرك على أسس منطقية ولا عملية بل تتحرك بواسطة مشتريات الحيتان، فالسبب الرئيسي في ارتفاع هذه العملة هو دعمها من التغريدات المتتالية من الملياردير الأميركي إيلون ماسك عبر تويتر.
وأضاف: " للأسف الشباب تأخذ تغريداته على محمل الجد وبتشتري ما يقوم هو بكتابته، في بداية العام "إيلون ماسك" يوجه المستثمرين والأفراد لشراء البيتكوين، والآن تحول ليوجههم لشراء عملة الكلب وفي النهاية هذا لمصلحته فقط لأنه بيقوم بالشراء قبل ما يكتب التغريدة فيلهث الناس لشراء العملة فترتفع سعرها، وهنا يقوم ايلون ماسك وغيره من الحيتان بالبيع لتحقيق أعلى عائد، ولكن المشكلة أنهم هنا لا يكتبون وقت بيعهم.
وتابع تحول "إيلون ماسك" لعملة الكلب بدلاً من دعم عملة البيتكوين سببه أن السيولة المطلوبة لعملة البيتكوين كبيرة، نظرًا لارتفاع سعرها، فلكى يرتفع البيتكوين 100% فنحتاج أن يكون سعره حوالي 120 ألف دولار لأن سعره الآن حوالي 60 ألف دولار, وذلك بعكس عملة الكلب التي من السهل ارتفاعها لأن سعرها أقل من دولار.
وطالب الخبير المصرفى، الجميع بتوخي الحذر من العملات الافتراضية لأنها شديدة المخاطرة وغير قانونية ويسيطر عليها فئة محدودة من المستثمرين فهو سوق احتكاري، وأى مجال يكون غير قانوني ويسيطر عليه عدد قليل من الأفراد بيكون في النهاية الخاسر الأكبر هو المستثمر الصغير.
وقال سيد خضر الخبير الاقتصادى، تعتبرعملة (dogecoin) دوج كوين هي عملة افتراضية تم الإعلان عنها في نهاية عام 2013 كنوع من المشروعات الساخرة وليس لها مشروع محدد ولا كمية محددة وذلك لما تحمل من شعار الكلب.
وأوضح أنه يجب التميز بينها وبين وباقي العملات الإلكترونية مثل عملة البيتكوين حيث أن تلك العملات يزداد إنتاجها في المراحل الأولى للإقبال الشديد عليها بسبب انخفاض سعرها، مثلها مثل باقي العملات الرقمية، موضحًا أنها تتداول بشكل كامل عبر شبكة الإنترنت دون وجود شكل رقابى لها وتمثل مخاطر بشكل كبير على الأفراد والبورصة.
وأضاف أنها تختلف هذه العملات عن العملات التقليدية، لكن يمكن استخدامها كأي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية، موضحًا أنه وفى الفترة الأخيرة هناك اتجاه كبير نحو شراء تلك العملات من قبل الأفراد وذلك بسبب ارتفاعها والاتجاه نحو المكسب السريع، أرى أن تلك العملات تمثل خطرا بشكل كبير على الاسثتمارات غير المباشرة خاصة الاستثمار فى البورصة المصرية حيث أنها ليس عليها أى رقابة من قبل البنك المركزى .
وأكد الخبير الاقتصادى أنها سبب من أسباب العزوف عن الاستثمار فى البورصة، وأرى أن تلك العملات الافتراضية تؤثر بشكل سلبى على الوضع الاقتصادى خاصة فى الاستثمارات غير المباشر وتؤدى إلى وجود خسائر كبيرة.