رحب أبو بكر الديب، الباحث في الشأن الاقتصادي، ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي للدراسات، بإعلان وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، اليوم الأربعاء، عن تعهد المملكة بالشراكة مع البنك الدولي بتقديم 100 مليون دولار لإنشاء الصندوق الدولي للسياحة الشاملة كأول صندوق دولي كرس خصيصا لدعم النمو السياحي العالمي، قائلا إنها خطوة مهمة في إطار دعم الاقتصاد العالمي من خلال إنعاش السياحة، وتعبر بالقطاع تداعيات جائحة كورونا.
وقال الخطيب، إن مساهمة السعودية في هذا الصندوق الذي يهدف إلى دعم القدرات البشرية والمؤسسية لنشر الاستفادة القصوى من القطاع السياحي، تؤكد ريادة المملكة ومسئوليتها الدولية ويكشف أنها تمثل رمانة الميزان في الاقتصاد الدولي.
وأضاف الديب، أن هذا الدعم ليس غريبا على المملكة التي ساهمت في تعافي الاقتصاد العالمي خلال الأزمة الاقتصادية في 2008م، من خلال دعم استقرار سعر برميل النفط فضلا عما تقدمه من مساهمة مالية للدول المتعثرة والفيرة لتجاوز أزمة تداعيات جائحة كورونا وما نتج عنها من أزمة اقتصادية عالمية، كما دعمت السعودية الدول الفقيرة على تسديد ديونها خلال الأزمة وظهر ذلك خلال رئاستها لقمة العشرين لتقليل تبعات فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي، مثلما فعلت دائما منذ انضمامها لمجموعة العشرين.
ولم يقتصر الدعم على الحكومة السعودية بل إن رجال أعمالها ساعدوا بقوة في تعافي الاقتصاد الدولي لتحقيق الاستقرار العالمي وإنقاذه من أزماته المتكررة وآخرها فيروس كورونا، مشيرا إلى أن مساهمة السعودية في صندوق دولي للسياحة الشاملة فرصة لإعادة بناء المنظومة السياحية، والابتكار والاستثمار في السياحة المستدامة.
وأشاد الديب باختيار منظمة السياحة العالمية للرياض لافتتاح أول مكتب إقليمي لها على الإطلاق خارج مدريد، مخصص للشرق الأوسط، لتنسيق السياسات والمبادرات عبر 13 دولة في الشرق الأوسط، وتعزيز المنتجات السياحية والتنمية المستدامة، وجمع الإحصائيات الهامة للقطاع وتبادل المعلومات، إلى جانب تحفيز الاستثمار في الأصول والمقومات السياحية والعمل على تحديد السياسات المتعلقة بالنواحي الصحي، فضلا عن إنشاء أول أكاديمية سياحية في الرياض مخصصة لمنطقة الشرق الأوسط، يؤكد نجاح رؤية 2030 حيث تمثل السياحة في السعودية ركن مهم ضمن أهداف رؤية المملكة 2040 لرفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى نحو 10% إضافة إلى خلق مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030 كما تسعى المملكة إلى أن تكون وجهة سياحية عالمية رائدة تستضيف 100 مليون زيارة سنويا بحلول 2030 بالشراكة مع المجتمع الدولي.
وأشار الديب إلى أن السياحة تعتبر ركنا مهما في عجلة الاقتصاد العالمي حيث تمثل 7 % من حجم التجارة الدولية، ويوفر القطاع السياحي بشكل مباشر أو غير مباشر عشر فرص العمل المتاحة ببقية القطاعات بالعالم وتأثر مؤخرا بسبب أزمة فيروس كورونا التي كبدته خسائر فادحة مع القيود المفروضة على السفر، والركود العالمي، حيث تراجعت السياحة الدولية بمعدل يصل إلى 90 % في بعض البلدان، ما يهدد 100 مليون فرصة عمل في القطاع وكان لنجاح قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في توجيه سياسة السعودية الاقتصادية ودعم الاقتصاد وقطاع الأعمال السعودي، بالغ الأثر في جعلها دولة فاعلة في رسم سياسة الاقتصاد العالمي وقبلة آمنة للاستثمارات وخاصة السياحية من مختلف دول العالم.