قال محمد عبد الوهاب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة إننا أمام لحظات تاريخية حاسمة تحدد مستقبل الأجيال القادمة وتفرض واقعاً جديداً قد يغير هيكل وملامح الاقتصاد العالمية .
وأكد عبد الوهاب خلال المنتدى الأول لرؤساء هيئات الاستثمار الافريقية "التكامل من أجل النمو" على أنه على الرغم من التحديات التي تواجه الدول الإفريقية إلا أن هناك مؤشرات إيجابية على دخول القارة في دائرة التعافي، لافتاً إلى التوقعات الدولية التي تشير بتحقيق الاقتصاد الافريقي معدلات نمو إيجابية خلال العام الجاري قد تصل إلى 3.4%.
وتابع عبدالوهاب خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى أن ذلك يدل على قدرة الاقتصاديات الإفريقية على الصمود أمام الأزمات العالمية وتحقيق معدلات إيجابية للنمو.
وأشار عبدالوهاب إلى أنه لا شك أن تلك التحديات تضع هيئة الاستثمار أمام مسئوليات جسيمة انطلاقا من دورها الفاعل كمحرك رئيسي للتنمية ، كما أنها تتطلب إعادة النظر في ترتيب الأهمية النسبية للقطاعات المستهدف تنميتها ، موضحاً أن قائمة الأولويات يتصدرها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية.
وأكد الرئيس التنفيذي للهيئة أن هناك سياسات استثمارية جديدة تقوم على تهيئة بيئة الأعمال الداعمة والمحفزة لدور القطاع الخاص وتعزيز مساهمته في تنفيذ المشروعات المشتركة محلية وعابرة للحدود.
وشدد على أن تعزيز التعاون المشتركة بين هيئات الاستثمار الافريقية وتدعيم الروابط الاقتصادية وتأثير مفهوم التكامل بعيداً عن المنافسة هو سبيل لإحداث نقلة نوعية في تنمية الاستثمارات والتجارة البينية خاصة أن القارة تمتلك موارد طبيعية متنوعة وإمكانيات بشرية هائلة.
ولفت عبد الوهاب إلى أن المنتدى سيناقش على مدار الثلاثة أيام عددا من المحاورِ الرئيسية تتمثل في دراسة أفضلِ الممارسات لهيئات الاستثمار الإفريقية.... من حيث الإصلاحات التشريعية والإجرائية لتيسير الأعمال والحوافز الجاذبة للاستثمارات الأجنبية.
وكذا عرض التجارب الرائدة في مشروعات البنية التحتية الإقليمية كوسيلة لربط دولِ القارة وتحسينِ قدراتها التنافسية كما سيتم مناقشة سبلِ تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص والقطاعِ الحكومي لتنمية وتطوير مشروعات مشتركة قادرة على إنعاش الاقتصادات الإفريقية.
ويأتي ذلك فضلًا عن التباحث في شأن سبلِ التكامل الإقليمي وتطوير أوجه التعاون بين التكتلات الاقتصادية الإفريقية في مختلف القطاعات لزيادة قدرتِها التنافسية.
وأشار إلى أن ما يشهده عالمنا الان من تحديات ينبغي أن يشكل حافزًا إضافيًا لتعاوننا الوثيق حيث نتطلع لأن يسفر المنتدى عن نتائج عملية وملموسة تسهِم في تعزيز مكانة القارة على خريطة الاستثمار العالمي بما يلَبي مصالح شعوب قارتنا الإفريقية.