قال الدكتور جمال القليوبي الخبير البترولي، إن مصر تحتل الترتيب الـ11 عالميا في إنتاج الغاز الطبيعي بعد استراليا وإندونيسيا والجزائر وإيران وقطر نيجيريا وأنجولا، فى حين تحتل روسيا على المركز الأول عالميا تليها الولايات المتحدة الأمريكية.
- كيف تصل مصر للتنافسية ؟
وأوضح القليوبي في تصريح خاص لـ "أهل مصر"، أن قدرة مصر الإنتاجية للغاز الطبيعي هي 7.6 مليار قدم مكعب، ولكي تستطيع مصر الوصول إلى التنافسية مع الدول الكبرى، لابد من الوصول لفائض يصل إلى نحو 13% من حجم الإنتاج، وهو بما يعادل 1.3 مليار قدم مكعب غاز تقريبا.
وأضاف الخبير البترولي أن إنتاج مصر هو 18% من إنتاج العالم للغاز الطبيعي، في حين أن إنتاج الولايات المتحدة الامريكية 14 مليار قدم مكعب غاز، وتصدر 6 مليارات قدم مكعب، كما أن روسيا تنتج نحو 18 مليار قدم مكعب، وتصدر 10 مليارات قدم مكعب من خلال الخط الأرضي، حيث تقوم بإيصال 9 مليارات قدم مكعب غاز يوميا لأوروبا وحدها، فضلا عن صفقات الغاز المسال لشركة جاز بروم الروسية والتى تنتج يوميا حوالي 3.5 مليار قدم مكعب، كما تورد روسيا للعالم 12.5 مليار قدم مكعب غاز يوميا وهي أولى الدول إنتاجا.
وتابع القليوبي أن روسيا تعمل على القيمة المضافة من الغاز الطبيعي، حيث أنها لديها خطوط أرضية، منها خط سيبريا وخط جرين ستريت الشمالى وجرين ستريت الجنوبي، والذي يصل لتركيا، كما لديها مصانع غاز مسال، تغطي كمية كبيرة تصل إلى حجم استهلاك أوروبا، الذي يصل إلى 38%، و يتم استيراده من روسيا، موضحا أن مصر بدأت بالفعل في التصدير لأوروبا منذ مارس الماضي، حيث تم تصدير 7 شحنات غاز مسال شهريا لأوروبا ،وذلك بعدما تعاقدت الحكومة المصرية مع الشركة الإيطالية، وتم تشغيل مصنع ادكو فى أبريل الماضي، وأيضا تشغيل مصنع دمياط فى مارس الماضي.
- استهلاك الغاز الطبيعي بمصر
وأضاف القليوبي أن استهلاك الغاز الطبيعي في مصر، يتم من خلال 62% منه للكهرباء، حيث يضخ بالمحطات 22% للصناعة و11% للبترو كيمياوت والاسمدة، و5% للمنازل والسيارات، ولكن مع حدوث فائض بالكهرباء بدأت تقل عملية استهلاك الغاز وضخه في المحطات الكهربائية، ليتم تحويل جزء منه لوحدات الغاز الطبيعي بالمنازل وزيادة عملية إحلال الغاز للسيارات، والباقي يتم إدخاله في صفقات الغاز المسال، حيث ينتج مصنع إدكو حوالي 7.5مليون طن سنويا، ومصنع دمياط ينتج 5.5 مليون طن سنويا.
-الاستهلاك العالمى للغاز المسال
وأشار إلى أن العالم يستهلك 410 مليون طن سنويا من الغاز المسال، وأكثر الدول استهلاكا هي اليابان ثم كوريا الجنوبية، وأمريكا الجنوبية ثم الصين تليها الهند، حيث تتحصل كلا من كوريا الجنوبية واليابان على 68% من إجمالي استهلاك العالم، أي أن حوالي 10مليون طن لكوريا الجنوبية واليابان والباقي لدول العالم.
وتابع الخبير البترولي، أن قطر من الدول المؤثرة في الإنتاج، حيث تنتج 77 مليون طن غاز مسال سنويا، وزاد إنتاجها ليصل إلى 91 مليون طن، تليها روسيا بـ 48 مليون طن، واستراليا 44 مليون طن، وإيران 31 مليون طن، وإندونيسيا 18 مليون طن، ثم نيجيريا بـ 8 مليون طن وتليها الجزائر.
- مصر تنافس على الريادة وليس الانتاج
وتابع الخبير البترولي، أن مصر ليس لديها صراع ولا تنافسية، فهي لا تنافس على الإنتاج، ولكن تنافس على الريادة، وهو هدف القيادة السياسية.
وأشار إلى أن مصر تتميز بموقع جغرافي يميزها عن باقي دول العالم، حيث أنها منفذ لـ 23 دولة بحوض المتوسط، و6 دول بشمال أفريقيا وملتقى بحوض الجنوب الأسيوي، ولذلك فإن مصر أصبحت نقطة تداول ونقل وتبادل منفعة فيما يخص الطاقة ليس على الغاز والبترول فقط، ولكن أيضا هناك عمليات الربط الكهربائي مع الدول العربية الأردن والسعودية وفلسطين وليبيا والسودان، وأيضا شمال أفريقيا (تونس والجزائر والمغرب)، كم يتم تصنيع كابل بحري من مصر لجزيرة كريت اليونانية ومن اليونان لشمال أوروبا، كما تم الربط مستقبلا مع أثيوبيا.
وأضاف أن مصر لديها فائض كهرباء، حوالي 15 ألف ميجا وات فوق الاستهلاك فائض الكهرباء، بما يمثل 30%.
- مصر والإمكانيات التصنيعية
وأشار إلى أن مصر لديها كافة الإمكانيات التصنيعية، فهي سوق مفتوح بها 104 مليون نسمة يستهلكون ما يفوق 7.5مليار قدم مكعب غاز يوميا، فضلا عن صناعة البترو كيمياويات، ومصانع غاز مسال، و21 مصنع أسمدة، بجانب أن لديها خطوط جانبية مع دول كإسرائيل والأردن، فمصر تستقبل كل ما يضخ فيها من غاز وتستطيع استيعابه، حيث أنه ليس هناك منفذ لإسرائيل غير مصر، وكذلك لبنان وفلسطين وقبرص واليونان و ليبيا، فمصر هى منفذهم الوحيد.
وأكد الخبير البترولي، أن قوة مصر بأن تكون هى المتحكمة وليس أن تحتكر، وهذا يتضح من خلال منظمة شرق المتوسط والتي لاقت دعم كبير من كافة الدول.
- حوض المتوسط ينتظر كلمة مصر
وأكد أن مصر أول دولة في حوض المتوسط، تنتج من المنطقة العميقة للمياه، حيث سبقت الريادة فيها عن كافة الدول، والآن إسرائيل تريد ربط حقولها على أقرب نقطة مع حقل ظهر، وأيضا قبرص واليونان تريد أن تساعدها مصر في عمليات البحث والتنقيب، كما أن مصر أصبحت هي الحكم في النزاع الإسرائيلي اللبناني، وأيضا الإسرائيلي السوري، وفى المسوامة مع الأتراك وقبرص، لافتا أن كل هذا الحوض ينتظر كلمة مصر وتشريعات شرق المتوسط.