قال الدكتور عاطف عبد اللطيف الخبير السياحي، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعودة السياحة الروسية إلى مصر من جديد بعد توقف كبير يعد انفراجة كبيرة للقطاع، مشيرا إلى أن الدور الأبرز كان للقيادة السياسية، من خلال تعليماتها بتشديد الإجراءات لتأمين المطارات واتخاذ التدابير اللازمة، متوقعاً حدوث طفرة في السياحة الوافدة لمصر.
وأكد الخبير السياحي، خلال تصريحه لـ'أهل مصر'، أن شرم الشيخ والغردقة أبرز المقاصد السياحية للروس خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أهمية قرار لجنة كورونا بزيادة نسب الاشغالات بالفنادق السياحية إلى 75%.
وكان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قد وجه بإلغاء حظر الطيران إلى مدن البحر الأحمر، وكانت تسجل أعداد السائحين الروس إلى مصر قبل سقوط الطائرة الروسية سنة 2015 أكثر من 3 مليون سائح روسى سنويا حيث كان يستقبل مطار شرم الشيخ يوميا 10 آلاف سائح روسى فقط من إجمالى جميع الجنسيات القادمة إلى شرم الشيخ.
وقال النائب أحمد إدريس، عضو لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، إن مصر تمتلك منطقة جاذبة لسياحة اليخوت، على ساحل البحرَين الأحمر والمتوسط، وهو ما يعد مهماً فى ظل التداعيات السلبية والخطيرة لفيروس كورونا على القطاع السياحي.
ابتكار أساليب جديدة لتشجيع القطاع السياحي:
وطالب عضو لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب، بابتكار أساليب وطرق غير تقليدية من خارج الصندوق لتشجيع القطاع السياحي وتنويع المنتج السياحي، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع خلال السنوات الماضية.
قال محمد القصبي، عضو غرفة السياحة بالغرف التجارية، إن عيد الأضحي كان بمثابة فرصة مهمة لزيادة نسب الإشغال بالفنادق، موضحاً أن حركة الأفواج السياحية الأجنبية تشهد مرحلة من الانفراجة خلال الأيام الماضية.
وأكد عضو غرفة السياحة بالغرف التجارية، على وصول رحلات أوكرانيا وألمانيا وبيلاروسيا والتشيك وغيرها من الدول الأخري، مشيراً إلي تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا المستجد كما حددتها وزارتي الصحة والسياحة، للحفاظ علي سلامة النزلاء والعاملين بالفنادق.
الفنادق السياحية شهدت ارتفاعًا طفيفًا خلال فترة عيد الأضحي:
وأوضح 'القصبي'، أن سعار الفنادق السياحية شهدت ارتفاعًا طفيفًا خلال فترة عيد الأضحي بسبب زيادة الطلب عليها، مؤكداً أن السياحة الداخلية لها دور مهم للغاية خلال فترة توقف حركة السياحة بفعل أزمة فيروس كورونا، مطالباً بمواصلة تطوير ودعم القطاع السياحي.
من جهته قال محمد يحيي راشد، وزير السياحة الأسبق، إن القطاع السياحي أحد القطاعات الاقتصادية التي يعتمد عليها الاقتصاد القومي، ولكن مع التحديات الكبيرة التي واجهته تأثر سلباً، موضحاً أنه خلال المرحلة المقبلة سيشهد دفع عجلة الإنتاج وتوفير فرص عمل للشباب بشكل مباشر أو غير مباشر.
وأشاد الوزير في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، بقرار رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي برفع نسب التشغيل للفنادق جاء في الوقت المناسب وخاصة مع بداية الموسم السياحي الصيفي، وعودة الرحلات الروسية المباشرة للغردقة وشرم الشيخ.
وأوضح الوزير الأسبق أنه من المتوقع رجوعهم بخمس رحلات أسبوعية، مؤكدًا أن الدولة المصرية سعت وما زالت تسعي جاهدةً لفتح اسواق سياحية جديدة بدول مختلفة لجذب جنسيات جديدة لدفع القطاع السياحي نحو الانتعاش والمزيد من العمل والنجاح للقطاع.
القطاع السياحي أحد أهم الأنشطة الاقتصادية :
من جهته قال أحمد الوصيف رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إن القطاع السياحي أحد أهم الأنشطة الاقتصادية بمصر، باعتباره مورد من موارد العملة الصعبة، موضحاً أن تطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونية يعد نقلة نوعية للقطاع، وهو ما يعمل الاتحاد علي تنفيذه بالتعاون مع وزارة المالية لتحقيق الشمول المالي وفقاً لأحدث النظم العالمية.
وأكد 'الوصيف'، أن وزارة المالية تقدم برامج تحفيزية لتشجيع صغار الممولين والقطاع غير الرسمي للانضمام إلى المنظومة.
وحققت مصر رابع أعلى نمو أداء فى قطاع السياحة على مستوى العالم وفقا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمى للتنافسية فى السفر والسياحة لعام 2019 كما تقدمت 9 مركز ليحتل قطاع السياحة المصرى المركز الـ 65 عالميا بعد أن كان يحتل المركز الـ 74، كذلك تقدمت مصر من المركز الـ 60 إلى المركز الـ 5 فى استراتيجية الترويج و التسويق السياحى، كما حصلت على جائزة الريادة الدولية لعام 2019 من المجلس الدولى للسياحة و السفر.
وكان الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، أعلن في وقت سابق، أن مصر تشهد عودة السياحة الروسية حيث يتم التواصل بين الشركات المصرية والروسية استعدادا لبدء عودتهم من جديد.
وكشفت غادة شلبي، نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة، أن مصر مقبلة على استئناف السياحة، قائلة: 'السياح الروس على أبواب شرم الشيخ والغردقة قريباً بعد غياب قرابة 6 سنوات'.
جدير بالذكر، أن حركة الطيران بين مصر وروسيا، توقفت بالكامل في 2015، بعد سقوط طائرة الركاب 'ايرباص-321' التابعة لشركة 'كوغاليم آفيا' الروسية، خلال رحلتها الجوية رقم '9268' من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورج، ما أسفر عن مقتل 217 راكبا، و7 من أفراد الطاقم كانوا على متنها.
وكان الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، قد أكد أن البنك المركزي ساند القطاع السياحي خلال فترة أزمة كورونا، حيث أنه كان يتم عقد اجتماع شهري مع محافظ البنك المركزي للوقوف على التحديات التي تواجه القطاع والوصول لحل لها، وتم طرح العديد من المبادرات لدعم القطاع السياحي بفائدة 12%، ثم خفض الفائدة إلى 10% و8%، كما قرر البنك المركزي مد مبادرة العملاء المتعثرين بالقطاع أكثر من مرة، بجانب طرح مبادرة لسداد رواتب العاملين بالقطاع.
وخصصت وزارة المالية ضمانة بقيمة 3 مليارات جنيه للاستفادة من مبادرة البنك المركزي.
واتخذت وزارة السياحة والآثار عدد من الإجراءات لاستئناف حركة السياحة والسفر في 1 يوليو 2020 بعد تعليق حركة الطيران اعتبارًا من 19 مارس 2020 إثر تداعيات الأزمة، على رأسها وضع اشتراطات للسماح للمنشآت الفندقية والسياحية بإعادة التشغيل، وإعداد ضوابط للسلامة الصحية ملزمة للمنشآت العاملة.
وبلغ عدد السائحين الوافدين حتى الآن حوالي 4 ملايين سائح، وتم اتخاذ عديد من القرارات لمساندة قطاع السياحة لتقليل الآثار السلبية الناتجة عن تداعيات أزمة جائحة فيروس كورونا، من أهمها: قرارات مجلس الوزراء بإعفاء المنشآت الفندقية من الضرائب العقارية من أبريل 2020 حتى 31 أكتوبر 2021، وإرجاء سداد المديونيات المستحقة على المنشآت الفندقية منذ أبريل 2020 ليبدأ السداد مجدولاً على 36 شهرًا اعتبارًا من نوفمبر 2021، وإرجاء تحصيل رسوم استهلاك الكهرباء والماء والغاز لمدة 9 أشهر من أبريل حتى ديسمبر 2020، ثم تخفيض النسبة المسددة اعتبارا من يناير حتى نهاية أكتوبر 2021 إلى 40%، وإرجاء سداد باقي النسبة، وإرجاء سداد اشتراكات التأمينات الاجتماعية شاملة حصة العامل والمنشأة لمدة 6 أشهر.
وذلك مد آجال الإقرارات الضريبية لمدة 3 أشهر، وإرجاء سداد الضريبة على الدخل أو القيمة المضافة لمدة 6 أشهر، وإرجاء سداد الرسوم والمستحقات على المنشآت الفندقية والسياحية للجهات الحكومية لمدة 6 أشهر دون فوائد أو غرامات تأخير، وتمديد المهلة فيما يتعلق برسوم جعول المراسي النهرية ورسوم تجديد تراخيص محطات التحلية ورسوم حق انتفاع بأملاك الدولة على ضفاف النيل (باستثناء المنشآت الكائنة في القاهرة والجيزة' اعتبارًا من 1 يناير 2021 حتى 31 أكتوبر 2021، ومد مهلة إلغاء الحجز الإداري لمدة عام آخر ينتهى في نهاية ديسمبر 2021، وتخفيض رسوم الهبوط والإيواء بنسبة 50% ورسوم الخدمات الأرضية بنسبة 20% وذلك في المطارات القائمة في المحافظات السياحية من يونيو 2020 حتى 31 أكتوبر 2021، وإطلاق برنامج جديد لتحفيز الطيران حتى 31 أكتوبر 2021، وتخفيض أسعار وقود الطائرات لتصل إلى 15 سنتا على الجالون الواحد حتى نهاية ديسمبر 2021، ومد العمل بقرار وزيرة البيئة بتخفيض رسوم زيارات المحميات البحرية في كل من محافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر حتى 31 أكتوبر 2021.
وقرر مجلس الوزراء انتظام صرف الإعانة المقدمة من صندوق الطوارئ بوزارة القوى العاملة للعاملين بقطاع السياحة وذلك من أبريل حتى 31 أكتوبر 2021، وقيام وزارة التضامن الاجتماعي بصرف دعم للمرشدين السياحيين، وقيام غرفة المنشآت الفندقية بتخصيص مبلغ 500 ألف جنيه لمحافظتي الأقصر وأسوان مناصفة لدعم أصحاب الحناطير والفلايك.
وجاءت قرارات مجلس الوزراء بمنح مجموعة من التسهيلات لدخول السائحين إلى مصر منها الإعفاء من سداد رسوم التأشيرة لمدة عام تقريبا للسائحين الوافدين إلى المحافظات السياحية، والسماح لعدد 27 جنسية إضافية بالحصول على التأشيرة الاضطرارية بمنافذ الوصول المصرية، شريطة وفودهم إلى البلاد عن طريق مجموعات سياحية بضمان وكيل سياحي، ومنح تخفيض بقيمة 10 دولارات على سعر التأشيرة للسائحين الوافدين إلى مطارات الأقصر أو أسوان؛ لتشجيع السياحة الوافدة بالصعيد خلال أشهر يونيو ويوليو وأغسطس من كل عام، ومنح التأشيرة الاضطرارية للسائحين الحاصلين على تأشيرات دخول سارية ومستخدمة من قبل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودول منطقة شنجن على جوازات سفرهم بدون تأشيرة مسبقة اعتباراً من 15 ديسمبر 2020.