جاءت معنويات السوق سلبية خلال الأسبوع الماضي حيث استمر متحور دلتا في الانتشار حول العالم، مما أدى إلى تجدد القيود وزيادة مخاوف المستثمرين فيما يتعلق باحتمالية حدوث تباطؤ في زخم الانتعاش الاقتصادي.
كما أثر استيلاء قوات طالبان على أفغانستان على معنويات السوق هذا الأسبوع.
وفي سياق آخر، أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي متفقون إلى حد ما على أن خفض برنامج شراء السندات يمكن أن يبدأ في نهاية العام.
يتطلع السوق الآن إلى ندوة جاكسون هول حيث من المقرر أن يتحدث رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول يوم الجمعة القادم.
تحركات الأسواق
سوق السندات:
تباين أداء سندات الخزانة الأمريكية هذا الأسبوع، فقد خسرت السندات ذات الآجال القصيرة حيث أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أن غالبية صانعي السياسة اتفقوا على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ في الخفض التدريجي لبرنامج شراء الأصول في وقت لاحق من هذا العام. أما بالنسبة للسندات ذات الآجال الطويلة، فقد حققت سندات الخزانة مكاسب نتيجة قوة العطاءات، حيث كان الطلب على أصول الملاذ الآمن قويًا على خلفية الانتشار المستمر لمتحور دلتا والتوترات الجيوسياسية في أفغانستان.
أغلقت العوائد الحقيقية لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات تعاملات الأسبوع بارتفاع طفيف عند -1.01% من -1.08% على الرغم من انخفاض العوائد الاسمية مع تراجع توقعات التضخم بشكل كبير.
العملات:
ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 1.06% هذا الأسبوع، حيث زاد الطلب على أصول الملاذ الآمن بسبب انتشار متحور دلتا الى جانب التوترات الجيوسياسية في أفغانستان. خسرت بقيةعملات مجموعة العشر دول الكبار هذا الأسبوع، على الأرجح بسبب قوة الدولار.
أنهى الذهب تعاملات الأسبوع دون تغيير تقريبًا حيث فضل المستثمرون الدولار عند طلب أصول الملاذ الآمن.
أسواق الأسهم:
أنهت أسهم الأسواق المتقدمة تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، متراجعة بذلك عن المستويات القياسية التي حققتها من قبل، حيث تأثرت الأسواق بتوقعات خفض الاحتياطي الفيدرالي لمشترياته من السنداتبشكل أسرع من المتوقع، كما تأثرت معنويات الأسواق بسبب توترات الأوضاع الجيوسياسية في أفغانستان، وتأثرت معنويات الأسواق أيضًا بسبب بعض تقارير أرباح الشركات الفصلية الضعيفة. وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500تداولات هذا الأسبوع بتراجع بلغ 0.59%، وقادت أسهم قطاع الطاقة هذه الخسائر، حيث انخفضت بنسبة 7.33% على خلفية الانخفاض الكبير في أسعار النفط. علاوة على ذلك، تسببت أسهم المواد الأساسية، والأسهم الصناعية، والأسهم المالية في تراجع المؤشر. وانخفض مؤشر ناسداك المركب لأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى Nasdaq بنسبة 0.73%، حيث تراجع خلال هذا الأسبوع بسبب انخفاض سعر سهم شركة تسلا (بنسبة -5.15%) بعد قيام الولايات المتحدة بفتح تحقيق حول نظام القائد الآلي المثبت في سيارات تسلا. وسار مؤشر داو جونز الصناعي Dow Jonesعلى خطى المؤشرات السابقة، حيث انخفض بنسبة 1.11% هذا الأسبوع.
وفي أوروبا، هبطت الأسهم أيضًا مع تراجع مؤشر STOXX 600بنسبة 1.48% على خلفية خسائر أسهم الطاقة.
انخفض مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة MSCI EMبنسبة 4.69% وذلك للاسبوعالثاني على التوالي، ليمحي بذلك المكاسب التي حققها خلال عام 2021، حيث أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بدء الحديث عن الخفض التدريجي لبرنامج الاحتياطي الفيدرالي لشراء السندات، وأن عملية الخفض قد تبدأ في وقت أبكر عما هو متوقع وقبل نهاية هذا العام، وانخفضت الاسهم ايضا نتيجة ل تخلص المستثمرين من الأسهم الآسيوية وسط استمرار تشديد الصين للإجراءات التنظيمية الصارمة. وتراجع مؤشر مورجان ستانلي MSCI Equity إلى أدنى مستوى له منذ أواخر نوفمبر 2020، حيث جاءت الخسائر بقيادة الشركات في قطاعات السلع الاستهلاكية الكمالية، والمواد الأساسية، التكنولوجيا. كما انخفضت أسعار أسهم مجموعة علي بابا بشكل ملحوظ (-13.54%).
تدهورت شهية المخاطرة بشكل عام خلال الأسبوع في الأسواق المالية العالمية وسط حالة عدم اليقينالتي خيمت على تطور الأوضاع بشأن انتشار متحور دلتا، كما ساهم الحديث عن خفض الاحتياطي الفيدرالي لمشترياته من السندات، والقواعد الأخيرة التي فرضتها الصين على الشركات الصينية في ضعف شهية المخاطرة.
البترول:
سجلت أسعار النفط أكبر خسارة أسبوعية لها (-7.66%) منذ أكتوبر 2020، حيث باع المستثمرون العقود الآجلة استعدادًا لضعف الطلب في جميع أنحاء العالم على النفط بسبب ارتفاع حالات الإصابة والوفيات جراء فيروس كورونا.
وأتمّ يوم الجمعة اليوم السابع على التوالي لخسائر أسعار النفط، لتصبح سلسلة الخسائر تلك هي الأطول منذ أكثر من عام. كما أثر زيادة إنتاج النفط على الأسعار وسط انتشار متحور دلتا، وهو الأمر الذي يتخوف منه المستثمرون لأنه بدأ بالفعل في التأثير على الطلب. وارتفع إنتاج النفط بصورة منتظمة، حيث صرحت شركة الخدمات بيكر هيوز أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط قد ارتفع إلى 11.4 مليون برميل يوميًا في الأسبوع الأخير، كما أضافت شركات التنقيب عن البترول حفارات جديدة وذلك للأسبوع الثالث على التوالي. فضلًا عن ذلك، بدأت دول (أوبك +) في رفع الإنتاج ببطء بعد توقفه في بداية جائحة فيروس كورونا. من الجدير بالذكر أيضًا أن قوة الدولار قد أثرت على المواد الأساسية لأنها تجعل النفط أكثر تكلفة على المشتري الأجنبي.
ثانياً: السوق المحلى
الأوراق المالية الحكومية:
سوق الأوراق المالية
تراجعت الأسواق المحلية خلال الأسبوع الماضي حيث قام المستثمرون ببيع الأوراق المالية في محافظهم الاستثمارية بهدف جني بعض الأرباح المحققة منذ الصعود الذي بدأ في منتصف يوليو الماضي. سجل السوق الرئيسي الأسبوع الماضي انخفاض بنسبة -0.70%، ويرجع ذلك أساسًا إلى عمليات جني الأرباح التي تم تنفيذها على أسهم البنك التجاري الدولي (CIB) وبعض الأسهم القيادية الأخرى وهو ما يتسق مع أداء الأسواق العالمية. من المتوقع أن يواجه السوق هذا الأسبوع شائعات بشأن تأخير أو إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية، وهو أمر مطروح للنقاش بين المستثمرين المؤثرين في السوق والمسؤولين.