يعد التحول الرقمي أحد الركائز الاقتصادية للدول، في ظل انتشار التكنولوجيا والتطور السريع لها، ومع انتشار فيروس كورونا زادت نسبة التحول الرقمي واتجهت الهيئات والقطاعات الحكومية له.يرى د. رمزي الجرم الخبير الاقتصادي، أن التقدم والتطور السريع في ثورة الاتصالات والتحول الرقمي بشكل سريع جداً، قد نال الكثير من القطاعات الحيوية في الاقتصاد المصري، التي تبني منظومة متكاملة للرقمنة، من أجل تحقيق وفورات اقتصادية ومالية بشكل أكبر.
البترول لاعب أساسي في الاقتصاد المصري
وأوضح الجرم في تصريح خاص لـ 'أهل مصر' أنه ومن منطلق تركيز المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الهيكلي على قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، جنباً إلى جنب مع قطاع الصناعة التحويلية والقطاع الزراعي، وعلى هذا المنحى يحظى قطاع البترول باهتمام بالغ من قبل الدولة، وخصوصا في الفترة الأخيرة، باعتباره لاعب أساسي في تنفيذ رؤية مصر 2030، مما كان لهذا صدى واسع، من خلال تفعيل التعاون والعمل المشترك فيما بين وزارة البترول والثروة المعدنية من جهة، وشركة سيمنس مصر الألمانية من جهة أخرى في مجالات التحول الرقمي وتطبيق الحلول التكنولوجية المتطورة في إدارة منظومة العمل في المشروعات والصناعات البترولية.
-البترول تنجح فى تطبيق التحول الرقمي فى كافة مشروعاته
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن قطاع البترول، قد نفذ عدة مبادرات عملية بنجاح غير مسبوق في هذا المجال في الفترة الماضية، ومنذ عام 2016، من خلال مشروع تطوير وتحديث قطاع البترول، ليغطي كافة مراحل الصناعة البترولية بدايةً من البئر حتى المستهلك النهائي، كما يجري تنفيذ مشروع لربط مصافي تكرير البترول رقمياً بهيئة البترول من خلال نظام حديث ومتطور، يتيح دقة وسهولة وسرعة تداول المعلومات والوقوف لحظياً على عمليات التشغيل ومتابعة الأداء، مما سيؤدي إلى الوصول لأعلى درجات الكفاءة، فضلا عن تنفيذ برنامج العمل السابع لمشروع التطوير والتحديث الذي يهدف إلى تطبيق نظام متكامل لإدارة الموارد والأصول (ERP) في المشروعات والصناعات البترولية، بالإضافة إلى ميكنة منظومة العمل والأنشطة البترولية، وتيسير تداول البيانات والمعلومات، في ظل تدشين بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج، منذ فبراير الماضي، كبوابة رقمية، تم من خلالها طرح أول مزايدة للبحث عن البترول والغاز الطبيعي رقمياً، أمام الشركات العالمية، وتوفير البيانات التي تدعم اتخاذ قرارات الاستثمار في هذا المجال، فضلا عن الاستفادة من منظومة الرقمنة في إدارة منظومة السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة.
-التحول الرقمي يسجل نقلة نوعية بقطاع البترول .
وأشار أن التحول الرقمي في مجال قطاع البترول، سوف يُسجل نقلة نوعية غير مسبوقة في القطاع، لما يوفره من سرعة في الأداء وبتكلفة أقل نسبياً، في ظل قطاع ضخم مثل قطاع البترول والثروة المعدنية، وما له من تحقيق وفورات حجم الإنتاج الكبير، من خلال تخفيض التكاليف الثابتة إلى أقل قدر ممكن، فضلا عن استغلال تكلفة الفرصة البديلة أفضل استغلال ممكن، مما يوفر المزيد من الموارد الاقتصادية، التي يتم استخدامها في استخدامات اقتصادية أخرى، وهذا، سوف يكون له انعكاسات إيجابية على المستوى الجَمعي، من خلال زيادة فرص الاستثمار بشكل أكبر في المشروعات والصناعات البترولية، مما يدعم الاقتصاد الكلي، من منطلق ان هذا القطاع هو أحد أهم القطاعات الحيوية في الاقتصاد.
-اهتمام الدولة بالتحول الرقمي بقطاع التعدين
وكان حمدي عبد العزيز المتحدث الرسمي لوزارة البترول والثروة المعدنية صرح في تصريحات صحفية له، أن هناك اهتماما كبيرا بالتحول الرقمي بقطاع التعدين من أجل تكثيف طرح المزايدات العالمية، كما أن هناك متابعات بشكل دوري للمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية بمسئولي الهيئة العامة للثروة المعدنية للتأكد من العمل بالاستراتيجية الجديد ة من أجل تحقيق الاستغلال الأمثل للخامات التعدينية.