يعد الغاز الطبيعي من الاكتشافات البترولية والغازية الهامة التي حققتها مصر خلال السنوات القليلة الماضية خاصة بمنطقة المتوسط، والتي حققت نقلة فعلية في الاقتصاد المصري، خاصة بعد تحقيق الإكتفاء الذاتي للغاز الطبيعي والذي عمل على تقليل وخفض الفاتورة الاستيرادية للمنتجات البترولية، وتعمل القيادة السياسية على دعم ملف الغاز الطبيعي بقوة من خلال جذب الاستثمار الأجنبي وطرح المزايدات لعدد من الأبار والحقول، وتطوير وتنمية الحقول القديمة واستخدام تكنولوجيا حديثه بجانب إدخال التحول الرقمي للقطاع تيسيرا للمستثمرين.
- بداية اكتشاف الغاز الطبيعي
وقال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، بداية كان اكتشاف الغاز الطبيعي سنة 1986 بمنطقة شمال شرق المتوسط، ثم جاءت بعدها عمليات الاستكشافات من 86 إلى بداية التسعينيات وكان هناك كثير من الأمور في البنية التحتية وقتها كان الإنتاج من مياه المتوسط مكلفة للغاية وعملية الأرصفة البحرية بيتم استيرادها من خارج البلاد وبالتالي كانت هناك كثير من الأمور تم تسييرها من خلال سياسة قطاع البترول المصري واندماجه مع الكثير من الشركات الأجنبية، وكانت أولى الشركات التي قامت بعمليات الاستكشاف بمنطقة البحر المتوسط، اينى الإيطالية بمناطق 'تمساح وغرب تمساح وبلطيم وبور فؤاد والآبار الاستكشافية' التي كانت متقدمة مثل منطقة أنشوجة ودنيس' وكثير من هذه الآبار، تم بناء بنية تحتية وقاعدة قوية لكميات الغاز الكبيرة بالمتوسط، بعدها كانت سياسة الدولة المصرية الاعتماد على فكر بأن يكون هناك بناء لترسانة مصرية، هذه الترسانة المصرية تعتمد على بناء الأرصفة البحرية وتكنولوجيا مد الخطوط وعملية لحام الخطوط تحت المياه وأيضا عمليات الاختبارات الصعبة والمعقدة للدخول في هذه الخطوط تحت المياه.
حقل غاز طبيعى
- بتروجيت وإنبي أول شركات مصرية لبناء الأرصفة البحرية
وأوضح أنه تم انتداب شركة بتروجيت وإنبي أحد شركات قطاع البترول المصري الاستثماري في بناء أول منطقة للترسانة لبناء القاعدة للأرصفة البحرية بمنطقة المعدية بالإسكندرية، وتم البدء في بناء أول أرصفة بحرية تحتاجها الدولة لمنطقة المتوسط، تلتها الشركات الأجنبية مثل شركة بي بي وشل الهولندية وأباتشي في اكتشاف غرب المتوسط، تلتها بريتش جاز في مناطق شمال المتوسط ثم بدأت الحقول العملاقة حابى واخن، وحقول أبو قير لاديسون الإيطالية، وقد بدأت السياسة في تجميع شبكات الغاز الطبيعي سنة 95 وكانت فكرة الراحل حمدي البمبي بإنشاء خط غاز عربي يربط بعض الدول العربية لنقل هذا الغاز إلى هذه الدول للاستهلاك خط الغاز العربي ابتداء من 96/97 وتم الانتهاء منه 2001، ثم خط الغاز العربي من 2001الى2003 حتى منطقة حمص بسوريا وكان مستهدف هذا الخط يصل بنهاية سوريا للبنان حتى تركيا.
-الدور المصري في خط الغاز العربي
وأضاف الخبير البترولي، أنه في خط الغاز العربي 1 اعتمدنا على الاتفاق الذي تم بشأن بيع الغاز سنة 2004 لإسرائيل وأيضا شراكة مع الأردن، وتم بيع غاز لمنطقة الرحاب في الأردن، وبدأ استنزاف بيع الغاز لهذه الدول على مستوى دولي وتعد مصر أول دولة على مستوى الشرق الأوسط تمتلك شبكة الأنابيب الغاز.
خريطة الغاز
وأشار إلى أنه بدأنا اكتشاف الغاز في منطقة أبو ماضي دلتا نهر النيل وتم استخدامها في كثير من الأمور كحقن الآبار وضخها لرفع الزيت من الآبار المنتجة للزيت، وتم استخدام الغاز في كثير من الأمور للطاقة والتدفئة وبالتالي كانت منطقة أبو ماضي حتى الآن منطقة منتجة بالإضافة إلى كثير من الشركات شركة دانا غاز وشل وكل هذه الشركات أنتجت غاز في منطقة الدلتا بالإضافة أيضا الى زيادة قدرات مصر فى منطقة المتوسط وبالتالي تم ضخ كميات كبيرة للبيع خارج الدولة، كما قام القطاع بإنشاء محطتين إسالة دمياط وادكو عام 2001 من خلال شراكة مشتركة مع القابضة للغاز.
ونتيجة انخفاض وضعف إمكانيات مصر من الغاز الطبيعي التي لم تكن متاحة حين ذاك كان لا بد من تزويد قدرتنا بعد اكتشافات 2015
وأشار الخبير البترولي إلى أن خريطة الغاز تعتمد على الإسالة والبتروكيماويات، وتعتمد أيضا على الاستراتيجية في ربط خطوط عبر المتوسط بين قبرص ومصر وأيضا خط الغاز العربي 1 والذي يستهدف استيراد الغاز من إسرائيل والقبرصي.
وتابع أن مصر ستكون في فترة وجيزة خلال السنتين المقبلتين لديها القدرة بأن تكون سوق عالمي لتجارة الغاز، وقد اتضح هذا خلال منتدى غاز المتوسط والذي يشمل 7 دول وبالتالي كان نواة من ضمن استراتيجيات السوق العالمي لصالح الدولة المصرية، فنحن لدينا فائض كهرباء 15 ألف ميجا وات، وفائض من الغاز 2 مليار متر مكعب غاز يومي.