قال المهندس محمد قاعود، رئيس لجنة السياحة والطيران بالجمعية المصرية لشباب الأعمال، إن سياحة اليخوت من أغلى أنواع السياحة حول العالم، نظرا لأنها تخاطب شريحة من السائحين تتمتع بقوة شرائية عالية، وتقتنص سياحة اليخوت نسبة 35% من إجمالي عائدات السياحة العالمية، مشيرًا إلى أن مصر غير متوافر بها هذا النوع من السياحة بالشكل المطلوب، ولكن الجهات المعنية بدأت في اتخاذ بعض الخطوات الجادة نحو وضع استراتيجية مناسبة، تستهدف تعظيم الاستفادة من سياحة اليخوت، في إطار توجيهات القيادة السياسية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
صعوبة الإجراءات والتراخيص أبرز التحديات
وأضاف قاعود في تصريحات خاصة لـ « أهل مصر»، أن سياحة اليخوت في مصر مازالت تعاني من بعض التحديات التي تقف أمام انتشارها ، بسبب الإجراءات التعسفية الخاصة بالتصاريح و الحصول على الموافقات التي تختص بعملية دخول وخروج تلك اليخوت بالموانئ المصرية، لأن موافقات تحرك اليخوت من دولة إلى دول أخرى، تتعلق بالعديد من الوزرات المعنية بالأمر، سواء وزارة السياحة أو النقل أو وزارة الداخلية، بالإضافة إلى أننا نحتاج إلى توفير بنية تحتية ضخمة تستقبل تلك اليخوت في عدد من 'المراين'.
وأوضح رئيس لجنة السياحة والطيران بالجمعية المصرية لشباب الأعمال، أن هناك بعض الدول الرائدة في هذا النوع من اليخوت بالمنطقة العربية، مثل الإمارات والسعودية ، مشيرًا إلى أن أبرز المراين التي تستهدفها الدولة نحو التوجه لتنشيط سياحة اليخوت هي' مدينة الجلالة ، ومدينة العلمين الجديدة'، موضحًا أن القطاع الخاص بدأ بالفعل في ضخ استثمارات كبرى نحو تدعيم هذا النوع من السياحة، بينها مارينا مدينة إعمار مصر ومارينا الجونة.
اللوجيستيات والموانئ تضع مصر على خريطة اليخوت الدولية
وأكد قاعود، أن إنشاء اللوجيستيات والموانئ يضع مصر على خريطة الرحلات الدولية في مجال سياحة اليخوت، وبالتالي سينعكس مردوده الإيجابي على تنشيط السياحة الرفاهية التي تجذب العديد من الشركات العملاقة من خلال الرحلات التي تأتي من مختلف الدول لزيارة المدن الساحلية عبر تلك اليخوت، موضحا أن قدرة اليخت الواحد يستوعب أكثر من 4 آلاف غرفة فندقية، والتي يتيح لإقامة 8 ألاف شخص، لمدة لا تقل عن 24 ساعة، لتكون تلك اليخوت بمثابة فنادق متحركة كبرى.
وأضاف أن هناك عدد من الدول العربية لديها رحلات دولية على البحر المتوسط والأحمر لسياحة اليخوت، والتي من بينها السعودية وأبو ظبي، مشيرا إلي أننا في انتظار تواجد مصر خلال الفترة المقبلة، ما يضع السياحة المصرية ذات تأثير قوي، من خلال توفير فرص عمل كبيرة وتوفير فرصة مميزة عبر الفسح والمطاعم ومحلات شوبينج، بجانب تشغيل قطاعات أخري منها قطاع النقل كالأتوبيسات والسيارات الخاصة بنقل السياح لزيارة البازارات السياحية والمتاحف.
إيرادات متوقعة
وتوقع قاعود وصول إجمالي حجم إيرادات مصر من سياحة اليخوت من 750 مليون دولار، وحتى مليار دولار سنويا ، وتمثل سياحة اليخوت من 8 إلى 7 % من إيرادات القطاع السياحي على مدار العام، مشيرًا إلى أن مصر بدأت في تطبيق ذلك على أرض الواقع في الساحل الشمالي خلال عامي 2020 و 2021 بعد شبه التعافي من أزمة كورونا.
ارتفاع نسب اشغال الغرف السياحية
وأوضح رئيس لجنة السياحة والطيران بالجمعية المصرية لشباب الأعمال، أن مصر شهدت نسبة اشغال للغرفة في اليوم لم تشهده من قبل خلال العام الجاري 2021، وبدأت في تحقيق التنافس المرجو مع بعض الدول العملاقة، والتي لا تقل أهمية عن المدن الساحلية في اليونان واسبانيا، هو ما يعطي مؤشرات إيجابية عن حجم هذا السوق، مشيرًا إلى أن الساحل الشمالي كان يركز بنسبة 85% على السياحة الداخلية بالفنادق و 15% على سياحة الشاطي، والتي من بينها سياحة اليخوت، ومن المتوقع أن تزيد نسب السياحة الشاطئية، بالتزامن مع إطلاق أول ميناء دولي لسياحة اليخوت.
24 مليار جنيه حجم استثمارات أول ميناء دولي لليخوت بالساحل الشمالي
وكانت مدينة إعمار مصر أعلنت عن أول ميناء دولي لليخوت 'مراسي مارينا و نادي اليخوت' في منطقة الساحل الشمالي، ويعد الأكبر في منطقة الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحته الإجمالية أكثر من 1.16 مليون متر مربع، كما وصلت القدرة الاستيعابية 267 يخت كبير، بمساحة من 12 إلى 155 متر، كما تتضمن منطقة الميناء خمسة فنادق عالمية والعديد من الخدمات والمرافق مُتناهية الجودة، وسجل إجمالي استثمارات منطقة الميناء بما تشمله من مرافق وإنشاءات متعددة أكثر من 24 مليار جنيه، ويحتوي المشروع على أكثر من 2500 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 134 وحدة تجارية، ويعمل بالمشروع أكثر من 180 ألف موظف وعامل.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
