تتجه رؤى وزارة الكهرباء، والطاقة المتجددة، نحو توطين صناعة بطاريات تخزين الطاقات المتجددة في مصر، بالتزامن مع توطين صناعة الخلايا الشمسية من خلال رفع نسب مساهمة المكون المحلي في مكونات الألواح الشمسية، ويمثل استخدام تكنولوجيا تخزين الطاقات المتجددة عنصر أساسي في الحفاظ على القدرات الكهربائية المولدة من استخدام الطاقات الجديدة، التي تستخدم كبديل للوقود الأحفوري ما يساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، وفقًا الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة في إطار رؤية مصر 2035، للتنمية المستدامة.
وأكد مصدر بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، أن لجنة متخصصة بديوان عام الوزارة، تعكف الآن على دراسة توطين صناعة بطاريات تخزين الطاقات المتجددة، بجانب دراسة عدد من العروض المقدمة من شركات رائدة في المجال، منها الدولة الأسيوية والأوروبية التي لديها الخبرات السابقة في السوق المصري ومنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف المصدر لـ"أهل مصر"، أن توطين صناعة بطاريات تخزين الطاقة المتجددة، أصبحت متعددة الاستخدامات، إذ يعد يقتصر دورها على حفظ الطاقة المولدة من الخلايا الشمسية أو طاقة الرياح لفترات أطول عن سابقيها؛ إنما تعددت استخدامتها مع تنامي الطلب في سوق السيارات الكهربائية التي تتطلب سعة تخزين للطاقة أكبر لقطع مسافات أطول.
من جانبه أكد الدكتور أحمد مهينة، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة للتخطيط والبحوث، أن مصر من الدول التي لها السبق في تجارب استخدامات بطاريات تخزين الطاقة، حيث كانت التجربة المصرية الأولى لتخزين الطاقة في محطة كهرباء الكريمات، إذ كانت سعة بطارية تخزين الطاقة المستخدمة بالحطة تقدم بواحد ساعة فقط.
وفي نفس السياق، لقد تم تطوير محطة الكريمات الشمسية ما ساهم في زيادة قدراتها بنسبة تزيد عن 70%، حيث تبلغ قدرة المحطة الشمسية الحرارية بالكريمات 140 ميجاوات، منها 20 ميجاوات مكون شمسي، ويبلغ إجمالي مساحة الحقل الشمسي 644 ألف متر مربع، وإجمالي المجمعات الشمسية 1920 مجمع شمسي تحتوى على 53760 مرايا، كما بلغت نسبة التصنيع المحلي في المكون الشمسي حوالي 50%.
وتعتمد النظم الشمسية الحرارية لتوليد الكهرباء على ذات أساليب تحويل الطاقة والمكونات النمطية المستخدمة في المحطات الحرارية التقليدية لإنتاج الكهرباء، مع استبدال مصادر الوقود المستخدمة بالطاقة الحرارية الناتجة من تركيز الإشعاع الشمسي عند درجات حرارة عالية تتراوح بين 400 إلى 1500 درجة مئوية.
وأضاف الدكتور أحمد مهينة لـ"أهل مصر"، أن هناك طفرة غير مسبوقة في مجال الشركات التي تستخدم التقنيات الذكية الحديثة في صناعة بطاريات تخزين الطاقة المتجددة، إذ سعت هذه الشركات إلى صناعة أنماط جديدة من بطاريات التخزين تمتاز بسعة أكبر وعمر إفتراضي أطول بكثير عن النمط القديم وبتكلفة أقل.
وأوضح وكيل أول الكهرباء للتخطيط والبحوث، إلى أن توجه الدولة نحو توطين صناعة بطاريات تخزين الطاقة المتجددة باستخدام أحدث التكنولوجيات في هذا المجال، كان بسبب حجم المشكلات التي سببتها البطارية ذات السعة المحدودة في السابق، موضحًا أن أبرز المشكلات تتمثل في:
1- تكلفة استبدالها بعد تقادمها بانتهاء العمر الإفتراضي لها -10 سنوات-.
2- حجم سعة التخزين 1 ساعة فقط.
وأشار الدكتور أحمد مهينة، إلى أن التكنولوجيات الحديثة المستخدمة في مجال تصنيع بطاريات تخزين الطاقة المتجددة، وصلت إلى سعة تخزينية تبلغ 1 ميجاوات، وعمر إفتراضي يصل إلى 20 سنة.