قال الدكتور محمد عبد الهادي خبير سوق المال والخبير الاقتصادي، إن التغيرات الاقتصادية في العالم الناتجة عن المتغير الحاكم الذي تسيطر على كافة المتغيرات خاصة الحرب الروسية الأوكرانية.
وأوضح "عبد الهادي"، في تصريحات له، أنه نتيجة للعقوبات الأمريكية وحلفاءها علي روسيا ونتيجة لرد الفعل من الجانب الروسي بالضغط على العالم باستخدام قوته الاقتصادية في إنتاج وتصدير الغاز الروسي لأكبر مستوردي الغاز وهو الاتحاد الأوروبي، خاصة ألمانيا التي تستورد ما يقارب من 40 % من الغاز المصدر إلى أوروبا والمقدر بحوالي 55 % من الغاز المصدر للعالم.
وأضاف أن روسيا ضغطت على العالم في طريقة الدفع وليست بالدولار واليورو ولكن بالروبل الروسي، موضحًا أن ذلك شكل ضغط علي اقتصاد العالم وارتفعت قيمة العملة الروسية بالمقارنة بالعملات الأخرى وهي (الدولار) وانخفضت قيمة الدولار عالميا، لافتًا إلى أنه ومع اتخاذ أمريكا إجراءات لمواجهة التضخم والحفاظ على جاذبية الدولار رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الفائدة يوم 4 مايو بمقدار (0.05 %) ولكن الحرب العالمية بالفعل بدأت بحرب العملات وفرض السيطرة.
وأشار إلى أنه مع توقع العالم بإلغاء اتفاقية بريت وودز التي جعلت الدولار سنة 1944 هو المسيطر على اقتصاديات العالم، بالإضافة إلى فرض سيطرتها على التعاملات التجارية، أصبحت اتفاقية بترودولار التي جعلت كافة دول العالم العربي تغير من سياستها النقدية وفقا لسياسات الأمريكية.
مشيرًا إلى أن الوضع في مصر يختلف وفقا لمصادر الدولار وهي (السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج)، حيث أصبحت تقتصر فقط علي مصدرين.
وتابع أن هناك تأثر سلبي في ظل توقف السياحة نتيجة للحرب بالإضافة إلى أن الدولة تعتمد الاستيراد أكثر من التصدير، مؤكدًا أن الدولة المصرية تحاول خفض فاتورة الاستيراد ولكن في الوقت الحالي التعامل المباشر ما زال بالدولار.
ونوه أنه مع رفع أسعار الفائدة فإن قيمة الدولار ترتفع كما حدث في آخر اجتماع شهر مارس السابق عندما تم رفع أسعار الفائدة (100 نقطة) وتحرير سعر الصرف 18 % من قمته وانخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار.
ويطالب الخبير الاقتصادي، باتخاذ خطوات تنشيط الاقتصاد وزيادة الصادرات وتخفيض الاستيراد، والتي سوف يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار ولكن ما دون ذلك فإن قيمة الدولار مقابل الجنيه سوف تختلف.