نظم معهد البنك الإسلامي للتنمية المنتدى العالمي الـ 16 للبنك الإسلامي للتنمية حول التمويل الإسلامي تحت شعار "الحد من الفقر من خلال الابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال الاجتماعية"، وذلك على هامش الاجتماعات الـ47 لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية، والتي انطلقت أمس بمدينة شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية برعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وتستمر حتى 4 من يونيو الجاري.
وخلال الجلسة الأولى قال الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجلس إدارة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، إن الأزمة الاقتصادية التي نجمت عن كوفيد 19 زادت من معدلات الفقر وعدم تكافؤ الفرص وزادت أعداد الفقراء على مستوى العالم، وأن أكثر من نصف مليار شخص حول العالم دخلوا حيز الفقر خلال الجائحة.
وأضاف: "وصل الوضع الاقتصادي إلى أسوأ حالاته وباتت واحدة من كل 3 من البلدان الأعضاء بالبنك يعيشون في فقر"، ولفت إلى أن مكافحة الفقر كان دوماً في مقدمة أهداف شراكات البنك مع الدول الأعضاء والمؤسسات المختلفة.
وقال: "الجائحة دفعتنا إلى زيادة جهودنا وبالفعل قمنا بدراسة التعاون الأمثل مع الدول الأعضاء للحد من الفقر، كما قمنا بتوسيع الشراكة مع مبادرة أوكسفورد وقدمنا مبادرة متكاملة بالمزيد من مشروعات التنمية. وأضاف: "من المُرضي لنا أن بعض الدول الأعضاء نجح في الحد من الفقر وتقليل تأثيرات الجائحة. وهناك العديد من التجارب التي ساهمت في تحقيق نتائج إيجابية للمتضررين، وأن هناك توافقاً عالمياً على أن المشكلات التي تواجه العالم يصعب التعامل معها حكومياً فحسب. وعليه، يجب تضافر جهود مؤسسات التمويل وهيئات التنمية والمجتمع المدني عبر حلول مبتكرة تعزز المسئولية الاجتماعية".
وخلال المناقشات قال أحمد كمالي نائب وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية إن تجربة مصر ركزت على المتابعة والمراقبة باعتبارهما من أوجه قياس الفقر، مضيفًا أن ما تقوم به مصر من بناء الطرق وتحسين المياه والخدمات وتطوير التعليم وتحسين الخدمات الصحية وتطوير وتوسيع الصرف كلها مشروعات جادة تساهم في تقليل معدلات الفقر.
وتابع كمالي أن الجهود التي بذلتها مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة ركزت على جانب الفقر متعدد الأبعاد، موضحًا أن قضية الفقر ترتبط بعدة أسباب منها ما يرتبط بالتعليم.
وأشار "كمالي"، إلى ماتم تضمينه بتقرير التنمية البشرية الأخير لمصر، موضحًا أنه عند النظر إلى التنمية فإنه يتم مراعاة حصول كل فرد على المساواة في التعليم والخدمات الصحية وغيرها، موضحًا أنه لا يتم فقط التركيز على الفقر من حيث مبدأ الدخل.
وأشار إلى ما تبذله مصر من جهود تنموية وما تقوم به من مشروعات؛ كمشروعات الطرق والبنية التحتية والمشروعات المتعلقة بالمياة والصرف الصحي وتوفير جودة التعليم، كلها تؤثر بشكل كبير على الفقر متعدد الأبعاد.
من جهتها أكدت سابينا ألكير - مديرة مبادرة أكسفورد للفقر والتنمية البشرية OPHI - أن مصر دولة رائدة في وضع مقاييس التعامل مع الفقر متعدد الجوانب، وأن هناك العديد من الدول التي استفادت من تلك المقاييس، ولفتت قائلة " إن المبادرة تقوم بقياس الفقر في 109 دولة ووجدنا أن ثلثي الفقراء يعيشون في منازل ليس بها نساء متعلمات، وإذا كان ثلث سكان العالم من الفقراء فإن الوضع في مصر يمثل 1 إلى 20."
وقال محمد عشماوي -نائب رئيس بنك ناصر الاجتماعي المصري- إن البنك تتم إدارته من خلال قياسات الفقر في مختلف جوانب الحياة في الدخل والحياة والرياضة والتعليم، وتابع: "نعمل على مكافحة آثار الفقر وسلبياته ونوفر التمويل بناء على النوع الاجتماعي ولدينا نصف مليون سيدة تحصل على تمويل لمشروعاتها متناهية الصغر، نعمل جنباً إلى جنب مع المجتمع المدني والمؤسسات والهيئات الحكومية، ونتعاون مع مبادرة حياة كريمة."
ومن جانبه أوضح الدكتور سامي السويلم -مدير المعهد بالإنابة- "إن التمويل الإسلامي له تأثير كبير في حياة الدول الأعضاء ومن هنا كان التركيز على الابتكار الاجتماعي والمسئولية الاجتماعية. إن محاربة الفقر تحتل مكان الصدارة في التمويل الإسلامي وكان هدفها الابتعاد عن الربا ولكنها انطلقت لوضع أسس لنواحي تجارية تساعد على النمو الاقتصادي؛ وتحقق التنمية الاجتماعية بتنفيذ العديد من المبادرات التي تعمل إيجابيًا على تحسين الحياة."
وخلال الجلسة الثانية، قال صحبة صباحي مدير مركز اسطنبول الدولي للقطاع الخاص للتنمية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي-إن فكرة التمويل الإسلامي تأتي في جوهر المنهجية الإسلامية والوصول للأهداف الاجتماعية والاقتصادية مع المؤسسات، وشدد على أن الأمر بحاجة إلى إعادة تعظيم الاستثمار وأن يكون لدينا إبداع مجتمعتي وتوسع مستمر في الحلول المبتكرة لتنمية الأفراد والحد من الفقر.
وأوضح أيمن السبع مؤسس منظمة "شمسية" للتنمية الصحية بمصر، أنه عندما نعالج تحديات المشكلات الاقتصادية المعقدة لابد من حلول مبتكرة. ففي مجال الصحة، وجدنا أن التعامل مع المشكلات الصحية يتطلب أن نكون مبدعين لتوفير الرعاية الصحية للمواطنين. وبالفعل وضعنا حلولا إبداعية للمشكلات عبر مؤسسة شمسية تساهم في توفير احتياجات المرضى غير القادرين.
وشهد ختام المنتدى إطلاق البنك الإسلامي للتنمية دورة تدريبية للتمويل الإسلامي تستهدف تعميق الوعي بمفهومه في الدول الأعضاء بالبنك وغيرها من الدول حول العالم.