قال أحمد الإمام، الخبير الاقتصادي، إنه في ظل التداعيات العالمية، وتأثر العالم بتغييرات جيوسياسية عالمية في ظل تأثيرات الحرب الروسية والأوكرانية والمناوشات الأمريكية الصينية على تايوان وتأثر العالم بنقص إمدادات الطاقة لأوروبا، وارتفاع مستويات التضخم بصورة لم تحدث من أربعين عامًا مما دفع البنوك المركزية العالمية؛ لرفع الفائدة بقيادة الفيدرالي الأمريكي.
وأوضح إن ذلك جعل الدولار في أوج قوةن خلال هذه الفترة مستنزفًا أرصدة واحتياطيات الدول الصغرى مع ارتفاع الفائدة عليه، مشيرًا إلى أنه في ظل صراع اليورو والدولار، سجل اليورو لأول مرة في الشهر الماضي بتاريخي 13 يوليو إلى دون مستوى دولار واحد (0.9998 دولار) في -فترة وجيزة-، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2002 في هبوط قياسي لم يشهده منذ 20 عاما، تراجع سعر اليورو ليوازي سعر الدولار الأميركي، مخلفًا انعكاسات خطيرة وارتدادات كثيرة على الاقتصاد الأوروبي وعلى التضخم والقدرة الشرائية للمواطن في دول اليورو خاصة في ظل الانكماش الاقتصادي وارتفاع نسبة التضخم في منطقة اليورو إلى أكثر من 5% مع بداية العام الحالي، وهي أعلى نسبة للقارة الأوروبية منذ 30 عاما، بحسب آخر الأرقام التي نشرها مكتب "يورو ستات" (Euro stat) للإحصائيات التابع للمفوضية الأوروبية.
وأضاف أن اليورو انخفض بنسبة 12 % عن مستواها في بداية العام 2022 وخسرت نحو 3% في أغسطس، منوهًا أنه في ظل ارتفاع التضخم وتزايد عدم اليقين بشأن استمرار إمدادات الغاز الروسي، يصبح الوضع "دقيقا جدا" للدول الأوروبية، باعتبار أن قرابة 50% من واردات هذه الدول مقومة بالدولار وصعب هذا التراجع لليورو على الشركات الأوروبية التي تحتاج إلى شراء الطاقة والمواد الخام والمكونات المسعرة بالدولار، إذ تستمر تكلفة الواردات المتزايدة في تعزيز الأسعار في 19 دولة تستخدم اليورو، ليقفز معدل التضخم السنوي إلى مستوى قياسي بلغ 8.6٪ في يونيو الماضي.
وأشار أنه رغم ذلك وفي ظل التقلبات الاقتصادية المتعاقبة تراجع الدولار من أعلى مستوى في عقدين أمام اليورو يوم الثلاثاء، بعد بيانات أظهرت أن نشاط القطاع الخاص في أمريكا كان أضعف من المتوقع في أغسطس، مما أثار رهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي ربما سيكون أقل تشددًا في دورته لزيادات أسعار الفائدة.
ونوه إلى انخفاض مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الخضراء مقابل سلة من 6 عملات منافسة، 0.376 بالمئة إلى 108.58 خلال تعاملات أمس.
وتابع أن بيانات مؤشر مديري المشتريات الصناعي (أغسطس) والتي جاءت دون التوقعات لتسجل 51.3 نقطة مقابل توقعات بتسجيل 52 نقطة بينما جاءت أقل من القراءة السابقة عند 52.2 نقطة.
وتابع أن العالم ينتظر ما سوف ينتج عن اجتماع محافظي البنوك المركزية الكبرى حول السياسات النقدية والتنسيق بينهم؛ بشأن أسعار الفائدة عالميًا وتنعقد ندوة "جاكسون هول" لهذا العام تحت عنوان "إعادة تقييم القيود على الاقتصاد والسياسة"، وذلك خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 27 أغسطس.