أدت صعوبة توفير الدولار إلى أزمة شديدة في توفير مستلزمات الإنتاج، بل وهددت العديد من السلع خاصة التي تصل نسبة استيرادنا منها إلى 100% في مقدمتها الدخان والبن والشاي بالنفاد من الأسواق والتي يعتبرها المصريون وسيلة من وسائل الترفيه أو تعديل 'المزاج'.
وكشف إبراهيم الإمبابي رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات، عن أن الاحتياطي من الدخان لا يكفي سوى لشهرين فقط في السوق وأن المادة الخام لصناعة السجائر ليس لها بديل محلي.
المادة الخام لتصنيع السجائر
وأكد في تصريح لـ'أهل مصر' أن المادة الخام لتصنيع السجائر يتم استيرادها من الخارج، وهناك صعوبة في الحصول على الدولار، مطالبًا البنك المركزي بمساعدة مصانع الدخان في توفير الدولار لاستيراد المواد الخام خاصة أن الناتج القومي يقاس بالتصنيع.
وأشار إلى أن نقص المخزون قد يدفع البعض لرفع الأسعار المستقرة حاليا، مطالبا المواطنين بعدم شراء السجائر بأسعار غير المقررة مع ضرورة الإبلاغ عن التاجر لمواجهة جشع التجار.
نقص المعروض من البن
وأكد حسن فوزي رئيس شعبة البن بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أسعار البن في الأسواق شهدت زيادة بنسبة 10%، لافتًا إلى أن الأسعار ارتفعت عالميا بشكل كبير خلال الفترة الماضية، حيث سجل سعر الروبوستا من 2700 إلى 4000 دولار، والأرابيكا من 5 إلى 7 آلاف دولار للطن.وأضاف أن ارتفاع الأسعار فى السوق المحلى نتيجة لنقص المعروض من البن فى الأسواق، وأن مصر تستورد 100% من المنتج ولا يوجد له بديل سوى الاستيراد.
وأشار إلى أن سعر كيلو البن السادة يتراوح من 140 إلى 160 جنيها للكيلو حسب النوع، والبن المحوج ما بين 170 و200 جنيه، لافتا إلى أن مصر تستورد البن من البرازيل وكولومبيا وإندونيسيا ولبنان والهند وإثيوبيا، ودول أخرى مثل، البيرو وجواتيمالا.
وقال سيد النواوى، عضو الشعبة العامة للاستيراد بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن المخزون الاستراتيجي من البن أوشك بالفعل على النفاد وأن مخزون الشاى يتناقص بشكل كبير وذلك نتيجة نقص الدولار.
وأضاف فى تصريح لـ'أهل مصر' أن تجار البن يعانون بشدة حتى يستطيعوا أن يدخلوا بضاعتهم إلى السوق رغم قلة المعروض واحتياج السوق الشديد، وأن نقص وصعوبة توفير الدولار أدى إلى تكدس البضائع في الموانئ قائلا 'البن والشاي متوفرين ولكن داخل كونتيرات فى الميناء بسبب الدولار وليس فى السوق كما يجب أن يكون'.
واشار إلى ضرورة قيام المسئولين بتسهيل الإفراج عن البضائع من الموانئ وتسهيل عمليات الاستيراد لمنع تكرار أزمة نقص المعروض من الشاي والبن في الأسواق.
حجم استيراد مصر من الشاي
وكشفت بيانات النشرة السنوية للتجارة الخارجية التى يصدرها الجهاز المركزى للتعبئة العامـة والإحصــــاء أن حجم استيراد مصر من الشاي، خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2021 ، بلغت 237 مليونا و482 ألف دولار، بما يعادل 3 مليارات و728 مليونا و467 ألف جنيه مصري، محققة ارتفاعا قدره 321 مليونا و457 ألف جنيه مصري، حيث أن قيمة الواردات من الشاي خلال نفس الفترة من عام 2020، بلغت 217 مليونا و7 آلاف جنيه مصري بما يعادل 3 مليارات و407 مليونا و9 آلاف جنيه مصري.
وبحسب النشرة سجلت فاتورة الاستيراد خلال مايو ٢٠٢٢ 16.574 مليون دولار مقابل 11.048 خلال نفس الفترة من العام 2021 بنمو 50% بحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء الذي يصدر نشرة التجارة الخارجية، وفي شهر أغسطس من العام من العام 2021 استوردت مصر بن بقيمة 146.240 مليون جنيه، مقابل 114.400 مليون جنيه في أغسطس من العام 2020، وكانت الزيادة بنحو 31.840 ألف جنيه.