اختتمت، اليوم الأربعاء، فعاليات اليوم الأول من مؤتمر الأمن الغذائي العالمي في دورته الأولى، والذي ينظمه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي، وسط حضور إعلامي كبير، وذلك في إطار الجهود العالمية لمواجهة التحديات الناتجة عن التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي في العالم.
وفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أشادت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، بدور برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر، والتعاون مع الحكومة المصرية في قضايا الغذاء والمياه والطاقة.
ومن جانبه، قال برافين أجراوال، ممثل ومدير برنامج الأغذية العالمي، إنه لابد من إيجاد حلول لسوء التغذية والقضاء على الجوع حول العالم، الذي أكد أنه يواجه مشكلات غذائية غير مسبوقة.
وبدأت نقاشات المؤتمر، بجلسة رئيسية، بعنوان: "تراخي الاقتصاد السياسي"، والتي أكد خلالها "عارف حسين"، كبير الاقتصاديين ببرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، على أهمية زيادة تشجيع القطاع الخاص لممارسة أدواره من أجل تجاوز الأزمات الاقتصادية التي يمر بها العالم حاليًا، في حين أكدت "مارينا ويس"، المدير الإقليمي لمجموعة البنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي، على ضرورة تضافر الجهود العالمية للقضاء على نقص الغذاء والمجاعات حول العالم.
وتركزت جلسات اليوم الأول من المؤتمر، والذي ينعقد بالقاهرة على مدار يومين، حول ٣ محاور رئيسية، وهي: التكنولوجيا الزراعية، والحماية الاجتماعية، والابتكار والتحول الرقمي، باعتبارها مجالات رئيسية تتيح إيجاد حلول تسهم في ضمان أمن الطاقة والمياه والغذاء.
ففي المحور الأول، والخاص بالتكنولوجيا الزراعية، فقد استعرض المشاركون في المؤتمر عددًا من تجاربهم الخاصة للاعتماد على الابتكار والتقنيات التكنولوجية الجديدة لتحسين الوصول إلى الغذاء وتحسين مستويات المعيشة وتقوية سلاسل القيمة لتحسين الأمن الغذائي، مثل تطبيق "مزارع"، كأول منصة رقمية في مصر للتكنولوجيا المالية الزراعية، والتي تستهدف رقمنة القطاع الزراعي في مصر والشرق الأوسط من خلال تطبيق ذكي يلبي احتياجات المزارعين المالية وغير المالية، بجانب تطبيق شركة "زواسيل" المتخصصة فى تطوير سلاسل القيمة السلعية المستدامة، والتي تعمل مع أكثر من مليوني شخص من المزارعين في جميع أنحاء نيجيريا.
وفي المحور الثاني، والخاص بالحماية الاجتماعية، فقد استعرض المشاركون في المؤتمر سبل توسيع شبكات الأمان ورقمنة جمع البيانات كأحد أهداف الحماية الاجتماعية الفعالة، وأشاروا إلى أهمية الحلول المالية الرقمية في تعزيز القدرة في أوقات الأزمات، واستعرضوا عددًا من التجارب التي تم تطبيقها في ذلك الإطار في القارة الإفريقية ودول أخرى، من بينها: فلسطين والعراق، وأكدوا على ضرورة تسريع جهود دعم المجتمعات بمفاهيم الشمول المالي، لدعم كفاءة توصيل المساعدات والتمويلات النقدية بين المجتمعات المحلية بكفاءة.
وفي المحور الثالث، والخاص بالابتكار والتحول الرقمي، فقد تم استعراض عدد من مشروعات برنامج الأغذية العالمي لتحقيق الأمن الغذائي في عدد من المناطق، وذلك من خلال دعم مشروعات التجارة الإلكترونية وزيادة مساهمات الشركات الناشئة في الاقتصادات المختلفة، ودعم أوضاع رواد الأعمال والنهوض بمشروعاتهم، خاصة في مجال التحول الرقمي وابتكار تطبيقات المدفوعات الرقمي.
وبنهاية اليوم الأول، شهد المؤتمر انعقاد مائدة مستديرة حول سبل التعاون بين دول القارة الإفريقية في مجالات مواجهة تغير المناخ اعتمادًا على الحلول التكنولوجية، بجانب استعراض مشروعات برنامج الأغذية العالمي في عدد من الدول القارة السمراء، مثل: الصومال وكينيا والسودان، بالإضافة إلى مناقشة أبرز الحلول لمساعدة الدول الأفريقية لتجاوز أزمات الغذاء، ومن بينها تبادل الخبرات في مجالات اللقاحات البيطرية لحماية الثروة الحيوانية بالقارة الإفريقية، بما يسهم في تحقيق أهداف القضاء على المجاعات ونقص الغذاء.