قال محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي، والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن مصر حققت نجاح كبير باستضافة قمة المناخ COP27 بشهادة كافة رؤساء وزعماء دول العالم ، وبذلت جهود كبيرة حتى تخرج القمة بهذا المستوى الراقي، الذي لفت انتباه العالم كله، وهو ما يؤكد دور مصر المحوري في أفريقيا والشرق الأوسط.
وأضاف محمد عبد الوهاب، أن قضية التمويل تعد من أعقد الملفات المطروحة على أجندة القمة، خصوصا في ظل الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي ، وخصوصاص ازمة الطاقة التي دفعت الكثير من الدول الأوروبية للاتجاه إلى الوقود الإحفوري من جديد وهجر مشروعات الطاقة المتجددة باحثةعن حل سريع لأزمة الطاقة التي تعاني منها القارة العجوز والتي ستبلغ أشدها خلال فصل الشتاء المقبل مع توقف إمدادات الغاز الروسي نتيجة العقوبات المفروضة على روسيا جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأشاد المحلل الاقتصادي بالخطاب الحاسم للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي دعا فيه إلى السلام العالمي ووقف الحرب الروسية الأوكرانية والتي كان لها تداعيات وخيمة على الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن مصر تتبنى موقفاً قوياً داعماً لحق الدول الفقيرة في الحصول على دعم من الدول الغنية، الأكثر تلويثا للبيئة، كي تستطيع مواجهة تبعات تغير المناخ.
إطلاق النسخة الثانية من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر من شرم الشيخ يؤكد دور مصر المحوري
وتابع عبد الوهاب في تصريحات صحفية: ' إن إطلاق النسخة الثانية من مبادرة الشرق الأوسط الأخضر برئاسة مصرية سعودية، من مدينة السلام شرم الشيخ وسط مشاركة واسعة من قادة ورؤساء الدول والحكومات بمجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وإفريقيا والشركاء الدوليين، يؤكد أهمية دور مصر المحوري في الشرق الأوسط وأهتمامها الكبير، بقضية التغير المناخي التي تهدد دول المنطقة ، مؤكداً على أهمية المبادرة التى استضافت الرياض النسخة الأولى منها العام الماضي والتي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في المنطقة بأكثر من 10% من الإسهامات العالمية، وزراعة 50 مليار شجرة في المنطقة وفق برنامج يعد أكبر البرامج لزراعة الأشجار في العالم.
عبد الوهاب: مصر تسارع خطى التحول لمركز إقليمي للطاقة المتجددة
وأكد محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي، أن مصر تسارع الخطى للتحول إلى مركز أقليمي للطاقة المتجددة ، عبر مشروعاتها المتنوعة والتى دشنت جزء كبير منها على مدار السنوات الماضية ولعل كان أهمها أكبرمشروع في العالم لانتاج الطاقة الشمسة في بنبان في أسوان والذي تكلف 2 مليار دولار، ثم توقيع اتفاقية لإنشاء مشروع طاقة رياح في مصر بقدرة 10 جيجاوات، والذي يعد أحد أضخم مشاريع طاقة الرياح في العالم، أيضاً والذي تم توقيعه على هامش قمة المناخ في شرم الشيخ بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وأشار إلى أن مصر وضعت قدمها بقوة في مشروعات انتاج الهيدروجين الأخضر، بإعتباره 'أحد العوامل الرئيسية لتعزيز اقتصادات الدول، يعد عنصر أساسي في تحقيقها أهدافها كمركز للطاقة النظيفة، وعزز ذلك إطلاق مصر المرحلة الأولى من أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مع عملاق الطاقة النرويجي'سكاتيك'.
ولفت إلى أن حجم الاستثمارات المتوقعة في مشروعات الهيدروجين الأخضر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي تصل إلى نحو 40 مليار دولار بالتعاون مع شركات عالمية يضع مصر في مقدمة الدول المصدرة للطاقة المتجددة.
وأوضح أن ، إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي 'المنتدى العالمي للهيدروجين الأخضر' كمنصة دائمة للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين الأخضر بهدف تنسيق السياسات وخلق ممرات للتجارة والإستثمار في الهيدروجين، هو خطوة هامة على طرق تبوء مصرمكانة كبيرة كمركز للطاقة المتجددة ويفتح اسواق التصدير إلى أوروبا التي تبحث عن طاقة بديلة نظيفة منخفضة التكاليف.