تراجعت أسعار الذهب اليوم بشكل طفيف بعد ارتفاع كبير أمس على حساب ضعف الدولار والبيانات الأمريكية التي صدرت لتزيد من التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل الأمر الذي ساعد الذهب على الارتفاع كما شهدت الاسواق تراجع الدولار الأمريكي بسبب ضعف بيانات قطاع العمالة التي تزيد من التوقعات بإمكانية تثبيت الفائدة من قبل الفيدرالي، بالإضافة إلى هذا تراجع العائد على السندات الحكومية الأمريكية مما زاد من نزيف الدولار أمس وحدوث تأثير إيجابي على الذهب.
أسعار الذهب الفورية
وأكد التقرير اليومى لمنصة جولد بيليون للذهب أن أسعار الذهب الفورية انخفضت اليوم الجمعة بنسبة 0.1% لتتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 1962 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن ارتفعت أمس بنسبة 1.3% لتربح أكثر من 25 دولار ليسجل الذهب أفضل أداء يومي منذ أسبوعين، ليتهيأ الذهب لتسجيل ارتفاع على المستوى الأسبوعي وللأسبوع الثاني على التوالي.
بالرغم من الارتفاع الكبير للذهب أمس إلا أن تداولاته تبقى في نطاق محدد سيطر على تداولاته منذ ثلاثة أسابيع، حيث يستمر الحذر في الأسواق قبل صدور بيانات التضخم الأمريكية خلال الأسبوع المقبل يتبعها اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي.
واضاف التقرير أن يوم أمس صدرت بيانات طلبات اعانات البطالة الأسبوعية لتسجل أعلى مستوى منذ أكثر من عام ونصف بمقدار 261 ألف طلب مقارنة مع القراءة السابقة 233 ألف والتوقعات 236 ألف. ساعدت هذه البيانات على زيادة الرهانات أن الفيدرالي في طريقه إلى تثبيت أسعار الفائدة بعد أن بدأت التأثير السلبي على قطاع العمالة.
وأوضح أن الضعف في سوق العمل إلى جانب بعض التراجع في التضخم قد يؤدي إلى قيام البنك الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف دورة رفع أسعار الفائدة مؤقتًا عندما يجتمع الأسبوع المقبل. لكن مؤشر تقرير الوظائف الحكومي ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأخيرة فاقت التوقعات وهو ما يبقي حالة عدم اليقين متزايدة بشأن كيفية تحرك البنك الفيدرالي.
واشار الى أن توقعات أسواق العقود الآجلة للاحتياطي الفيدرالي تظهر احتمال بنسبة 76% أن يثبت البنك الفيدرالي أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم، هذا بالإضافة إلى احتمال آخر بنسبة 24% لرفع الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع يوليو.
الدولار الامريكى
تراجعت مستويات الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال جلسة الأمس، حيث انخفض مؤشر الدولار الذي يقيس اداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.7% وسجل أدنى مستوياته منذ أسبوعين، وفق تحليل جولد بيليون أما العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات انخفض يوم أمس بنسبة 1.8% متأثراً بالبيانات وذلك بعد أن سجل اعلى مستوى منذ أسبوعين عند 3.821%.
تراجع العائد على السندات ساعد على ارتفاع أسعار الذهب يوم أمس في ظل العلاقة العكسية التي تربط بينهما، هذا بالإضافة إلى كون الذهب سلعة تسعر بالدولار فمع تراجع العملة الفيدرالية يصبح الذهب أعلى بالنسبة لحائزي العملات الأخرى.
تنتظر الأسواق أيضاً خلال الأسبوع القادم صدور بيانات أسعار المستهلكين التي تعد مؤشر التضخم الرئيسي، والتي تعد آخر البيانات التي يستخدمها البنك الفيدرالي في اتخاذ قراره بشأن مستقبل أسعار الفائدة.
صندوق النقد الدولي
توقعات صندوق النقد الدولي
خرج صندوق النقد الدولي بتوقعات تفيد أن البنك الفيدرالي قد يضطر إلى رفع أسعار الفائدة من جديد إذا استمر التضخم الأمريكي في ارتفاع لفترة أطول من توقعاته السابقة، وأشار أن التضخم أظهر تراجع بالفعل ولكنه لا يزال مصدر قلق بسبب بعده عن مستهدف التضخم عند 2% بينما يحول التضخم حول 5%.
البنك المركزي الكندي قام هذا الأسبوع برفع الفائدة 25 نقطة أساس بعد توقف دام أربعة أشهر، الأمر الذي يدل على حقيقة أن توقف رفع الفائدة لن يكون هو الأساس بل هو وسيلة لإبطاء سلسلة زيادات الفائدة وانتظار المزيد من البيانات الاقتصادية التي توضح حالة الاقتصاد.
التوقعات الآن تتزايد أن الفيدرالي قد يتبع تحركات المركزي الكندي الأخيرة فالأسواق ترى رفع للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماعين القادمين للفيدرالي ولكنها تفضل أن يكون الرفع في اجتماع يوليو.
لا تزال النظرة المستقبلية للذهب على المدى المتوسط والطويل غير مؤكدة، في حين أنه من المتوقع أن يشهد بعض الدعم إذا توقف الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، ولكن قد تكون مكاسبه محدودة مع بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة على الأرجح لفترة أطول هذا العام.
وقد أبقت حالة عدم اليقين بشأن الاحتياطي الفيدرالي والاقتصاد أسعار الذهب ضمن نطاق تداول ضيق منذ منتصف مايو، بعد أن انخفض المعدن النفيس إلى ما دون مستوى 2000 دولار للأونصة الذي تمت مراقبته عن كثب.
وبعد أن فقد الذهب دعماً هاماً يتمثل في أزمة سقف الدين الأمريكي يتبقى له أمل أخير ولكنه قد يكون حاسم بشكل كبير، وهو التدهور المتوقع في أداء الاقتصاد الأمريكي والعالمي كنتيجة طبيعية لعمليات التشديد النقدي الحادة من قبل البنوك المركزية حول العالم، وهو ما يعيد الطلب على الذهب كملاذ آمن في التزايد.
أيضاً لجوء الفيدرالي إلى تثبيت الفائدة كما هو متوقع خلال اجتماعه القادم ستعمل على الحد من فرص الدولار على الارتفاع وهو ما يحقق استفادة هامة للذهب ويدفعه إلى الارتفاع من جديد إلى مستوياته قد يتماسك عندها خاصة إلى اخترق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة.
سوق سبائك الذهب
سوق سبائك الذهب
رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية. أظهرت في تقرير لها أنه مع نهاية مايو 2023 ارتفعت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8903 طن منخفضة بنسبة 0.7% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 562.3 مليار دولار أي ما يعادل حوالي 712212 سبيكة ذهب.تدل هذه البيانات على قدرة لندن لدعم سوق التداول اللحظي للذهب ومع هذا التراجع في مخزونات الذهب فإن هذا يعكس تراجع الطلب على الذهب خلال الفترة الماضية بعد تراجع أسعار الذهب تحت مستويات الـ 2000 دولار للأونصة.