تعتزم الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بيع جزء من حصتها في شركة الشرقية للدخان، حيث تلقت عروضًا متعددة من مستثمرين أجانب يسعون لاقتناء حصة تصل إلى 30% من إجمالي حصتها.
الأسواق المصرية
يُذكر أن الشركة القابضة تمتلك حوالي 50.95% من أسهم الشركة الشرقية للدخان، وهذه الخطوة تعكس استراتيجية الشركة القابضة للاستفادة من الفرص التي تتيحها الأسواق العالمية وتعزيز رأس المال الخاص بها، ومن المرجح أن يسهم هذا البيع في تنويع مصادر الاستثمار وزيادة التوجه نحو الأسواق العالمية، وذلك من خلال الاستفادة من خبرات وموارد المستثمرين الأجانب، ومع ذلك، تواجه الشركة التحديات المحتملة لهذا القرار، بما في ذلك التأثير المحتمل على التوازن الإداري والاقتصادي للشركة.
يجب على الشركة التأكد من اختيار شريك استثماري يتمتع بالخبرة والرؤية الاستراتيجية التي تعزز من أداء الشركة وتحقق لها التنوع والاستدامة في السوق، و يبقى بيع حصة في أسهم الشركة الشرقية للدخان قرارًا استراتيجيًا يتطلب تقديرًا دقيقًا للمخاطر والفرص، وتوجيهات سليمة تسهم في تحقيق مصالح الشركة ومستثمريها على السواء.
قالت الشركة الشرقية إيسترن كومباني، إن الشركة القابضة للصناعات الكيماوية المساهم الرئيسي، تلقت عدة عروض من مستثمرين أجانب لشراء حصة لا تتجاوز 30% من إجمالي حصتها والبالغة حوالي 50.95% من أسهم الشركة الشرقية.
عروض الشرقية للدخان تتواصل
وجاء ذلك بعدما تواصلت إدارة الشركة الشرقية مع المساهم الرئيسي، الشركة القابضة للصناعات الكيماوية بشأن الأخبار المتداولة بخصوص بيع جزء من أسهمها إلى مستثمر أجنبي، وفقًا لبيان للشركة الشرقية مرسل للبورصة اليوم الثلاثاء.
وأفادت الشركة القابضة بأنها تلقت عدة عروض من مستثمرين أجانب لشراء حصة لا تتجاوز 30% من إجمالي حصتها، في ضوء تنفيذ توجيهات الدولة بشأن برنامج طرح الشركات المملوكة للدولة بالبورصة المصرية بهدف توسيع قاعدة الملكية وتنشيط التداول بالبورصة وتعزيز فرص الاستثمار والاستفادة من عوائد طرح الأسهم في عمليات التطوير والتحديث وإعادة الهيكلة.
وأشارت الشركة إلى أنه جار حاليًا دراسة هذه العروض والتفاوض مع مقدميها لاختيار أفضلها، مع العلم أن تنفيذ الصفقة مرتبط بإجراء الفحص النافي للجهالة.
مصادر تكشف لـ"أهل مصر"
و كشفت مصادر مطلعة عن خطوة استراتيجية جديدة، من قبل الشركة الشرقية للدخان، حيث يتم التفاوض حاليا مع مستثمر استيراتيجي بشأن بيع حصة إضافية لمستثمر استراتيجي.
وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، إلي أن الشركة تجري محادثات مكثفة مع مستثمر استراتيجي لنقل ملكية جزء من أسهمها في الشركة، موضحا أنه مع البيع لا يتضمن طرح حصة في البورصة المصرية، إلا أنه يمثل عملية نقل ملكية مهمة قد تلقي بظلالها على المشهد الاقتصادي.
وأكدت المصادر أن الشركة والمستثمر الاستراتيجي يجريان عملية فحص دقيقة وشاملة للأوضاع المالية والإدارية للشركة، بهدف تقييم جميع جوانب الشركة وضمان أن الصفقة ستكون متينة ومربحة للجانبين، مشيرا إلي أن هذا الإجراء ردًا على ما تردد من تقارير حول وجود جدل بين الحكومة والمستثمر الاستراتيجي بخصوص تفاصيل الصفقة.
وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات تجري بين 'المتحدة للتبغ' والحكومة المصرية، وتشمل الشركة القابضة ووزارة المالية، مضيفه أن حجم الحصة يشكل تحديًا أساسيًا للحكومة حاليًا، حيث توجد مخاوف من فقدان الحصة الأغلبية في الشركة.
تعزيز الثقة في الاقتصاد
ويُتوقع أن يسهم هذا الخطوة في تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات الاستراتيجية إلى البلاد.
ويتجلى في هذه الخطوة استراتيجية أهمية تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والحكومة، حيث يمكن أن يكون هذا التحالف مفيدًا لتعزيز أوضاع الشركة وتحسين أدائها في السوق، ومن المهم متابعة تطورات هذه الصفقة والتأثيرات المحتملة على الشركة والسوق المصري بشكل عام.
الشفافية في بيع حصة الشرقية للدخان
طالب المهندس إبراهيم الإمبابى رئيس الشعبة العامة للدخان والسجائر باتحاد الصناعات، الحكومة والمسئولين بالشفافية في بيع حصة من الشركة الشرقية للدخان، قائلا 'على الحكومة احترام عقلية الشعب'، مشيراً إلى أن هناك ضرورة للتوضيح من قبل الحكومة بعد تواتر الأخبار مؤخراً حول بيع حصة من الشركة.
مفاوضات "المتحدة للتبغ" والحكومة
وتتفاوض شركة 'المتحدة للتبغ'، التابعة لشركة 'فيليب موريس'، مع الحكومة المصرية لشراء حصة أقلية في الشركة الشرقية للدخان 'إيسترن كومباني'، والتي تحمل حصة سوقية تصل إلى 75% من سوق السجائر في مصر، بقيمة سوقية تقدر بـ39 مليار جنيه (1.3 مليار دولار).
وكانت الحكومة قد باعت عام 2019 ما يصل إلى 4.5% من أسهمها في 'الشرقية للدخان' بقيمة 180 مليون دولار في ذلك الحين، وتمكنت مؤخرًا من جمع 1.9 مليار دولار، وتطمح لجمع مليار دولار إضافي من بيع أصول أخرى في المستقبل القريب.
ودفعت شركة 'فيليب موريس' نحو 450 مليون دولار للحصول على الرخصة الجديدة لإنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية في مصر خلال يونيو 2022، في مزايدة انسحبت منها كل الشركات الأجنبية العاملة في البلاد لاعتراضها على شروط الرخصة.
تجدر الإشارة إلى أن ملكية 'الشرقية للدخان' تنقسم بين الشركة القابضة للصناعات الكيماوية التابعة للحكومة بنسبة 51%، وصندوق استثمار 'ألان غراي' بنسبة 7.2%، و'اتحاد العاملين المساهمين' بنسبة 5.2%، بينما تتاح الحصص الباقية للتداول في البورصة المصرية.