عادت أسعار الذهب إلى الارتفاع لليوم الثاني على التوالي، لكن يبقى الذهب في طريقه إلى تسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، بينما تنتظر الأسواق اليوم بيانات أسعار المنتجين عن الولايات المتحدة والتي تقيس التضخم من وجهة نظر المنتجين والمصنعين والتي سيكون لها تأثير جديد على الأسواق.
تتداول أسعار الذهب الفوري خلال جلسة اليوم الجمعة حول المستوى 2005 دولار للأونصة وسجل أعلى مستوى عند 2006 دولار للأونصة وأدنى مستوى عند 2002 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن سجل يوم أمس ارتفاع بنسبة 0.6% ليرتفع بمقدار 12 دولارا للأونصة وفق جولد بيليون.
أسعار الذهب
أسعار الذهب العالمية
ويتجه الذهب في البورصة العالمية إلى تسجيل انخفاض أسبوعي بنسبة 1% تقريباً وهو انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك بعد أن سجل خلال الأسبوع أدنى مستوى له منذ 3 أشهر عند 1984 دولار للأونصة.وعادت أسعار الذهب يوم أمس للتداول فوق المستوى 2000 دولار للأونصة ليغلق جلسة الخميس فوق هذا المستوى، وذلك بعد بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية التي أظهرت أكبر انخفاض على أساس شهري منذ فبراير 2023.
الفيدرالي الأمريكي
وصرح عضو البنك الفيدرالي الأمريكي رافائيل بوستيك، يوم أمس، إنه على الرغم من أن البنك الفيدرالي حقق تقدمًا نحو خفض التضخم، لكنه لا يزال غير مستعد للدعوة إلى خفض أسعار الفائدة بعد.
وتوقع بوستيك تخفيضين للفائدة لعام 2024، وهو أقل من توقعات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي الجماعية لثلاثة تخفيضات والتي صدرت في ديسمبر الماضي، وسيحدث البنك الفيدرالي هذه التوقعات في اجتماعه المقبل في مارس، حيث من المتوقع أن يبقي أسعار الفائدة ثابتة وتضع الأسواق رهانات حالياً أن قرار الخفض الأول لأسعار الفائدة سيكون على الأرجح في اجتماع يونيو.
وتعافت أسعار الذهب يوم أمس بسبب ضعف بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية تعد تصحيح سريع لحركة الهبوط الحادة التي شهدها هذا الأسبوع بعد بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أعلى من التوقعات لتدل على حاجة التضخم إلى المزيد من الوقت ليتراجع بشكل مستدام لمستهدف البنك الفيدرالي عند 2%.
ارتفاع التضخم
ويعد إغلاق السعر فوق المستوى 2000 دولار للأونصة أمس فرصة لتماسك الذهب بعض الشيء لا سيما أنه حقق إغلاق أسبوعي اليوم فوق هذا المستوى، لكن تنتظر الأسواق اليوم صدور بيانات أسعار المنتجين عن شهر يناير مع توقعات بتسجيل ارتفاع أعلى من القراءة السابقة، الأمر الذي يدل على استمرار ارتفاع التضخم لدى المنتجين والمصنعين في الولايات المتحدة.
وارتفعت أسعار الواردات الأمريكية بأكبر وتيرة منذ ما يقرب عامين في يناير الماضي، بسبب ارتفاع تكلفة الشحن والتأمين في ظل التوترات في البحر الأحمر، مما سيتم تحميله على أسعار السلع، ومن ثم سيعمل على ارتفاع الأسعار أو على الأقل تماسكها.
ويفتقد الذهب حالياً الدعم من الطلب على الملاذ الآمن وفي نفس الوقت يواجه تصريحات من قبل أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي تدعوا إلى استمرار التشديد النقدي والفائدة المرتفعة لفترة أطول من الوقت، الأمر الذي دفع الدولار الأمريكي إلى تسجيل أعلى مستوى في 3 أشهر خلال تداولات هذا الأسبوع ليزيد من الضغط السلبي على المعدن النفيس.
مثل هذا السيناريو لا يبشر بالخير بالنسبة لأسعار الذهب، نظرا إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة، يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في المعدن النفيس.
صناديق الاسثمار في الذهب
وشهدت صناديق الاستثمار في الذهب المتداول في البورصة خروج استثمارات بشكل كبير منذ بداية عام 2024 لصالح صناديق الاستثمار في العملات البيتكوين المدرجة حديثاً، فقد سجل 11 صندوق استثمار في الذهب خروج تدفقات نقدية بأكثر من 3 مليار دولار منذ بداية 2024.
وأظهرت البيانات الأخيرة التي صدرت عن مجلس الذهب العالمي استمرار خروج التدفقات النقدية من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع السادس على التوالي، الأمر الذي يعكس ضعف الطلب الاستثماري على المعدن النفيس.
الفائدة الأمريكية
وخلال الأسبوع المنتهي في 9 من فبراير الماضي وصل صافي التدفقات النقدية الخارجة من صناديق الاستثمار إلى 16.9 طن ذهب، وشهدت صناديق الاستثمار في أمريكا الشمالية أكبر عمليات خروج للاستثمارات بمقدار 13.2 طن ذهب، كما خرجت استثمارات من صناديق أوروبا بمقدار 3.4 طن ذهب وخرجت تدفقات نقدية من صناديق أسيا بمقدار 0.2 طن ذهب.
من هذا نجد أن الذهب يفقد دعما كبيرا في ظل ضعف عمليات الاستثمار فيه، بسبب توقعات بقاء الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، مما يزيد من الإقبال على السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل، والتي سجلت هذا الأسبوع أعلى مستوى منذ 10 أسابيع عند 4.332% وذلك على حساب الذهب الذي لا يقدم عائد.