شهد احتياطي مصر من العملات الأجنبية ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر مايو الماضي، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عام 1997، مدفوعًا بشكل أساسي بتدفقات استثمارات 'رأس الحكمة' الضخمة.
وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، فقد قفز صافي الاحتياطيات الدولية إلى 46.125 مليار دولار في مايو، مقارنةً بـ41.05 مليار دولار في الشهر السابق.
وتعزى هذه الزيادة القوية إلى عاملين رئيسيين
1. صفقة رأس الحكمة:
لعبت صفقة رأس الحكمة، وهي اتفاق ضخم بقيمة 35 مليار دولار بين مصر والإمارات العربية المتحدة، دورًا هامًا في تعزيز احتياطيات العملات الأجنبية.
بموجب الاتفاق، حصلت شركة 'القابضة' للاستثمارات الأبوظبية (ADQ) على حقوق تطوير منطقة 'رأس الحكمة' الواقعة على ساحل البحر المتوسط في مصر، مقابل 24 مليار دولار.
كما تعهدت 'القابضة' باستثمار 11 مليار دولار إضافية في مشاريع أخرى في مصر.
أدت دفعة من 14 مليار دولار تم تسليمها لمصر في مايو كجزء من صفقة رأس الحكمة إلى تعزيز احتياطيات العملات الأجنبية بشكل كبير.
2. تمويلات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي
بالإضافة إلى صفقة رأس الحكمة، ساهمت تدفقات التمويل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في زيادة احتياطيات العملات الأجنبية خلال الأشهر القليلة الماضية.
حصلت مصر على 3 مليارات دولار من 'اتفاق تسهيلات الائتمان الممدد' من صندوق النقد الدولي في مارس الماضي، كما تتوقع الحصول على 1.3 مليار دولار إضافية من البنك الدولي في وقت لاحق من هذا العام.
وتعد هذه الزيادة في احتياطيات العملات الأجنبية بمثابة تطور إيجابي كبير للاقتصاد المصري، حيث تساعد على تعزيز استقرار الجنيه المصري، وتقلل من مخاطر نقص العملات الأجنبية، كما تتيح للحكومة المصرية مزيدًا من المرونة في إدارة سياستها النقدية، بجانب تعزيز ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.