هل تناسب كلفة توليد الكهرباء من الألواح الشمسية جيوب المصريين؟

دفع تكرار انقطاع الكهرباء بهدف خفيف الأحمال، المواطنين المصريين إلى البحث عن الخروج من هذه الأزمة عبر حلول فردية.

وفي ظل ارتفاع كلفة البدائل، ومنها: شراء مولدات كهربية، وصعوبة توفير الوقود اللازمة لتشيغلها، تصاعدت التساؤلات حول مدى إمكانية استخدام

الطاقة الشمسية، كأحد الحلولو البديلة، عبر تركيبها فوق أسطح المنازل لتوليد كهرباء نظيفة.

هل تصلح الطاقة الشمسية حلا لأزمة الكهرباء؟

في نهاية مايو الماضي سجلت أسعار ألواح الطاقة الشمسية في مصر 9 جنيهات للواط الواحد، بحسب لجنة الطاقة الجديدة، والمتجددة باتحاد الصناعات المصرية، فيما يبلغ متوسط سعر ألواح الطاقة الشمسية نحو 6 آلاف جنيه، الذي يصنع من المونوكريستالين أحادى البلورة.

وتبلغ قدرة أصغر محطة طاقة شمسية منزلية نحو 5 كيلوواط، حيث تصل تكاليف إنشائها إلى 100 ألف جنيه، بسعر يقدر بنحو 18 ألف جنيه لكل كيلوواط.

وتحتل مصر المركز الرابع بين الدول العربية في توليد الطاقة الشمسية خلال 2023 بنحو 1856 ميجاوات بعد كل من الإمارات 5929 ميجاوات والسعودية 2285 ميجاوات والأردن 1990 ميجاوات.

ويضع مجلس الوزراء خططاً لزيادة حصة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة الوطنى إلى 20% بحلول عام 2022، ومضاعفتها إلى 42% بحلول عام 2035.

ألواح الطاقة فوق المنازل بمصر

وقال تامر أحمد خبير تكنولوجيا المعلومات أن الطاقة الشمسية 'الفوتوفولطية' لا تصلح اطلاقاً لتوليدها فوق أسطح المنازل في مصر معتبرا أن اقتصاديات الطاقة الشمسية تعتبر أهم أركان عملية توليد الكهرباء منها.

وأكد تامر لـ'أهل مصر' أن ألواح الطاقة الشمسية تستخدم الخاصية الضوئية للشمس وليس الخاصية الحرارية للشمس ،بما يجعل من درجة سطوع ضوء الشمس أهم العوامل وليس حرارة الشمس مشيرا إلى أن حرارة الشمس تعتبر عدو لها وتسبب ظاهرة تسمى 'البقع الساخنة' تؤدي لتقليل كفاءتها وأحيانا تتلفها تماماً موضحا أن توليد كهرباء من خلال تلك الألواح، يحتاج إلى سطوع الشمس قدر المستطاع ولكن بدرجة سخونة متوسطة.

وضرب تامر مثالا بـ'متوسط استهلاك المنزل في مصر' والذي يصل إلى حوالي ٢٤٠ كيلو وات شهرياً دون استخدام ميكفات الهواء والمبردات موضحا أن استخدام جهاز تكييف واحد فقط بقدرة ١.٥ حصان يرفع الاستهلاك لـ ٦٠٠ كيلو وات أما استخدام جهازين تكييف يتجاوز استهلاك ١٠٠٠ كيلو وات.

وتحدث تامر عن حجم تكلفة الاستهلاك الشهري مبينا أنه دون استخدام ميكفات الهواء والمبردات تحتاج محطة تنتج حوالي ٥ كيلو وات/ ساعة يومياً (لأن الشمس لا تسطع طوال اليوم وتتباين درجاتها بين الصيف والشتاء مضيفا أن حالياً تكلفة الكيلو وات تصل لحوالي ١٥-١٧ الف جنيه ، بالتالي محطة ٥ كيلو وات حتكلفك من ٧٥ - ٨٥ ألف جنيه تقريباً

وعن مساحة محطة الطاقة شمسية، كشف تامر أن اللوح الذي ينتج حوالي نصف كيلو وات تصل مساحته لحوالي متري مربع ،بما يعني أن المحطة تحتاج ١٠ ألواح على مساحة ٢٠ متر مربع ، باتجاه الجنوب للحصول على أكبر سطوع شمسي، لافتاً إلى أنه في حالة استخدام ميكفات الهواء والمبردات تحتاج المنازل لمساحة ٦٠ متر مربع مبينا أن غالبية المنازل في مصر تتراوح مساحتها بين ٣٠٠ - ٤٠٠ متر.

واستعرض تامر أحمد أن هناك عمارات كبيرة في مصر تضم أكثر ٢٠ وحدة سكنية بما يجعل من الاتفاق على تركيب الألواح شبه مستحيل في ظل ارتفاع التكلفة والتي قد تصل لـ ٣٠٠ الف جنيه للوحدة الواحدة (الشقة السكنية) وفي حالة استخدامه لمنافع العمارة بالكاد قد يكفي إنارة طرقات العمارة وموتور المياه، مضيفا أن تلك التكلفة تقتصر على أسعار الخلايا فقط مما يجعل إضافة تكلفة 'الانفرتر' و'البطاريات' أضعاف تلك التكلفة.

ألواح الطاقة بمصر

وأرجع تامر لذلك أن التكلفة المرتفعة مع اختلاف أوجه الاستخدام تجعل من ألواح الطاقة الشمسية غير مناسبة لتركيبها فوق أسطح المنازل المصرية رغم أنها تمثل حل عصري ومناسب للفلل (مالك واحد أو منزل واحد) وحتى يكون القرار أسهل وأنسب مادياً.

وحسب الكتاب الدوري رقم 2 لعام 2020، الصادر عن جهاز تنظيم مرفق الكهرباء، يتم إعفاء محطات الطاقة الشمسية حتى 500 كيلووات من رسوم الدمج على الشبكة الكهربائية، على أن يتم فرض رسوم سداد المحطات من 500 كيلووات وحتى 20 ميجاوات مقابل الدمج على الشبكة القومية الكهربائية.

يذكر أن المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أوضحت أن الاستثمار في الطاقة الشمسية تجاوز الإنفاق على إنتاج النفط هذا العام للمرة الأولى خلال 2023 حيث وصل إجمالي الإنفاق في عام 2023 إلى 382 مليار دولار، بما يتجاوز 371 مليار دولار نفقات إنتاج النفط. وفي عام 2013، تم إنفاق 636 مليار دولار على إنتاج النفط و127 مليار دولار على الطاقة الشمسية.

وتستحوذ الصين على أكثر من 80% من صناعة ألواح الطاقة الشمسية.