شهدت الإيرادات السياحية في مصر زيادة بنسبة 5.5% لتصل إلى 14.4 مليار دولار في العام المالي 2023-2024 مقارنة بـ 13.6 مليار دولار في العام المالي السابق.
وأوضح الدكتور أحمد إمام، الخبير الاقتصادي، أن هذا النمو يعكس انتعاش قطاع السياحة، الذي يُعتبر من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، موضحا أسباب الزيادة ومنها:
1. زيادة عدد السياح الوافدين:
حيث ارتفع عدد السياح الذين زاروا مصر بنسبة 7.4%، ليصل إلى 14.9 مليون سائح في العام المالي 2023-2024.
وأضاف في تصريح خاص لـ'أهل مصر'، أن هذا النمو يعكس نجاح الجهود الحكومية في الترويج لمصر كوجهة سياحية عالمية، بالإضافة إلى انتعاش السياحة العالمية بعد فترة ركود جائحة 'كوفيد-19'.
2. زيادة عدد الليالي السياحية:
وأضاف الخبير الاقتصادي، أنه سجلت مصر ارتفاعًا بنسبة 5.5% في عدد الليالي السياحية لتصل إلى 154.1 مليون ليلة، هذا النمو يعني أن السياح لم يقتصروا فقط على زيارة البلاد، بل قضوا مدة أطول، مما زاد من الإنفاق السياحي.
3. تطوير البنية التحتية السياحية:
وتابع أنه قامت الحكومة المصرية بضخ استثمارات كبيرة في تحسين البنية التحتية السياحية، بما في ذلك تحديث المطارات، بناء وتوسيع الفنادق والمنتجعات، وتطوير الطرق التي تربط المدن السياحية على سبيل المثال، إضافة عدد كبير من الغرف الفندقية في المناطق السياحية الرئيسية مثل شرم الشيخ والغردقة ساعد في تلبية الطلب المتزايد من السياح، حيث تم إضافة نحو 20,000 غرفة فندقية جديدة خلال العامين الأخيرين هذه الاستثمارات عززت قدرة البلاد على استيعاب المزيد من السياح وتقديم خدمات عالية الجودة.
4. الترويج السياحي واستهداف أسواق جديدة:
وأكد الخبير الاقتصادي أنه لعبت حملات الترويج السياحي المكثفة دورًا رئيسيًا في هذه الزيادة، حيث ركزت الحملات على الأسواق التقليدية مثل أوروبا، بالإضافة إلى الأسواق الجديدة مثل دول شرق آسيا والشرق الأوسط كان الهدف من هذه الحملات توسيع نطاق السياحة الوافدة، وجذب شريحة أكبر من السياح الجدد.
وأكد الخبير الاقتصادي أنه نتيجة لذلك ظهرت النتائج منها:
1. تحسين ميزان المدفوعات:
حيث ساهمت الزيادة في الإيرادات السياحية في تعزيز ميزان المدفوعات وتقليل عجز الحساب الجاري هذا التدفق من العملة الصعبة يُعدّ دعمًا حيويًا للاقتصاد المصري في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مما يعزز من استقرار العملة الوطنية والاقتصاد ككل.
2. خلق فرص عمل:
نمو القطاع السياحي أدى إلى توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، خاصة في الفنادق والمطاعم وشركات النقل والسياحة
مؤكدا أن هذا القطاع من أهم محركات خلق فرص العمل في مصر، حيث يسهم في توظيف نسبة كبيرة من القوة العاملة، خصوصًا في المناطق السياحية مثل البحر الأحمر وسيناء.
3. تنمية الاقتصاد المحلي:
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن إيرادات السياحة لا تدعم فقط قطاع الفنادق والنقل، بل تؤثر بشكل إيجابي على قطاعات متعددة مثل الصناعة الحرفية، الزراعة، والتجزئة.
وأشار إلى زيادة الطلب على المنتجات والخدمات المحلية بسبب الإنفاق السياحي يعزز من نشاط الاقتصاد المحلي.
4. تعزيز الاستثمارات المستقبلية:
وأوضح أنه مع استمرار نمو الإيرادات السياحية، تصبح مصر وجهة جذابة للمستثمرين في القطاع السياحي هذا سيؤدي إلى مزيد من الاستثمارات في الفنادق والمرافق السياحية، مما يعزز من جودة الخدمات المقدمة للسياح ويرفع من مستوى التنافسية الإقليمية.
5. تهدف مصر إلى الوصول إلى 30 مليون زائر بحلول عام 2028، بهدف زيادة موارد الدول من النقد الأجنبي.
وأكد أن ارتفاع الإيرادات السياحية في مصر يعكس نجاح الجهود الحكومية في تحسين القطاع السياحي من خلال تطوير البنية التحتية، الترويج السياحي، واستهداف أسواق جديدة. النمو المستدام في هذا القطاع سيؤدي إلى تحسين الاستقرار الاقتصادي، خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الاستثمارات المحلية والدولية مع استمرار هذه الديناميات الإيجابية، فإن مصر في طريقها لتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.