يتوقع الخبراء والمحللين للشأن الاقتصادي العالمي أن يرتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية جديدة في أوائل عام 2025، في ظل التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية المرنة، كما ستبقى الأسواق العالمية متأهبة لمراقبة الانتخابات الأمريكية وما يمكن أن تحمله من تأثيرات على الاقتصاد العالمي.
يأتي هذا التوقع في سياق مجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، بما في ذلك زيادة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تزايد احتياطات الذهب عالمياً
تشهد البنوك المركزية حول العالم زيادة كبيرة في شراء الذهب، وهو توجه بدأ بعد اندلاع الصراع الروسي الأوكراني. يسعى العديد من هذه المؤسسات إلى تنويع احتياطياتها والتقليل من الاعتماد على الدولار الأمريكي في مواجهة الشكوك السياسية والاقتصادية. الصين، على سبيل المثال، زادت من احتياطياتها من الذهب لمدة عشرة أشهر متتالية في عام 2023، حيث اشترت 290 طنًا في الربع الأول من عام 2024، مما يعكس رغبتها في تعزيز قوتها الاقتصادية.
تأثير خفض أسعار الفائدة
التغير المحتمل في سياسة الاحتياطي الفيدرالي من رفع أسعار الفائدة إلى خفضها قد يكون له تأثير كبير على سوق الذهب، حيث يؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل جاذبية الأصول ذات العائد، مما يجعل الذهب، الذي لا يدر عائدًا، خيارًا جذابًا كاستثمار آمن، وهذا الاتجاه قد يجعل الذهب تحوطًا مهمًا ضد الصدمات الجيوسياسية المستمرة، مثل الحروب التجارية والعقوبات.
الآثار المحتملة للانتخابات الأمريكية
تتابع الأسواق العالمية عن كثب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، حيث يمكن أن تؤثر نتائجها بشكل كبير على السياسات التجارية والاقتصادية. من المتوقع أن يواجه القطاع الصناعي تحديات إذا فاز الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث قد تتزايد التوترات التجارية وتتعرض الشركات مثل BMW وLVMH لضغوط نتيجة التعريفات الجمركية. في المقابل، يمكن أن تعزز فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس الأسهم الأوروبية وقطاعات الطاقة المتجددة.
التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على السوق
تتأثر أسعار العملات أيضًا بالانتخابات، حيث يمكن أن يتأرجح اليورو بناءً على نتائج الانتخابات، مما يعكس التغيرات المحتملة في السياسة الاقتصادية.
ويتوقع المحللون انخفاضًا بنسبة 13% في الأسهم الصينية إذا فُرضت تعريفة جمركية مرتفعة على البضائع الصينية، مما يشير إلى أن الأسواق العالمية تترقب أي تطورات جديدة.
تحفيز الاقتصاد الصيني
في سياق متصل، أعلنت الصين عن خطط لزيادة مستوى ديونها لتحفيز اقتصادها المتعثر، ومع ذلك، فإن غياب التفاصيل الدقيقة حول حجم الحزمة التحفيزية ترك المستثمرين في حالة من القلق والانتظار.
وتشمل التدابير المقترحة دعم الحكومات المحلية ومساعدة المواطنين ذوي الدخل المنخفض، لكن عدم وضوح التفاصيل يزيد من عدم اليقين في الأسواق.