اقتصادي: النظام الدولي الحالي عاجز عن مواجهة تحديات المناخ

محمد محمود باحث اقتصادى
محمد محمود باحث اقتصادى

تعتبر قمم المناخ بمثابة محطات فارقة في تاريخ الجهود الدولية لمواجهة تغير المناخ.

ومنذ أول قمة في برلين عام 1995، تجمع هذه القمم قادة العالم والعلماء والناشطين البيئيين لمناقشة الآثار المدمرة لتغير المناخ، ووضع استراتيجيات للحد من الانبعاثات الغازية الدفيئة.

ومع ذلك، تواجه هذه القمم تحديات كبيرة، تتمثل في التفاوت في المسؤولية التاريخية عن تغير المناخ، والصعوبات في تحقيق التوافق بين الدول.

ورغم هذه التحديات، فإن قمم المناخ تظل بمثابة بارقة أمل، حيث تشهد مشاركة متزايدة للشباب، الذين يطالبون باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية كوكبنا.

وأكد الباحث الاقتصادي محمد محمود أن انعقاد القمة يأتي في ظل فشل ذريع للمجتمع الدولي في إيجاد حلول جذرية لإنهاء الصراعات المسلحة، التي تشهدها مناطق متعددة من العالم، وعلى رأسها الشرق الأوسط والحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح أن استمرار العجز الدولي عن حماية المدنيين وحفظ أرواح الأبرياء، يمثل انتهاكًا صارخًا للقيم الإنسانية، فالحفاظ على حياة الإنسان وكرامته يجب أن يكون أولوية قصوى، إذ إن جميع الموارد الطبيعية والبشرية موجودة لخدمة الإنسان وليس العكس.

وأضاف في تصريح لـ"أهل مصر" أن التعهدات الغربية بشأن المناخ، لا تعدو مجرد شعارات فارغة، فارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 0.8% في عام 2024 يمثل تهديداً وجودياً للبشرية، موضحا أن استمرار الدول المتقدمة في سياساتها الحالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب، سيزيد من حدة الأزمة المناخية ويهدد بتفاقم آثارها الكارثية.

وأكد الباحث الاقتصادي أن النظام الدولي الحالي يعاني من عجز كبير في مواجهة التحديات العالمية الملحة، إذ يركز بشكل أساسي على خدمة مصالح الدول الكبرى على حساب مصالح المجتمع الدولي ككل.

وأشار أن هذا الفشل في تقديم حلول ناجعة للقضايا المصيرية يؤكد هشاشته وعدم قدرته على الاستجابة لتطلعات الشعوب. ونتيجة لذلك، يتأخر التحول نحو الاقتصاد الأخضر، رغم أهميته في مواجهة تحديات النمو السكاني والتغير المناخي. فالنقص الحاد في الموارد التقليدية، وارتفاع أسعار الطاقة، يجعلان من الضروري الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، ومع ذلك، مازال الاعتماد على الوقود الأحفوري يشكل تحديا كبيرا أمام هذا التحول.

.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً