شهد سوق الغاز المسال العالمي في عام 2024 تغيّرًا ملحوظًا تمثل في عودة مصر إلى استيراد الغاز المسال لأول مرة منذ عام 2018. هذا الحدث، الذي تجاوز في أهميته نمو عدد الدول المصدّرة للغاز إلى 22 دولة بانضمام المكسيك والكونغو، أصبح محور النقاش في قطاع الطاقة، لما له من تأثير مزدوج على الأسواق العالمية.
تحولات السوق وأبعاد الحدث المصري
عودة مصر للاستيراد أثرت في سوق الغاز المسال على مستويين رئيسيين:
1. طلب إضافي على الشحنات الفورية: مع استيراد مصر نحو 3 ملايين طن من الغاز في 2024، ازداد الطلب العالمي، ما أسهم في تغيّر حركة تجارة الغاز.
2. تراجع الصادرات المصرية: انخفاض إنتاج مصر المحلي أدى إلى تراجع صادراتها بشكل كبير، من أكثر من 7 ملايين طن في 2022 إلى نصف مليون طن فقط في 2024، ما أدى إلى حجب كميات كبيرة عن الأسواق العالمية.
تأثيرات إقليمية ودولية
في الإطار الإقليمي، شهدت الأسواق العربية تحولات مشابهة، حيث ارتفعت واردات الكويت إلى 6.9 ملايين طن، لمواجهة انقطاع الكهرباء وارتفاع الطلب المحلي. هذا الاتجاه عزز مكانة الواردات العربية كلاعب رئيسي في السوق.
على الصعيد الدولي، لوحظ انخفاض ملحوظ في واردات أوروبا، التي تقلّصت بأكثر من 23 مليون طن في 2024، رغم تسجيل روسيا حصة كبيرة تجاوزت 20% من الواردات الأوروبية، في تناقض واضح مع محاولات الاتحاد الأوروبي الابتعاد عن الاعتماد على موسكو.
واردات مصر وإعادة تشكيل السوق
استيراد مصر لـ2.5 مليون طن عبر ميناء العين السخنة و0.3 مليون طن عبر ميناء العقبة، مع استخدام خط الغاز العربي لضخ الشحنات إلى القاهرة، عكس مرونة السوق الإقليمية، وسلط الضوء على أهمية التعاون العربي في تأمين احتياجات الطاقة.
وتعد عودة مصر للاستيراد لم تكن مجرد خطوة لسد العجز المحلي، بل أثرت بعمق على سوق الغاز المسال العالمي. ومع استمرار الطلب المرتفع في آسيا وانخفاضه في أوروبا، يتوقع أن تكون مصر محورًا رئيسيًا في إعادة تشكيل توازنات سوق الطاقة في السنوات المقبلة.