يشهد قطاع الطاقة العالمي تحولات جوهرية مدفوعة بالتغيرات الجيوسياسية، وارتفاع الطلب على الطاقة النظيفة، مما يجعل الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين عنصرين أساسيين في خارطة الطاقة المستقبلية. وفي هذا السياق، أصدرت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) تقريرها للربع الرابع لعام 2024، مسلطة الضوء على تطورات قطاع الغاز الطبيعي المسال، ودور الهيدروجين في تحول الطاقة.
أولًا: الغاز الطبيعي المسال.. تحديات وفرص
تباطؤ نمو التجارة العالمية: سجلت صادرات الغاز الطبيعي المسال عالميًا نموًا بنسبة 1.6% فقط عام 2024، وهي النسبة الأدنى منذ عام 2020، متأثرة بمحدودية المشاريع الجديدة وتأثيرات أمن الطاقة.
الدول العربية تحتفظ بموقعها القيادي: بلغت حصة الدول العربية من السوق العالمي 26.4%، بإجمالي صادرات 108.6 مليون طن.
تراجع في بعض الأسواق العربية: شهدت الجزائر ومصر انخفاضًا في الصادرات بسبب أعمال الصيانة والطلب المحلي، بينما سجلت قطر والإمارات نموًا ملحوظًا.
ارتفاع الأسعار عالميًا: تسببت التوترات الأوروبية والعقوبات على روسيا في رفع أسعار الغاز في أوروبا وآسيا، مما زاد من جاذبية الغاز الطبيعي المسال كمصدر طاقة مستدام.
توقعات إيجابية لعام 2025: من المتوقع أن تنمو الإمدادات بنسبة 4% نتيجة دخول مشاريع إسالة جديدة حيز التنفيذ، مما قد يسهم في سد الفجوة الأوروبية الناتجة عن توقف الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
ثانيًا: الهيدروجين.. وقود المستقبل
توسع عالمي في استراتيجيات الهيدروجين: أعلنت 60 دولة حتى نهاية 2024 عن خططها الوطنية للهيدروجين، مع توجه عالمي لتقليل الانبعاثات الكربونية.
نمو استثمارات الدول العربية: وضعت 10 دول عربية خططًا لإنتاج الهيدروجين، من بينها مصر، السعودية، الإمارات، وسلطنة عمان، مستهدفة إنتاج 8 ملايين طن سنويًا بحلول 2030.
127 مشروعًا عربيًا للهيدروجين: تتصدر مصر قائمة الدول العربية بـ37 مشروعًا، يليها عمان بـ16 مشروعًا، بينما تركز الجزائر والمغرب على تصدير الهيدروجين إلى أوروبا.
تحديات التنفيذ: رغم النمو الكبير في المشاريع المعلنة، يواجه القطاع تحديات تتعلق بالتمويل، والبنية التحتية، والطلب المستقبلي على الهيدروجين الأخضر.
ويري الخبراء أن قطاع الطاقة يمر بمرحلة تحول حاسمة، حيث يستمر الغاز الطبيعي المسال في لعب دور رئيسي في أمن الطاقة العالمي، بينما يتزايد الزخم حول الهيدروجين كمصدر طاقة مستدام. وتبرز الدول العربية كقوة رئيسية في كلا المجالين، مع سعيها لتعزيز صادرات الغاز وتطوير استراتيجيات طموحة للهيدروجين، مما يؤهلها للعب دور محوري في مستقبل الطاقة العالمي.