ads

الاستراتيجية الاقتصادية لمصر بين النفوذ الأمريكي والبدائل الاستراتيجية

ترامب
ترامب

صرح الدكتور إسلام جمال الدين شوقي، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، بأن التساؤل حول قدرة مصر على ممارسة ضغط اقتصادي على الولايات المتحدة الأمريكية هو تساؤل مشروع في ظل المتغيرات الاقتصادية العالمية المتسارعة. ومع ذلك، فإن فهم العلاقات الاقتصادية بين البلدين يتطلب تحليلًا عميقًا لطبيعة هذه العلاقات ومدى التأثير المتبادل.

وأوضح شوقي أن مصر تعتمد على المساعدات الأمريكية التي تقدر بحوالي 2.1 مليار دولار سنويًا، بالإضافة إلى العلاقات التجارية بين البلدين، والتي تعتبر متواضعة مقارنة بعلاقات مصر مع دول أخرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي. كما أن مصر تستورد سلعًا استراتيجية مثل القمح والتكنولوجيا، ما يضعها في موقف يتطلب تنويع صادراتها وتطوير قاعدتها الصناعية لخلق توازن أفضل في التبادل التجاري.

وأشار د. إسلام إلى أن الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة، لا سيما من دول مثل السعودية والإمارات، تمثل ورقة قوة يمكن استخدامها بشكل جماعي، خاصة في ظل امتلاك دول الخليج لورقة النفط، التي أثبتت فعاليتها في ممارسة الضغط الاقتصادي تاريخيًا. لكن هذا يتطلب تنسيقًا عربيًا مشتركًا وإرادة سياسية موحدة.

وفيما يخص الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكد شوقي أنها ستكون لها تداعيات على الاقتصاد المصري، خاصة في ما يتعلق بسعر صرف العملة ومعدلات التضخم. ولفت إلى ضرورة اعتماد سياسات اقتصادية مرنة للتعامل مع هذه التحديات. كما حذر من المخاطر التي تواجه قناة السويس نتيجة المشاريع الملاحية البديلة، مشيرًا إلى أن الحل الأمثل يكمن في تنفيذ مشروع "الممر المصري الآسيوي"، الذي يربط بين الهند والإمارات وموانئ مصر عبر شبكة سكك حديدية متطورة، مما يوفر بديلًا استراتيجيًا لمشروعات نقل البترول مع إسرائيل.

وبالنسبة للاعتماد على المؤسسات المالية الدولية، أوضح د. إسلام أن نفوذ الولايات المتحدة في هذه المؤسسات يجعل أي محاولة للضغط عليها محفوفة بالمخاطر، إذ قد يؤدي ذلك إلى عواقب سلبية مثل تأخير القروض أو فرض شروط أكثر صرامة، في وقت يواجه فيه الاقتصاد المصري تحديات مثل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

واختتم د. إسلام بالقول إن الحل الأكثر واقعية لمصر يكمن في تنويع شراكاتها الاقتصادية وتعزيز علاقاتها مع قوى اقتصادية مثل الصين وروسيا والهند، بالإضافة إلى تطوير الإنتاج المحلي والاستثمار في البحث والتكنولوجيا. كما أن التنسيق الاقتصادي العربي، خاصة مع دول الخليج، يمكن أن يشكل أداة ضغط استراتيجية إذا تم توظيفه بذكاء، مما يعزز من موقف مصر التفاوضي على المدى الطويل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً