شهدت فعاليات اليوم الثالث والأخير لمؤتمر ومعرض مصر الدولي للطاقة «إيجبس 2025»، انعقاد جلسة نقاشية تحت عنوان «تنمية وتطوير الجيل القادم من القادة الجدد» مع المهندس معتز عاطف، وكيل وزارة البترول والثروة المعدنية لشئون مكتب الوزير والمكتب الفني والمتحدث الرسمي للوزارة.
وقد استهل المهندس معتز عاطف، حديثه حول مستقبل قطاع الطاقة على الصعيد العالمي والمحلي، مشيرًا إلى أن قطاع الطاقة يمر بالفعل بمرحلة تحول كبيرة في ضوء المتغيرات العالمية الأخيرة وما فرضته التطورات التكنولوجية والرقمية من تأثيرات كبيرة على سوق الطاقة على مستوى العالم.
تأثير الذكاء الاصطناعي على حجم الطاقة
وأشار إلى وجود تقديرات بتأثير الذكاء الاصطناعي على حجم الطاقة اللازم توفيرها في المستقبل ، بإمكانية تأثيرها في حدوث زيادة بنسبة ٤% في حجم الطاقة المستخدمة عالميا بحلول عام 2026 بحجم الطاقة المطلوبة لدولة مثل اليابان، متوقعا أن تستغرق عملية التحول وقتا طويلا بما يتطلب توفير المزيد من الطاقة.
وعلى صعيد السوق المحلية ، أكد عاطف أن مصر تمضي قدما في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز مساهمة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة إلى 42% بحلول عام 2030، ومن ثم يصبح 50% من إنتاج الطاقة في مصر من مصادر الطاقة المتجددة دون أن يؤثر ذلك على اهتمام الدولة بمصادر الطاقة التقليدية.
قطاع الطاقة في مصر
وردا على سؤال حول بناء الكفاءات والقيادات في قطاع الطاقة في مصر، أشار عاطف إلى أن الوزارة لديها حاليا برنامجا لاكساب الموارد البشرية في قطاع الطاقة المهارات الفنية الجديدة وخاصة في الوظائف التي لا تتطلب مهارات فنية عميقة مثل غرفة التشغيل التي يلزم ان يتوفر بها مهندس ومدخل للبيانات.
تابع أن الوزارة أطلقت كذلك برنامجا موسعا لرفع مهارات النشء والشباب ، حيث نتج عنها إفتتاح مدرستين مهنيتين لإكساب النشئ الصغير المهارات الفنية التي يحتاجها السوق في قطاع الطاقة والمعادن، بما يتسق مع التطورات العالمية في ذلك المجال، وقد تخرجت الدفعة الاولى في نوفمبر الماضي وضمت ١٥٠ خريج.
وأضاف عاطف أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تزايد حجم مشاركة قواعد البيانات والمعرفة على مستوى القطاع ، كما قامت الوزارة بإنشاء مركز للتحكم والسيطرة في العاصمة الادارية الجديدة يمكنه تجميع البيانات من كافة المواقع، مشيراً إلى توسع الدولة المصرية كذلك في استخدام العديد من أنماط الذكاء الاصطناعي لتحسين العمل بمشروعات الطاقة المختلفة.
كما تطرق المتحدث الرسمي بإسم وزارة البترول ، إلى قيام الوزارة بصياغة خطة للأداء في مجال الصحة والسلامة والبيئة ، والتي تم خلالها الاستعانة بأنماط عديدة من الذكاء الاصطناعي في محاكاة السيناريوهات ووضع وقياس بعض مؤشرات الأداء.
وردا على سؤال حول الشراكات مع شركات البترول والغاز العالمية، اشار عاطف الى حرص الوزارة وانفتاحها على التوسع في كافة أنماط الشراكة مع الشركات والمؤسسات العالمية لتطوير مهارات العمالة المصرية، لافتاً إلى أنه في هذا الصدد تم مؤخرا تخريج نحو 20 طلاب من مدرسة التدريب الخاصة بشركة بي بي ، والتي تقدم برنامج تدريبي مدته عام واحد بهدف إكساب الطلاب مهارات القيادة و التدريب العملي.
تعزيز مهارات القيادة
وتابع أن الوزارة نجحت كذلك في قطع شوطا كبيرا في مسار تعزيز مهارات القيادة و اعداد جيلا جديدا من القادة الجدد، مشيراً إلى أن التحدي في وقت سابق كان يتمثل في عدم وضوح المسؤوليات وضبابية المستقبل المهني لدى شريحة كبيرة من الموظفين ، بما دفع الوزارة بتوزيع هؤلاء الشباب كمعاونين لرؤساء هيئة البترول والشركات القابضة ليكتسبوا مزيد من الخبرات القيادية ، كما يحضرون الجمعيات العامة للشركات ويطرحوا افكارهم وخططهم حول نتائج اعمالها، وهو الأمر الذي ساعد في نجاح المبادرة في إلمام المديرين في الادارة الوسطى بالصورة الشاملة للقطاع.