قال محمد محمود عبد الرحيم، الباحث الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تناول فيها قناة السويس "تعكس جهلًا بالتاريخ ومغالطة اقتصادية واضحة"، مؤكدًا أن "ما صدر عنه لا يمكن وصفه إلا بأنه تصريح سياسي غير مسؤول ومجافٍ تمامًا للحقائق".
وأضاف عبد الرحيم في تصريحات خاصة لـ "أهل مصر"، أن "قناة السويس مشروع مصري خالص بدأ حفره عام 1859 بأيدٍ مصرية، في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تمر بصراعات داخلية وحرب أهلية، وبالتالي لا يمكن لأي طرف، خصوصًا الولايات المتحدة، الادعاء بأي دور في إنشائها أو تشغيلها".
وأوضح أن فكرة الربط البحري بين البحرين الأحمر والمتوسط تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، حين حفر الملك سنوسرت الثالث قناة "سيزوستريس" في عام 1850 قبل الميلاد، أي قبل اكتشاف أمريكا بآلاف السنين. وأضاف: "من غير المنطقي وضع قناة السويس وقناة بنما في كفة واحدة، ولا يوجد أساس تاريخي أو جغرافي لمثل هذه المقارنة".
واعتبر عبد الرحيم أن تصريحات ترامب "تندرج ضمن سلسلة من التصريحات المتهورة وغير الدقيقة التي أصبحت للأسف سمة معتادة من الرئيس الأمريكي ، والتي لا تليق برئيس دولة بحجم الولايات المتحدة".
وأكد الباحث أن "الملاحة في قناة السويس تخضع بالكامل للسيادة المصرية وتُدار وفقًا للقوانين والاتفاقيات الدولية، وعلى رأسها اتفاقية القسطنطينية التي تضمن حرية الملاحة لكل دول العالم".
وفيما يتعلق بإيرادات قناة السويس، أوضح عبد الرحيم أنه "رغم الانخفاض المؤقت في الإيرادات هذا العام بسبب التوترات الإقليمية والتهديدات في البحر الأحمر، إلا أن هذه التصريحات لن تؤثر اقتصاديًا على القناة"، مشيرًا إلى أن "الولايات المتحدة تدفع الآن ثمن دعمها غير المشروط لإسرائيل، وهذا هو السبب الحقيقي لاضطراب الملاحة وليس حماية الممرات الدولية".