ads

أزمة الغاز تضع موبكو وأبو قير تحت الضغط.. والمستقبل الأخضر يلوح في الأفق

الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي
كتب : أهل مصر

أعلنت شركتا مصر لإنتاج الأسمدة – موبكو وأبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية عبر بيانات رسمية للبورصة المصرية عن خفض إمدادات الغاز الطبيعي لمصانعهما بنسبة 30% على مدار أسبوعين، ما يُنذر بتراجع حاد في الإنتاج المحلي، وسط تحديات متنامية تواجه قطاع الأسمدة في مصر.

أزمة الغاز وتأثيراتها قصيرة الأجل

الغاز الطبيعي يُعد حجر الأساس في صناعة الأسمدة النيتروجينية، وهو ما يجعل أي تقليص في الإمدادات بمثابة صدمة تشغيلية مباشرة.

ووفق البيانين، فإن الخفض لمدة أسبوعين قد يؤدي فعليًا إلى انكماش جزئي في المعروض، ما قد يؤثر على التزامات التوريد للسوق المحلي والتصديري، خاصة في ذروة الطلب الزراعي.

هذا القرار الحكومي قد يرتبط بأولوية توجيه الغاز لمحطات الكهرباء خلال ذروة الصيف، إلا أن آثاره الاقتصادية على الصناعات التصديرية الحساسة مثل الأسمدة ستؤثر حتمًا على الإيرادات قصيرة الأجل للشركتين، وخصوصًا موبكو التي تعتمد على التصدير بنسبة 78.5% من مبيعاتها.

موبكو.. بين ضغوط الحاضر وآمال المستقبل

رغم التحديات الحالية، تستعد شركة موبكو لمرحلة تحول نوعي في توجهها الاستراتيجي، حيث أعلنت عن إطلاق مشروع طموح لإنتاج الأمونيا الخضراء في محافظة دمياط، بطاقة 150 ألف طن سنويًا بحلول منتصف 2028، وبتكلفة تتجاوز 900 مليون دولار.

يتضمن المشروع محطات للطاقة الشمسية والرياح، ومحلل كهربي للهيدروجين الأخضر، وهو ما يمثل خطوة جادة نحو الاستدامة والتحول الطاقي، لا سيما في ظل الطلب العالمي المتزايد على الوقود النظيف.

الأداء المالي في ظل تقلبات السوق

خلال الربع الأول من 2025، سجلت موبكو إيرادات قدرها 6.3 مليار جنيه، محققة 95% من خطتها المستهدفة، بزيادة 32% عن الفترة المقابلة من العام الماضي، إلا أن صافي الربح تراجع بشكل لافت إلى 2.8 مليار جنيه، مقارنة بـ7.6 مليار جنيه في نفس الفترة من 2024، بانخفاض 63%، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى تقلبات أسعار التصدير، وتكاليف الإنتاج، وربما مخصصات استثمارية أولية للمشروع الأخضر.

التوازن بين السوق المحلي والتصدير

في حين استحوذت مبيعات التصدير على أكثر من ثلاثة أرباع إجمالي المبيعات، خصصت موبكو 21.5% من إنتاجها للسوق المحلي، مع التزام بتوريد حصصها لوزارة الزراعة، ما يعكس توازنًا بين العائد الاقتصادي والتزامات الدولة.

وتمثل صادرات اليوريا 93% من الصادرات، بينما سجلت صادرات الأمونيا 7%، مع زيادة في الأخيرة نتيجة تحسن أسعارها، ما يعزز مرونة الشركة في تعديل مزيج منتجاتها طبقًا للربحية.

توقعات مستقبلية

في المدى القصير، تواجه موبكو وأبو قير ضغطًا إنتاجيًا ناتجًا عن خفض إمدادات الغاز، مما قد يؤدي إلى تراجع الأرباح الفصلية. لكن على المدى المتوسط إلى الطويل، تُعد استثمارات موبكو في الأمونيا الخضراء نقطة تحول محتملة نحو الريادة الإقليمية في الوقود النظيف.

الاستثمار في الطاقة المتجددة سيعيد صياغة معادلة القيمة المضافة في قطاع الأسمدة المصري، ويمنح الشركات قدرة أكبر على المنافسة في أسواق المستقبل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً