شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية اليوم السبت تراجعًا طفيفًا، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصات العالمية، وذلك بعد أن اختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع على انخفاض بنسبة 2%، وسط حالة من التذبذب الناجمة عن بيانات اقتصادية متباينة وتوترات سياسية وتجارية، خاصة في الولايات المتحدة. جاء ذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
تراجع أسعار الذهب في السوق المحلية
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية انخفضت بقيمة 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم السبت مقارنة بختام تعاملات يوم الجمعة، حيث سجل جرام الذهب من عيار 21 – الأكثر تداولًا في مصر – نحو 4590 جنيهًا. وفي المقابل، اختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 3358 دولارًا، منخفضة بنحو 68 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن باقي أعيرة الذهب سجلت المستويات التالية: عيار 24 عند 5246 جنيهًا للجرام، عيار 18 عند 3934 جنيهًا، عيار 14 عند 3060 جنيهًا، والجنيه الذهب عند 36720 جنيهًا.
أداء الأسبوع وتأثيرات السوق العالمية
وكانت أسعار الذهب في السوق المحلية قد تراجعت أيضًا خلال تعاملات يوم الجمعة، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التداول عند 4620 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 4605 جنيهات بانخفاض 15 جنيهًا. عالميًا، هبطت الأوقية من 3317 دولارًا إلى 3290 دولارًا خلال نفس اليوم، فاقدة نحو 27 دولارًا من قيمتها.
وأشار إمبابي إلى أن التراجع جاء رغم الانخفاض الملحوظ في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، لكن استقرار الدولار الأمريكي حدّ من قدرة الذهب على تحقيق مكاسب إضافية.
بيانات التضخم وتوقعات الفائدة
تلعب البيانات الاقتصادية الأمريكية دورًا رئيسيًا في تحركات الذهب، حيث أظهر مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي تراجعًا في التضخم السنوي من 2.6% في مارس إلى 2.5% في أبريل، كما انخفض معدل التضخم العام إلى 2.1% مقابل 2.3%، وهذه الأرقام عززت التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2025.
ثقة المستهلك ودعم الدولار
رغم مؤشرات تباطؤ التضخم، لم يتمكن الذهب من تحقيق انتعاش ملحوظ بسبب تحسن بيانات ثقة المستهلك الأمريكي التي ارتفعت من 50.8 إلى 52.2 حسب مؤشر جامعة ميشيغان، بالإضافة إلى رفع الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا توقعاته للنمو الاقتصادي في الربع الثاني من 2.2% إلى 3.8%. هذه العوامل دعمت قوة الدولار وقلّصت جاذبية الذهب كمخزن للقيمة.
التوترات السياسية والتجارية تعيد تذبذب الأسواق
أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التوترات التجارية مع الصين إلى الواجهة، متهمًا بكين بانتهاك اتفاق سويسرا التجاري، ما أدى إلى ارتباك الأسواق وتراجع مؤشرات الأسهم، مع استعادة الدولار زخمه وتأثر أداء الذهب بتذبذب واضح.
كما أعادت محكمة الاستئناف الفيدرالية الأمريكية فرض معظم الرسوم الجمركية التي أُلغيت سابقًا، مما زاد من حالة عدم اليقين الاقتصادي.
في تطور جديد، ارتفعت أسعار الذهب عالميًا متجاوزة 3363 دولارًا للأوقية بعد إعلان ترامب المفاجئ عن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الاتحاد الأوروبي، لكنه قرر تأجيل التنفيذ حتى يوليو بناءً على طلب من رئيسة المفوضية الأوروبية.
الذهب.. ملاذ آمن وسط الغموض الاقتصادي والسياسي
رغم التقلبات، تبقى التوقعات بشأن الذهب إيجابية نسبيًا في ظل ترقب قرارات السياسة النقدية الأمريكية التي تعكس تراجع معدلات التضخم.
وأكدت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن سوق العمل قوي، لكن تحقيق هدف التضخم 2% قد يتأخر حتى نهاية 2025، مما يزيد احتمالات خفض أسعار الفائدة مرتين خلال العام.
ويعتقد المحللون أن استمرار التوترات السياسية، وعودة الحروب التجارية، وتضارب البيانات الاقتصادية، كلها عوامل تعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن وسط التحديات الراهنة.