كشف تقرير دولي حديث أن البنوك الكبرى حول العالم ضاعفت من حجم تمويلاتها الموجهة إلى شركات الوقود الأحفوري خلال عام 2024، لتصل إلى ما مجموعه 869 مليار دولار، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من منظمات بيئية عالمية اعتبرتها تراجعًا خطيرًا عن التزامات المناخ، في وقت تزداد فيه حدة الظواهر البيئية المرتبطة بتغير المناخ.
وأعد التقرير ائتلاف دولي يضم ثماني منظمات بيئية، من بينها "أويل تشينج إنترناشيونال" و"ريكلايم فاينانس"، وأشار إلى أن ثلثي أكبر 65 بنكًا عالميًا قاموا بزيادة تمويلاتهم لمشاريع الفحم والنفط والغاز خلال العام الماضي، بمقدار 162 مليار دولار مقارنة بعام 2023، بعد أن كانت تلك التمويلات في مسار تراجعي منذ عام 2021.
ويأتي هذا التوجه في ظل تحذيرات علمية صارمة من أن أي توسع جديد في مشاريع الوقود الأحفوري يُشكل تهديدًا مباشرًا للقدرة على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة بعدما سُجل عام 2023 كأكثر الأعوام حرارة في التاريخ الحديث، مع تزايد الكوارث البيئية على مستوى العالم.
وتصدرت البنوك الأمريكية قائمة أكبر الممولين لمشاريع الوقود الأحفوري، حيث جاء بنك "جي بي مورجان تشيس" في المركز الأول بتمويلات تجاوزت 53.5 مليار دولار، تبعه "بنك أوف أمريكا"، ثم "سيتي جروب"، فيما حل "ميتسوهو" الياباني رابعًا، و"ويلز فارجو" الأمريكي خامسًا. كما برز بنك "باركليز" البريطاني ضمن أكثر البنوك الأوروبية مساهمة في هذا التوجه.
ومنذ توقيع اتفاق باريس للمناخ في 2015، قدمت البنوك الكبرى ما يزيد عن 7.9 تريليون دولار لمشروعات الطاقة الأحفورية، ما يعكس فجوة كبيرة بين التعهدات المناخية والتطبيق الفعلي على الأرض.
وصرّح ديفيد تونج، مدير الحملات في منظمة "أويل تشينج إنترناشيونال"، بأن "البنوك الكبرى تواصل تمويل الفوضى المناخية رغم كل التحذيرات، وهو ما يستدعي تدخلًا حكوميًا فوريًا لمحاسبة هذه المؤسسات".
كما أشار التقرير إلى انسحاب ستة من أكبر البنوك الأمريكية من التحالف المصرفي لتحقيق صافي انبعاثات صفرية في يناير الماضي، في خطوة وُصفت بأنها "نكسة كبيرة" لمسار التمويل الأخضر العالمي.