حازم المنوفي: القيادة السياسية تتحرك بخطى ثابتة واستباقية.. ولا خوف على الأسواق رغم تهديدات هرمز

في ظل التهديدات المتزايدة بمضيق هرمز والتوترات الإقليمية المرتبطة باحتمال إقدام إيران على تعطيل أحد أهم الممرات الملاحية في العالم، تتجه الأنظار إلى كيفية استعداد الدول لمواجهة أي تداعيات اقتصادية قد تمس أمنها الغذائي. وفي هذا السياق، تؤكد مصر أنها تقف على أرض صلبة، بفضل رؤية قيادية استباقية وتحركات مدروسة تضمن استقرار الأسواق ووفرة السلع.

حازم المنوفي، رئيس جمعية "عين" لحماية التاجر والمستهلك وعضو شعبة المواد الغذائية، شدد على أن السوق المصري آمن، والأسواق المحلية تشهد وفرة واضحة في السلع الأساسية، دون أي مؤشرات لنقص أو اضطراب في الإمدادات، رغم التصعيد الإقليمي الأخير. وقال: "مصر بخير بفضل قيادة استباقية تتحرك بهدوء وثقة، ولا تأثير مباشر حتى الآن على السوق المحلي".

وأكد المنوفي أن ما يميز الدولة المصرية في إدارة الأزمات، هو إدراك القيادة السياسية لأهمية التحرك المبكر، بعيدًا عن الارتباك أو ردود الفعل المتأخرة. وأضاف: "شهدنا خلال السنوات الماضية تبني الدولة لخطة وطنية لتعزيز الأمن الغذائي، بدءًا من رفع احتياطيات السلع الأساسية، وتعدد مصادر الاستيراد، وصولًا إلى التوسع في الإنتاج المحلي والمخازن الاستراتيجية، بما يجعلنا اليوم في موقع قوة وثقة".

وأشار إلى أن تلك التحركات لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة قراءة دقيقة للمتغيرات الدولية، واستيعاب كامل لخطورة الاعتماد على مصدر واحد للإمدادات أو الرهان على استقرار إقليمي هش. وتابع: "القيادة المصرية تتابع بدقة كل ما يجري في محيطنا الجيوسياسي، وتُخطط بناءً على أسوأ السيناريوهات، حتى يبقى المواطن بعيدًا عن آثار الأزمات العالمية".

وحول استعداد السوق لأي طارئ، قال المنوفي إن هناك جاهزية عالية من جانب الدولة، سواء على مستوى التوزيع أو الرقابة أو التخزين، مشيرًا إلى استمرار العمل على رفع كفاءة منظومة الإمداد، وتعزيز الشراكات الدولية، بما يضمن تدفق السلع بسلاسة حتى في الأوقات الصعبة.

وختم المنوفي رسالته بدعوة المواطنين إلى الثقة في مؤسسات الدولة، وعدم الالتفات إلى الشائعات، مؤكدًا أن "القيادة السياسية تتحرك اليوم وليس غدًا، لتأمين قوت المصريين، وعلى الإعلام أن يكون سندًا في نقل الحقيقة، لا شريكًا في بث القلق".

وفي وقت تتأهب فيه المنطقة لاحتمالات معقدة، يظل النموذج المصري علامة فارقة في كيفية التعامل مع الأزمات بحكمة وهدوء، مستندًا إلى تخطيط عميق وتحركات صلبة، تعكس فهمًا استراتيجيًا لحماية المواطن قبل أن يشعر بالخطر.