ads

رغم التحديات.. المعروض النفطي من خارج "ميثاق التعاون المشترك" يواصل نموه في 2025 وسط تقلبات السوق

اسعار النفط
اسعار النفط

أبقت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على توقعاتها لنمو المعروض من السوائل النفطية للدول غير المشاركة في 'ميثاق التعاون المشترك' دون تعديل يُذكر للعام 2025، وسط تباين في أداء الدول المنتجة وتغيرات طفيفة على مستوى التقديرات القُطرية.

ووفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن المنظمة، يُتوقع أن يرتفع المعروض من هذه الدول بمقدار 0.81 مليون برميل يومياً، ليبلغ متوسط الإنتاج نحو 54.0 مليون برميل يوميًا خلال العام.

مراجعات متباينة.. خفض في الولايات المتحدة وارتفاع طفيف بأوروبا

أظهرت البيانات أن التعديلات جاءت متفاوتة بين دول المجموعة، حيث تم خفض التوقعات الخاصة بإمدادات الولايات المتحدة بمقدار 0.03 مليون برميل يوميًا، وهو ما أدى إلى تراجع التقديرات الإجمالية لمنطقة الأميركتين.

ويُعزى ذلك إلى تراجع نشاط الحفر في الولايات المتحدة، إذ كشف تقرير شركة 'بيكر هيوز' عن انخفاض عدد منصات الحفر النفطية للأسبوع الثامن على التوالي، ليصل إلى 438 منصة فقط خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو 2025، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021.

ويُشير هذا التراجع إلى ضعف في أساسيات السوق، خاصة وأن أسعار الخام كانت تُتداول دون 65 دولاراً للبرميل قبل اندلاع الأزمة الجيوسياسية الراهنة. إلا أن وتيرة التراجع في عدد المنصات بدأت تتباطأ خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما قد يمهد لصعود تدريجي مستقبلاً، مدعوماً بتحسن الأسعار.

كما سجل إنتاج النفط الخام الأمريكي زيادة هامشية، ليصل إلى 13.43 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 13 يونيو، ما يعكس تحسناً طفيفاً في إنتاجية الآبار.

في المقابل، تم تسجيل مراجعات تصاعدية محدودة لإمدادات بعض الدول الأوروبية، سواء المنضوية أو غير المنضوية تحت مظلة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ما أسهم جزئيًا في تعويض انخفاض الإمدادات من أمريكا الشمالية.

إنتاج الأوبك يسجل أعلى مستوياته في 17 شهرًا

أما على صعيد دول أوبك، فقد شهد إنتاج المنظمة من النفط الخام ارتفاعاً في مايو 2025 بعد شهرين متتاليين من التراجع، مدفوعاً بقرار إلغاء تخفيضات الإنتاج ضمن مجموعة أوبك+، حيث تقرر زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً. ووفقاً لبيانات 'بلومبرج'، بلغ متوسط إنتاج أوبك 27.54 مليون برميل يومياً، مسجلاً أعلى مستوى منذ 17 شهراً، بزيادة قدرها 200 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وشملت الزيادة معظم دول أوبك، باستثناء إيران وفنزويلا اللتين سجلتا تراجعاً طفيفاً. وبحسب بيانات المصادر الثانوية للأوبك، بلغ متوسط الإنتاج نحو 27.0 مليون برميل يومياً، بزيادة شهرية بلغت 183 ألف برميل يومياً.

وتعزز هذا الاتجاه بزيادة إنتاج السعودية، التي تجاوز إنتاجها عتبة 9 ملايين برميل يومياً، حيث بلغ 9.08 مليون برميل يومياً وفقًا لـ'بلومبرج'، و9.18 مليون برميل يومياً بحسب مصادر الأوبك الثانوية.

كما سجلت ليبيا نمواً قوياً في الإنتاج بلغ نحو 50 ألف برميل يومياً، ليصل متوسط إنتاجها الشهري إلى 1.32 مليون برميل يومياً، وهو الأعلى منذ 12 عاماً.

الدول خارج الميثاق: تراجع طفيف بسبب كازاخستان

سجّلت الدول غير المشاركة في ميثاق التعاون المشترك تراجعاً هامشياً في إنتاجها خلال مايو، بلغ نحو 3 آلاف برميل يومياً فقط، ويُعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى تراجع الإنتاج في كازاخستان، فيما قابله ارتفاع طفيف في إنتاج جنوب السودان.

وفي المقابل، سجلت دول 'ميثاق التعاون المشترك' (أوبك+) زيادة جماعية في الإنتاج خلال الشهر بلغت نحو 180 ألف برميل يومياً، وتواصل المجموعة تنفيذ زيادات تدريجية في إنتاجها، حيث أعلنت أوبك+ عن زيادة جديدة بمقدار 411 ألف برميل يوميًا لشهر يوليو 2025، وهي ثالث زيادة شهرية على التوالي. وبذلك، يصل إجمالي الزيادات منذ بدء تخفيف القيود إلى 1.4 مليون برميل يومياً من أصل التخفيضات المقررة سابقاً والتي بلغت 2.2 مليون برميل.

آفاق السوق: بين ضغط الإمدادات والطلب المتذبذب

في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ووجود بوادر لارتفاع الأسعار، تتجه غالبية الدول المنتجة إلى الحفاظ على مستويات إنتاج مرنة تضمن توازن الأسواق دون التأثير على العوائد. ورغم التحديات، من المتوقع أن تتيح الظروف السعرية الحالية للدول المنتجة الالتزام بحصص الإنتاج دون خسائر كبيرة، وهو ما يعزز من استقرار السوق خلال النصف الثاني من 2025.

ومع اقتراب العام 2026، يظل المشهد النفطي مرهونًا بتطورات الأسعار، والتحولات الجيوسياسية، فضلاً عن قدرة المنتجين غير المشاركين في 'الميثاق' على مواكبة التقلبات بسلاسة تضمن الحفاظ على استقرار الأسواق العالمية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً