تسود القطاعات الاقتصادية في المملكة العربية السعودية حالة من الصدمة بعد أن قررت المحكمة التجارية في الرياض تصفية شركة سعودي أوجيه العملاقة والمملوكة لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري والتي تعمل في قطاعات مختلفة داخل الاقتصاد السعودي بداية من المقاولات وحتى التوكيلات التجارية. ووفقا لقرار المحكمة التجارية في الرياض فإنه يتوجب على أمناء التصفية الإسراع بعملية بيع الأصول المملوكة للشركة لسداد نحو 21 مليار ريال ديون مستحقة عليها، بينما لم تزيد موجودات الشركة وفقا لآخر تقييم عن 82 مليون ريال، وهو ما أدى إلى حالة من الذهول في السوق السعودي انعكست على البورصة السعودية التي بدأت التداول بتراجع شامل لأكثر من 126 سهما مقيدا في السوق السعودي وكسا اللون الأحمر شاشات التداول، بينما لم ترتفع أسعار إلا نحو 29 سهما فقط.
وسعودي أوجيه شركة متعددة النشاطات أسست سنة 1978، وبدأت كشركة مقاولات وأشغال عامة قبل أن تطور نشاطها ليشمل الاتصالات، والطباعة، والعقار، وخدمات الكمبيوتر. مملوكة لعائلة رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري وقد بلغت إيراداتها سنة 2010 ثمانية مليارات دولار. وفي أواخر سبعينيات القرن العشرين أشترى رفيق الحريري شركة أوجيه الفرنسية ودمجها في شركته ليصبح اسمها سعودي أوجيه، وأصبحت الشركة من أكبر شركات المقاولات في العالم العربي، واتسع نطاق أعماله ليشمل شبكة من البنوك والشركات في المملكة ولبنان إضافة إلى شركات للتأمين والنشر والصناعات الخفيفة. وأعلنت شركة سعودي أوجيه في تعميم على موظفيها أن يوم الاثنين 31 يوليو 2017م سيكون آخر يوم عمل في الشركة حيث أن الشركة ستغلق أبوابها وذلك بعد الإفلاس الذي عانت منه والذي يرجّح خبراء اقتصاديون سببه غياب الحوكمة والشفافية .