شهدت أسواق النفط يوما تاريخيا بعد أن هبطت الأسعار في بداية تداولات الاثنين الماضي، ليهبط خام برنت بأكثر من ثلث قيمته، مسجلا أكبر تراجع يومي منذ حرب الخليج في 1991، حيث عكست الخسائر الحادة التحديات التي تواجه أسواق النفط، بعد فشل اتفاق كبار المنتجين في أوبك حول تعميق وتمديد خفض إنتاج النفط للسيطرة على المعروض، وتحقيق التوازن في الأسواق.
ولكن بعدما أعلنت مجموعة أرامكو النفطية السعودية العملاقة، اليوم الثلاثاء، زيادة إنتاجها إلى 12,3 مليون برميل يوميا في أبريل.. هل سترتفع أسعار النفط خلال الفترة القادمة، أم سيستمر في انخفاضه؟
كشفت مصادر مطلعة، أن الفترة القادمة ستشهد انخفاضات أخري في أسعار النفط نتيجة لتفشي فيروس كورونا وما لذلك من تداعيات سلبية على اقتصاد أكبر دولة مستورد للنفط وهي الصين، نظرا لأن الأسواق العالمية تشهد تخمة في المعروض، حيث بلغ حجم الفائض لدى المعروض 4.6 مليون برميل يوميا وهي ما تمثل حوالي 30% زيادة في التخمة الحالية .
وأضافت المصادر، أن هناك حالة من الترقب للاقتصاديات العالمية بسبب تفشي فيروس كورونا، موضحة أنه خلال الثلاث شهور القادمة إذا تم اكتشاف علاجات وأمصال لمواجهة ذلك الفيروس سيحدث نوع من التعافي والقفزة لأسعار النفط وبالتالي حدوث نوع من التوازن بالأسواق من الممكن أن تصل الأسعار في تلك الحالة إلي 50 دولار للبرميل.
وأشارت المصادر، إلى أنه في حالة استمرار ذلك الوضع لأكثر من ثلاث أشهر ستتوقف الصناعات في كثير الدول وبالتالي حدوث ركود اقتصاد عالمي وتنخفض أسعار النفط إلي ما دون الـ 30 دولار للبرميل.
وسجلت أسعار النفط في نيويورك خسائر فادحة بلغت 25 بالمئة، بعدما أغلق سعر خام "غرب تكساس الوسيط" على 31.13 دولارا للبرميل.
وأغلق خام غرب تكساس الوسيط تسليم أبريل جلسة تعاملات الاثنين على 31.13 دولارا للبرميل، متراجعاً بـ10.15 دولارات، في حين هوى سعر خام برنت قبل دقائق من انتهاء التعاملات بنسبة 24 بالمئة مستقرا عند 34.40 دولارا للبرميل.
كما تم تعليق التداول في بورصة "وول ستريت" 15 دقيقة، صباح أمس، من جرّاء الخسائر الكبيرة الناجمة عن تراجع أسعار النفط وتفاقم المخاوف بشأن فيروس كورونا المستجد، أما البورصة الألمانية، فهوت بمؤشرها الرئيس "داكس" نحو 7 في المئة متأثرة بتبعات فيروس كورونا .
وأشارت وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس مقرا لها، أنه في حال فشل الحكومات في احتواء تفشي فيروس كورونا، فإن الاستهلاك قد ينخفض بما يصل إلى 730 ألف برميل يوميا.