عقد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، اجتماعا مع المهندس شحتة إبراهيم رئيس مصلحة الري، والدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط، والدكتور أسامة الظاهر رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتورة سلوى أبو العلا نائب رئيس المركز القومي لبحوث المياه لشئون الخطة البحثية ومدير معهد بحوث صيانة القنوات المائية، والدكتور جمال القصار مدير معهد بحوث إدارة المياه وطرق الري، وذلك لعرض نتائج الدراسات البحثية التي توضح الفوائد العديدة لتأهيل الترع ومردودها الإيجابي على المنظومة المائية.
واستعرض الدكتور عبد العاطي خلال الاجتماع نتائج الدراسة الخاصة بتقييم تأهيل الترع الفرعية بمحافظتي الفيوم والمنيا، والتي تم إعدادها ضمن مشروع التنمية الريفية الممول من الاتحاد الأوروبي، حيث قامت السفارة الإيطالية بالتعاقد مع المركز القومي لبحوث المياه (من خلال معهد بحوث صيانة القنوات المائية ومعهد بحوث إدارة المياه) كاستشاري للمشروع، حيث أظهرت نتائج التقييم حدوث زيادة في سرعة المياه بعد تأهيل الترع مقارنةً بنظيرتها قبل التأهيل، وهو الأمر الذي يؤدى لتقليل فترة ري الزمام الواقع على الترعة، وتسهيل وصول المياه لنهايات الترع، وتحسين عملية إدارة وتوزيع المياه، وحصول جميع المنتفعين على حصتهم من المياه.
كما تم خلال الاجتماع استعراض النتائج الأولية للدراسة التي يقوم بها معهد بحوث إدارة المياه وطرق الري لتقييم أعمال تأهيل بعض الترع الفرعية بمحافظة الغربية، حيث أظهرت الدراسة المردود الإيجابي لأعمال التأهيل مثل ارتفاع كفاءة الترع وما نتج عنها من انخفاض المناسيب عند فم الترع (لعدم الحاجة لضخ مياه إضافية) وارتفاع مناسيب المياه بنهاية الترعة (لعدم وجود مخلفات أو حشائش أو إستبحار بالقطاع)، كما تقلص الاعتماد على استخدام مياه المصارف الزراعية والآبار الارتوازية نتيجة لتحسن حالة الري بالترعة، وجاري متابعة أعمال التقييم قبل وبعد التأهيل لمجموعة من الترع الفرعية بمختلف المحافظات في حالات تشغيل مختلفة للوصول إلى نتائج أكثر دقة وشمولاً.
الجدير بالذكر أن معهد بحوث إدارة المياه وطرق الري كان قد اشترك سابقا خلال الفترة من عام ٢٠٠٥ وحتى عام ٢٠٠٩ بالتعاون مع خبراء بنك التعمير الألماني والبنك الدولي في إعداد دراسات تفصيلية للمردود المتوقع من أعمال تأهيل الترع الفرعية، حيث شملت الدراسة عدة ترع بوسط الدلتا، وتُعد هذه الدراسة أحد أهم الدراسات التي تم الاسترشاد بها عند إطلاق المشروع القومي لتأهيل الترع، بالإضافة لدراسة تأهيل ترعتي نجع حمادي الشرقية والغربية والتي سبق إعدادها بمعرفة أكبر الشركات الهندسية بالشرق الأوسط.
الجدير بالذكر أن المشروع القومي لتأهيل الترع يهدف لتحسين عملية إدارة وتوزيع المياه، وتوصيل المياه لنهايات الترع المتعبة، وحث المواطنين على الحفاظ على المجاري المائية وحمايتها من التلوث، بخلاف المردود الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والبيئي الملموس في المناطق التي يتم تنفيذ المشروع فيها، وقد انتهت الوزارة من تأهيل ١٥٤٠ كيلومتر من الترع بمختلف محافظات الجمهورية، وجاري العمل في تنفيذ ٥٠٩٥ كيلومتر أخرى، وتم تدبير اعتمادات مالية لتأهيل ترع بأطوال تصل إلى ١١٥٥ كيلومتر تمهيداً لطرحها على المقاولين، ليصل بذلك إجمالي أطوال الترع التي شملها المشروع ٧٧٩٠ كيلومتر حتى تاريخه، وهو ما يتجاوز ال ٧٠٠٠ كيلومتر المستهدف تأهيلها خلال المرحلة الأولى والتي ستنتهي بحلول منتصف عام ٢٠٢٢ بتكلفة إجمالية تقدر بمبلغ ١٨ مليار جنيه.