مساعد الليثي يكتب: رسالة للجمعية العمومية وأساتذة المهنة.. الصحفيون أولًا

مساعد الليثي
مساعد الليثي

أوضاع الصحفيين في مصر أصبحت تحتاج تحرك فوري وسريع من أبناء المهنة وأساتذتها، ولا يجب أن يستمر الجميع في تحميل المسئولية لمجلس نقابة الصحفيين وحده، المجلس بدون ظهير قوي من الجمعية العمومية بقيادة لجنة من أساتذة المهنة تضع خطوط عريضة ومطالب واضحة ومقترحات وحلول واقعية لن يستطيع منفردا فالأوضاع أصعب من أي وقت سابق.

بداية عند الحديث عن مشاكل وأزمات المهنة، لا يجب أن أظل أنا وغيري نكرر طرح ما تم طرحه ونكرر قول ما قاله غيرنا مرات عديدة، دون حدوث جديد ودون أن يكون لما قيل أو طرح أي أثر على المهنة وعلى ظروف الصحفيين المعيشية والمهنية على حد سواء، بل يجب أن يكون هناك تفاعل مع أي طرح أو مبادرة سواء سلبا أو إيجابا سواء بالرفض أو القبول، أما ذلك الصمت فلا يعني سوى أن الصحفيين شبابا وقيادات قد فقدوا الأمل في أي حوار، والثقة في أي طرح، والرغبة في أي تحرك لمواجهة مشاكلهم وأزمات مهنتهم المتنوعة.

والسؤال الذي يجب أن يطرحه كل منا على نفسه هل هناك أزمات مادية ومهنية تواجه الصحفيين؟.. وهل هناك تراجع في دخول الصحفيين وصل للعدم لدي البعض خلال السنوات الأخيرة؟.. وهل هناك مشكلة في مناخ العمل وحرية التعبير وقيود على صياغة وصناعة المحتوى والمواد الصحفية؟.. وهل هناك رابط وعلاقة واضحة بين تراجع نوعية المحتوى وتراجع الدخول وهل فقد الثقة في الصحافة ومحتواها أحد أسباب تراجع دورها وأهميتها ومواردها المالية؟.. وأخيرا هل هذه الأجواء المادية والمهنية تسمح باستمرار المهنة وتمسك أبنائها بها كمصدر دخل وحياة؟.. إجابة هذه الأسئلة تحدد مدى الحاجة لتوحيد الصفوف ولم الشمل الحقيقي والتحرك لوضع حلول حقيقية لمشاكل الصحفيين وأزماتهم.

إذا كانت الإجابة بنعم فليسأل كل زميل وأستاذ وقيادة نفسه إلى متى الصمت، ولماذا لا يجتمع أساتذة المهنة والنقباء السابقين وأعضاء مجلس النقابة السابقين ومرشحي الانتخابات السابقة مع مجلس نقابة الصحفيين لتلقي كل أفكار ومبادرات الخروج من هذا النفق المظلم، هل سيجيب الأعضاء والنقباء السابقين على هذا السؤال أم سيلتزمون بالصمت كما فعل ويفعل مجلس النقابة في تعامله مع مبادرات سابقة وكأنها لم تطرح، أين المؤتمر الاقتصادي الذي تحدث عنه المجلس السابق لمواجهة أزمات المهنة والمؤسسات المالية، أين مبادرات الحوار مع وزارة المالية، أين مطالبات الزملاء بمواجهة التشريعات الجديدة التي تجيز الحبس في قضايا النشر، وأين وأين وأين، يجب أن ننهي هذا الصمت فشباب الصحفيين لن يصمتوا كثيرا.

هذه الدعوة ليست موجهة بالدرجة الأولى لمجلس نقابة الصحفيين ولكن موجهة للجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، والنقباء وأعضاء مجلس النقابة السابقين، ومرشحي الانتخابات السابقة، وأتمنى أن تكون البداية من عند أخر نقيبين الأساتذة الأجلاء يحيى قلاش وعبد المحسن سلامة ومعهم كل أعضاء المجلس السابقين وعلى رأسهم جمال عبدالرحيم وخالد البلشي وأبوالسعود محمد وكارم محمود وأسامة داوود وعمرو بدر وغيرهم من الزملاء والأساتذة، ومعهم رفعت رشاد وكارم يحيى مرشحي مقعد النقيب في الانتخابات السابقة.

لا يجب أن يظل الخلاف الفكري أو الاختلاف في بعض الرؤى مع مجلس النقابة حائلا بين بدء التعاون الفوري معه، تختلف أو تتفق مع أي عضو بالمجلس هذا حقك، لكن كلنا زملاء تجمعنا هموم مهنة واحدة ويجب أن نتحرك جميعا لمواجهة مشاكلنا وأزماتنا، فلا يجب أن يستأثر المجلس بمواجهة تلك الأزمات منفردا، ولا يجب أن يبرر أساتذة المهنة وأعضاء الجمعية العمومية تقاعسهم بإلقاء المسئولية منفردة على مجلس النقابة.

يجب أن يتحرك الجميع ويخاطب مجلس النقابة ويجب على مجلس النقابة الإستماع لما يتم طرحه وفتح الباب لنقاش وحوار واسع وتحديد خطوات واضحة لتغيير الأوضاع المالية والمهنية، قبل أن يكفر الشباب بالمهنة ويموت شيوخها دون علاج أو رعاية حقيقية يستحقها من أفنى عمره في بلاط صاحبة الجلالة.

دعوة للجميع لإعادة أمجاد مهنة مازالت هي الأهم والأكثر تأثيرا في العالم، ومازال احترامها هو مقياس نجاح الأنظمة والحكومات حول العالم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً