استقبل الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري وكارل هيرمان جوستاف وزير المياه والزراعة واستصلاح الأراضي الناميبي ورئيس مجلس وزراء المياه الأفارقة AMCOW والوفد المرافق لسيادته لبحث مجالات التعاون بين البلدين واستكشاف إمكانات التعاون المستقبلية في مجال الموارد المائية والري.وقد رحب الدكتور عبد العاطي، بالوزير الناميبي والوفد المرافق لسيادته، موضحا ما تواجهه مصر من تحديات مائية على رأسها الزيادة السكانية ومحدودية الموارد المائية المتاحة، وسياسة مصر المائية في تحقيق أعلى معدل في كفاءة الاستخدام حيث يتم إعادة تدوير المياه (٤) مرات لتلبية الاحتياجات المائية المتزايدة.
وأوضح الدكتور عبد العاطي، أن مصر ودول العالم تشهد تغيرات مناخية متزايدة، مشيراً لما ينتج عن هذه التغيرات المناخية من تهديدات للتنمية المستدامة وتهديد لحق الإنسان في الحصول على المياه.
وتم استعراض المجهودات التي تبذلها الوزارة لمواجهة هذه التحديات، حيث قامت مصر بإعداد استراتيجية للموارد المائية حتى عام ٢٠٥٠ بتكلفة تصل إلى ٥٠ مليار دولار، وقد تصل إلى ١٠٠ مليار دولار، ووضع خطة قومية للموارد المائية حتى عام ٢٠٣٧ تعتمد على أربعة محاور تتضمن ترشيد استخدام المياه وتحسين نوعية المياه وتوفير مصادر مائية إضافية وتهيئة المناخ للإدارة المثلى للمياه.
كما تم استعراض موقف المشروعات الكبرى التي تنفذها الوزارة مثل المشروع القومي لتأهيل الترع والمساقي والمشروع القومي للتحول لنظم الري الحديث، والتوسع في استخدام تطبيقات الري الذكي، بالإضافة للمشروعات الكبرى التي تستهدف التوسع في إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، والمشروعات الكبرى في مجال الحماية من اخطار التغيرات المناخية، مثل مشروعات الحماية من أخطار السيول ومشروعات حماية الشواطئ، كما تم استعراض سبل الإدارة الرشيدة للمياه الجوفية التي تتبعها مصر حاليا.
وأشار الدكتور عبد العاطي، لما تمتلكه مصر من مراكز تميز في مجال التنبؤ بالفيضان وقياس نوعية المياه، بالإضافة للإمكانيات التدريبية المتميزة التي تمتلكها الوزارة مثل المركز الإقليمي للتدريب التابع للوزارة وفروعه بالمحافظات والذي يُعد جهة معتمدة لدى اليونسكو من الفئة الثانية كأحد المراكز المتميزة في تطبيق كافة معايير الجودة العالمية في خطط التدريب والمواد العلمية المقدمة، بالإضافة للدورات التدريبية التي ينظمها مركز التدريب الإقليمي التابع لمعهد بحوث الهيدروليكا، ويشارك فيها متدربين من دول حوض النيل والدول الأفريقية، بخلاف دبلوم الموارد المائية المشتركة والتي تعقد سنوياً بالتنسيق بين الوزارة وكلية الهندسة بجامعة القاهرة.
وتم التأكيد على الدعوة السابق إرسالها للوزير الناميبي للمشاركة في أسبوع القاهرة الرابع للمياه والمزمع عقده في شهر أكتوبر المقبل، مع الترحيب بمشاركة وفد ناميبي في فعاليات الأسبوع، الأمر سيتيح الفرصة لاستكشاف المزيد من مجالات التعاون بين البلدين.
ومن جانبه أشار الوزير الناميبي، لما تواجهه دولة ناميبيا من تحديات مائية عديدة، الأمر الذي يدفع نحو تعزيز مجالات التعاون بين البلدين في مجال المياه، معربا عن تطلعه لعقد المزيد من المباحثات لفتح مجالات عديدة من التعاون بين البلدين، ومشيرا إلى أن مشاركة وفد ناميبي في أسبوع القاهرة الرابع للمياه ستتيح الفرصة لتعزيز هذا التعاون.
وعقب الاجتماع.. قام الوزير الناميبي بزيارة مركز التنبؤ بالفيضان والذي يستخدم تكنولوجيا الأقمار الصناعية والنماذج العددية المتطورة لمحاكاة السلوك الهيدرولوجي الطبيعي للنهر والتنبؤ بالأمطار والسيول، إلى جانب دراسة التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر، ويساهم نظام الإنذار المبكر للسيول في مواجهة مخاطر السيول والتقليل من آثارها.
كما قام سيادته بزيارة الإدارة المركزية لنظم الرصد والاتصالات بالوزارة، حيث اطلع على منظومة الرصد الآلي اللحظي التليمتري والتي تسمح بمراقبة بيانات المياه بشبكة المجاري المائية على مستوى الجمهورية، حيث يتم مراقبة بيانات الترع والبحيرات والمصارف ومحطات الطلمبات والآبار وإرسال هذه البيانات بصورة لحظية على الهواتف المحمولة لمتخذي القرار والمسئولين في جميع إدارات الري بمختلف محافظات الجمهورية، بما يسمح باتخاذ قرارات فورية لحل مشاكل الري في المناطق الحرجة.