تستعد وزارة الزراعة لموسم زراعة القمح خلال الأيام المقبلة، المحصول الاستراتيجي الأولي، والغذاء الرئيسي للمواطن المصري.
وتحتل مصر المركز الخامس تقريباً بين دول العالم في مستوى إنتاجية الوحدة المنزرعة من القمح، ويسبقها في هذا المجال الدول التي يطول فيها موسم زراعة القمح مثل ألمانيا، فرنسا، هولندا، إنجلترا، طبقًا لطبيعة الظروف المناخية البارد التى تعطي فرصة كافية للحبة حتى التكوين والقدرة على مقاومة الأمراض.
وترصد 'أهل مصر' استعدادات موسم زراعة القمح في مصر وحجم الإنتاجية المتوقعة وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي منه وأبرز مشاكل المزارعين مع محصول القمح كل عام.
إنتاج 55% من استهلاكنا إنجاز
قال الدكتور رضا محمد علي، رئيس الحملة القومية للقمح بوزارة الزراعة، إن المساحات المزروعة من القمح وصلت إلى 3.4 مليون فدان هذا العام، بزيادة عن العام الماضي بحوالي 200 ألف فدان، مشيرًا إلى أن ذلك ينعكس على المحصول المتوقع، والذي يبلغ حوالي 10 إلى 10.5 مليون طن قمح.
وأوضح 'علي' في تصريحاته لـ 'أهل مصر' أن أجهزة الدولة بدأت تعتمد على الزراعات التعاقدية وتنسيق عملية التسويق للمزارعين مما جعلهم يدرون عائد ربحي مناسب العام الماضي، ومن المتوقع أن يحدث زيادة بالمساحة المنزرعة والإنتاجية هذا العام.
وذكر أن القمح يزرع في الوجهين البحري والقلبي، وأكثر المحافظات في وجه بحري الدقهلية والشرقية والبحيرة، وجه قبلى مثل المنيا وسوهاج.
وعن مشاكل محصول القمح في مصر، أكد أن القمح محصول استراتيجي رقم 1 في مصر والدولة بأجهزتها توفر اهتمام له وللمزارعين من خلال توفير الأسمدة بسعر مدعم، مما يقلل من التكاليف على كاهل المزارعين.
وفيما يخص الاكتفاء الذاتي من القمح، قال: 'ما نحققه هو 55% استهلاكنا من 20 سنة وهو نسبة ثابتة في ظل ثبات المساحة المزروعة والزيادة السكانية وهو إنجاز، ويتم ذلك من خلال استنباط أصناف عالية المحصول بما يزيد الانتاجية'.
سننتج 70% من استهلاكنا قريبًا
وأضاف: 'الاكتفاء الذاتي يحتاج لضعف المساحة المزروعة، وبالتالي قد يضر بالمحاصيل الأخري وبالتالي نحاول نعمل توازن وتكافؤ ونتوسع بالزراعة من خلال التوسع الأفقي والرأسي ومواجهة التحديات، واستحداث محاصيل وأصناف عالية الجودة وتلائم الظروف المناخية المختلفة مثل درجات الحرارة العالية والملوحة والجفاف، وفي القريب العاجل نصل إلى 70% من استهلاكنا، وتعظيم الانتاجية من وحدة المساحة نفسها من خلال الحملات القومية على مستوى المحافظات وفي قرى الوجهين القبلى والبحري وعمل حقول ارشادية لنشر أصناف جديدة ومعاملات زراعية مختلفة حتى يلتزم المزارع بها تحت إشراف الباحثين والمرشدين لمدة 6 شهور لكى يعلم كيف يتم التعامل مع المحصول وظروفه وتثقيف المزارع بكل جديد وتحديث المعلومات بزراعة أصناف معتمدة ضمن خطة بحثية قومية تظهر نتائجها خلال السنوات القليلة المقبلة'.
الزراعة: أكبر مخاطر القمح الأصداء يدمر المحصول
أفاد الدكتور مجاهد عمار، رئيس قسم البحوث الحقلية في وزارة الزراعة، أن القمح أكبر محصول شتوي يتم زراعته في مختلف محافظات الجمهورية.
وأوضح 'عمار' في تصريحاته لـ 'أهل مصر'، أن العام الماضي كانت المساحة المنزرعة من القمح 3 مليون، و418 ألف فدان، متوقعًا أن تكون الزراعة هذا العام في نفس الحدود، مشيرًا إلى أن الانتاجية تبلغ 3 طن للفدان أي يدر 9.5 مليون طن قمح، ومصر تستهلك 19 مليون طن.
وأشار إلى أن الدول التى يكون الاستيراد منها يكون من خلال مناقصات دولية، معلقًا أن مشاكل القمح تكون أكبر مخاطره الأصداء خاصة في حالة ملائمة الظروف الجوية للأمراض فتدمر المحصول، قائلاً: 'العام الماضي لم يحدث للمحصول أي إصابة والانتاجية جيدة'، متمنيًا أن يحدث ذلك في الموسم الجاري وتكون الانتاجية عالية.
نقيب الفلاحين: مصر المستورد الأول للأقماح في العالم بحوالى 12 مليون طن
كما أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن مصر تزرع نحو 3.5 مليون فدان بإنتاج نحو 9 ملايين طن سنويًا، معلقًا 'تعد مصر المستورد الأول في العالم للأقماح نستورد نحو 12 مليون طن سنويًا'.
وأكد 'أبو صدام' في تصريحاته لـ 'أهل مصر'، الميعاد المناسب لزراعة القمح يبدأ من 5 نوفمبر وحتي 10 ديسمبر وأكثر المحافظات زراعة للقمح من حيث المساحات محافظة الشرقية تحتل دومت المركز الأول فى المساحات المنزرعة بالقمح تليها محافظة البحيرة ثم محافظة الدقهلية.
وأشار إلى أن أكثر مشاكل الفلاحين لزراعة القمح هي ظاهرة الرقاد التي تؤدي لفقد الكثير من الانتاج ثم ظاهرة انتشار مرض الأصداء وحشيشة السابوس، مضيفًا أن ما يقلق مزا رعي القمح هو تسعير القمح فدوما ينتظر المزراعين كل عام بعد حصاد المحصول سعر مناسب من الحكومة لشراء الأقماح.