اعلان

تفاصيل بناء سد تنزانيا والفرق بينه وبين سد النهضة.. تحليل الخبراء (خاص)

سد تنزانيا
سد تنزانيا

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمه الدول الإفريقية في تحقيق التنمية، ولعل أبرز ما يجري العمل عليه الآن هو سد تنزانيا، الذي يعرف بمشروع سد ومحطة 'جوليوس نيريري' الكهرومائية، والذي يُنفذه التحالف المصري لشركتي 'المقاولون العرب' و'السويدي إليكتريك' على نهر روفيجي بدولة تنزانيا، الأمر الذي يجعل الكثيرون يتساءلون عن الفرق بينه وبين سد النهضة ولماذا تدعم مصر تنفيذه؟، وهو ما يوضحه «أهل مصر» من خلال وجهات نظر خبراء الري والزراعة والسدود.

شراقي: مصر ليست ضد التنمية في الدول الإفريقية.. وسد تنزانيا ينقل شعبها لمرحلة جديدة من الحياة

في هذا السياق، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجولوجيا بجامعة القاهرة والخبير المائي، في حديثه لـ «أهل مصر»، أن سد تنزانيا هو سد جوليوس نييريري، نسبة لرئيس تنزانيا، السابق كتكريم له لأنه كان يتمنى إقامة سد بهذا الحجم في بلاده، مؤكدًا أنه تم عمل مناقصات مختلفة عليه من قبل شركات بجميع أنحاء العالم ولم يتم التنفيذ إلى أن تم الاتفاق بين مصر، وتنزانيا، على أن شركتي المقاولين العرب، والسويدي، المسئولين عن إنشائه.

وقال شراقي، إنه لأول مرة تأخذ شركة المقاولين العرب، سد، وبالتالي لا بد من دعمها لفتح مجال السدود في الدول الإفريقية لفتح مزيد من الاستثمارات، وهو يعتبر المشروع الأكبر في تنزانيا، لأنه يمثل إختبارا لمصر، ويؤكد على أهمية مصر في دعم التنمية بالدول الأفريقية بالمشروعات المختلفة.

وأضاف 'شراقي'، في حديثه لـ «أهل مصر»،: 'اعتقد الفوز به هو اتفاق رؤساء أكثر من كونه مناقصات بين شركات لأن مصر، تؤكد على دعم الدول الأفريقية في تحقيق التنمية، وأن ميزانية المشروع تبلغ 3 مليار دولار'، متوقعًا أنه يحتاج لمبلغ أضافي لاستكماله بشكل نهائي، ومن المقرر إنهاء المشروع في 2023، ولكنه يحتاج لوقت أكثر لأنه سد رئيسي ومقام على نهر الروفيجي، الذي يمر على المحيط الهندي.

التنمية في تنزانيا

وأردف أنه سيتم عمل بحيرة لغلق 4 أماكن مفتوحة والتي تمثل أودية لتخزين المياه بشكل سليم، وأن سد تنزانيا غير مقام على نهر النيل وليس له علاقة بحوض نهر النيل، وليس لديه أي ضرر على مصر، ولم يخدم مصر، بشيء، فمصر تتعاون مع تنزانيا لدعم التنمية بها فقط، فالتوربينات تصب في المحيط الهندي ويساهم هذا في توليد الكهرباء بنسب مضاعفة لدولة تنزانيا.

وعن الفرق بينه وبين سد النهضة - أفاد شراقي، أن السد الإثيوبي يقام على النيل الأزرق، وهو أهم نهر يأتي بالمياه في إيراد نهر النيل ويوفر إيراد بقيمة 50 مليار متر مكعب ويمثل 60% من مياه النيل أي يعني حصة مصر 60% منها من مياه النيل الأزرق المقام عليه سد النهضة، وبالتالي فهو يحرم شعوب من حقوقهم، معلقًا: 'مصر والسودان يعتمدون على هذا النهر في الحصول على المياه، لذلك ندعو باستمرار إلى التنسيق والتوافق بين الدول الثلاثة في الملء والتشغيل من أجل تقليل الضرر'.

حماية الشعوب

واستكمل الخبير المائي،: 'نحن ليس ضد بناء أي سد في دول حوض النيل حتى إثيوبيا؛ لكن بشرط أن يكون في تنسيق بين الدول وحماية كل شعب في أخذ حقه وعدم حرمانه من المياه، فسد النهضة بمواصفات إثيوبيا وتصريحاتها وقراراتها الأحادية يؤكد أنها تفرض سياسة الأمر الواقع وهو مرفوض، ومصر، مستعدة للتعاون معهم في سد النهضة في حال عدم الضرر بالشعب المصري'.

واستطرد الخبير،: 'سد تنزانيا هو في دولة من دول حوض النيل لكنه مقام على نهر داخل البلد نفسها ولا علاقة بالنيل أو أي دولة آخرى، فهو نهر تنزاني خالص وبالتالي الدولة لها الحق في إقامته بلا ضرر لشعوب أخرى، فهذا النهر يأتي بما يقرب بـ50 مليار متر مكعب سنويًا، وهذه المياه فائض لأن تنزانيا تعتمد على الزراعة المطرية وفيها حوالي 50 -60 مليون نسمة، وإنتاج الكهرباء لا يتعد 20% وتنزانيا تولد كهرباء بحوالي 2000 ميجا/وات، أي حوالي نصف محطة من محطات الطاقة في مصر وببناء السد يتم مضاعفة الكهرباء بما ينقل البلاد في مرحلة جديدة من التنمية، وهو بالنسبة لهم حلم كبير وينظم المياه في المنطقة المقام بها، ويقلل الفيضانات بالدولة، سوف يكون هناك مياه مخزنة بحوالي 34 مليار متر مكعب، ويمكن استخدامها في زراعة مروية والتي تكون إنتاجها أعلى بـ3 أو 4 مرات من الزراعة المطرية، فنجد استغلال للمياه بمثالية وزيادة الإنتاج الزراعي'.

وأشار شراقي، إلى أنه كان هناك انتقاد لبناء السد لأنه يقام على محمية طبيعية والمسئولين عن البيئة اعترضوا؛ لكنه يقام على 5% من المساحة فقط وبالتالي لم يضر البيئة ضرر جسيم وفوائده كثيرة، خاصة أن تنزانيا طبيعة أرضها تتميز بالعديد من المحميات الطبيعية، وخاصة أنه يعمل تنمية الإنسان.

خبير سدود: هناك فرق شاسع بين سد النهضة وتنزانيا.. الإثيوبي على فوالق أرضية ويضر الشعوب

من جانبه، أوضح الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود، أن سد تنزانيا، ليس من مجموعة دول حوض النيل لكنه سد مبني على نهر نازل على المحيط الهندي، وعكفت مصر على بناءه لتوليد الطاقة الكهربائية.

وعلق 'الشناوي'، في حديثه لـ'أهل مصر'، عن الفرق بين سد النهضة وسد تنزانيا - قائلاً: 'البحر الأحمر يسمى الفالق الإفريقي الأعظم والكرة الأرضية كانت يابسة والجزء الأخر بحار ومحيطات، والله عز وجل ضرب الأرض بفوالق وتم تقسيمها إلى قارات، والفوالق العظيمة ينتج عنها فوالق فرعية، والبحر الأحمر هو الذي يفصل إفريقيا عن آسيا، وتعدد الفوالق الفرعية ومنها النهر الأزرق وهو فالق نشط'.

وأضاف أن الفوالق النشطة دائمة البراكين والزلازل وتم بناء أكثر من سد قبل سد النهضة وحدث لهم انهيار وبالتالي هناك فرق شاسع بين السدين، أما المشروع الإثيوبي سوف يحجز المياه الخاصة بنا وسوف ينهار ويسبب أضرارا كبيرة لمصر والسودان، ولكن سد تنزانيا خارج الفارق الأرضي.

خبير اقتصاد زراعي: إفريقيا سلة غذاء العالم والاستثمار فيها واجب

أكد الدكتور شريف فياض، خبير الاقتصاد الزراعي، أن سد تنزانيا، تتوالى تنفيذه شركات مصرية، وبالتالي نجاحه يعود على مصر بالنفع الاقتصادي وأهمية ضرورية للاستثمار في أفريقيا.

وأضاف في تصريحه لـ«أهل مصر»،: أن إفريقيا سلة غذاء العالم والاستثمار فيها واجب، ويدعم سبل التنمية والعلاقات بين البلدين، وسيعمل السد على زيادة الإنتاج الزراعي لدولة تنزانيا وبالتالي سيقوي عمق البلدين ويفتح الطريق لمشروعات قومية جديدة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفركوزن و روما (1-0) في الدوري الأوروبي (لحظة بلحظة) | خطيرة من ليفركوزن