الفراعنة خصصوا الإله "بس" للضحك والمرح .. نفسية المصريين في 2021 .. خبراء يحللون

التعايش مع كورونا
التعايش مع كورونا

'الفكاهة والضحك في أصعب الظروف'.. بتلك الكلمات تتحدد صفات الشخصية المصرية على مر العصور، التى أصبحت لها إطار محدد ظاهر للعالم أجمع مهما مر عليها أزمات وحروب وكوارث بيئية ومجتمعية، تجد المصري معروف بخفة الدم، بجانب قدرته على السعى للوصول لطموحه رغم الظروف الصعبة والميل إلى الاستقرار والسلام في المواقف العصيبة.

ونظرًا لاهتمام المصريين القدماء البالغ بالفكاهة والهزل، فقد خصصوا إلهًا للضحك والمرح وهو الإله 'بس'، والذى كان يصور على هيئة قزم منتفخ الوجنتين، وله ذقن تشبه المروحة، وترتسم على وجهه علامات الوجوم لتثير الرعب فى نفوس الأشرار، وكان يحظى بشعبية كبيرة من خلال الدولة الحديثة، ومع نهاية عام 2021 نجد أن المصريين عاشوا سنة مليئة بالضغوطات والمشكلات المجتمعية التى توالت خلاص الشهور الماضية، وفي كل الأحوال لابد أن يكون لها تأثير كبير واضح على صحتهم النفسية، ولكن يبقى التساؤل الأبرز هل صفات الشخصية المصرية تغيرت والصحة النفسية للمصريين أصبحت أكثر توتر أو اكتئاب من قبل أم مازال محافظة على طباعها؟

في هذا الاطار يكشف 'أهل مصر' عن نفسية المصريين في 2021 من خلال خبراء الطب النفسي وعرض تحليلهم لتصرفات المصريين على مدار شهور السنة في السطور التالية.

جمال فرويز: الشخصية المصرية أصبحت افتراضية أكثر من كونها واقعية

السوشيال ميديا جعلت الشخصية المصرية بروح تشاؤمية

من يأخذون الأمور بفكاهة.. هم الجزء المتبقى من الشخصية المصرية

الشخصية المصرية تبان في الضغوط.. لكنها لم تحس بقدراتها

من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، أن الشخصية المصرية تغيرت عن الماضي كثيرًا، مشيرًا إلى أن حتى السبعينات كان يتم استقبال أي موجة من الأزمات بالنكات والسخرية حتى أزمة النكسة تغلب عليها المصريين بالهزار والضحك.

وأضاف في تصريحاته لـ 'أهل مصر' أن طبيعة الشخص المصري إنذاك كانت شخصية نهرية 'حب وخير وسلام'، ومن يميل للسلام دائمًا يميل للضحك والتنكيت حتى ولو على ذاته.

وتحدث عن الشخصية المصرية في 2021 اختلفت أصبحت افتراضية أكثر من كونها واقعية، وتصدرت لها مواقع التواصل الاجتماعي روح تشاؤمية أكثر من أي عام ماضي وبات مسيطرة، 'المصريين في أيديهم الموبايلات طول اليوم بيقلبوا ناس بتتكلم على مشاكل وهموم وحوادث وكوارث فالصورة التشاؤمية تزيد'.

وتابع : 'زمان مكنش في سوشيال ميديا وكان المصري متقبل رغم أن الظروف الاقتصادية كانت أسوأ من الوقت الحالي، لكن شخصية المصري كانت طبيعية دينية'.

واستكمل: 'من يأخذون الأمور بضحك حاليًا هو الجزء المتبقى من الشخصية المصرية، لأن النسخ الثقافي الحالي أضاف عليها والمخزون الأساسي مازال موجود، لكن مضاف عليه الناس بدأت تخاف من بعض وتقلق وهناك توتر سائد في المجتمع لم يكن موجود من قبل ظهر في أزمة كورونا'.

وأردف: 'الشخصية المصرية بتبان في الضغوط وترجع لأصلها.. على سبيل المثال وقت أزمة سد النهضة المصريين بدأوا يتصاعدون وراء القيادة السياسية بأنهم لم يتنازلوا عن حقوقهم، وكذلك وقت مشاكل سيناء'.

وأشار إلى أن من صفات الشخصية المصرية الطيبة، ولم تعرف قدراتها وإمكانياتها ودائمًا ماتشعر أنها أقل من غيرها على الرغم من أن ذلك غير صحيح، لديها طابع متدين من الداخل ولكن الصورة الدينية البسيطة ومع ظهور الصورة المتشددة ظهر ازدواجية بين الشكل الديني المبالغ فيه والتغيرات السلوكية السيئة.

وليد هندي: توفير اللقاحات إخرج المصريين من النفق المظلم في عصر الكورونا.. عملوا كيكة برسم على الفيروس

خلال فترة انتشار فيروس كورونا وجدنا خلافات زوجية كثيرة

معدلات الطلاق في 2021 أكثر من 50 سنة ماضية

'المصري في 2021 أصبح أكثر سعادة'

على النقيض الأخر، كشف الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن الشخصية المصرية في 2021 عاشت قمة الأريحية النفسية وأزيح عنها الكثير من الضغوط النفسية التي كانت تعتريها، لذا فعام 2021 كان عام التمتع بالصحة النفسية للمصريين فمثلا كان سابقا عاشوا وباء فيروس كورونا وما ترتب عليه من ظروف نفسية كالعزل والتباعد وجمود المشاعر مع الأخر والمخاوف المرضية وقلق الموت والوساوس القهرية من الإصابة بالمرض والمبالغة في الإجراءات الاحترازية مع تغيير عام في شكل الحياة مع غلق وحظر مما أثر كثيرا في نفسية المصريين.

وقال هندي، لـ 'أهل مصر'، إن بدأ عمل تعايش سلمي مع فيروس كورونا بالتعامل مع فيروس كورونا بالسخرية والتغلب عليها بالضحكة والسخرية وتوفير المصل واللقاح أخرجهم من النفق المظلم وجعلهم يقدموا على الحياة مرة أخرى دون خوف أو شك من تهديد حياتهم والمحيطين ورأينا الانفتاح في الكافيهات والبحور وإزالة الكبت والقلق للتمتع بصحة نفسية جيدة.

وأضاف استشاري الصحة النفسية خلال حديثه، أن خلال فترة انتشار فيروس كورونا وجدنا خلافات زوجية كثيرة حتى وصل معدل 'السيرش' على جوجل عن الخلافات الزوجية زاد بنسبة 75% لأن الرجل كان يجلس بالمنزل وتحدث مشكلات كثيرة مما أثر نفسيا كثيرا حتى على الأطفال ولكن أزيح كل ذلك وإيجاد حلول كلقاح فيروس كورونا.

ولفت استشاري الصحة النفسية إلى أن الخلافات الزوجية قلت في عام 2021 وترتب عليها انخفاض معدلات الطلاق لأول مرة بشكل كبير كما أن الصحة النفسية تحسنت بشكل كبير بسبب الشخصية المصرية ورأينا حملة 100 مليون صحة والكشف عن التقزم والسمنة والأنيميا والمبادرات الصحية التي جعلت المواطن يشعر أنه راضي صحيا وبالتالي نفسيا لأن الجسم السليم يرتبط بالعقل السليم، موضحا أن مبادرات حياة كريمة والفئات الأكثر احتياجا والدعم الاجتماعي ترتب عليه رضا نفسي، وأحدث فارق في حياته مع القضاء على العشوائيات وقل الحقد والغل في النفوس وأصبح هناك تساوي في الحياة.

وتابع: المصري لديه القدرة على التسامح والتعايش السلمي مع طبيعة المتغيرات اليومية، وأيضًا القدرة على النسيان، والتعامل مع بهجة اللحظة أو حزنها، وغير أن الصفة الثابتة في الشخصية المصرية هي روح الفكاهة؛ التي يتحلى بها في كل المواقف, كذلك الرجولة والشجاعة والصبر والتضحية والإقدام مع السلوك الإنساني والتراحم بين بعضهم البعض لتمر ظروف الحياة'.

وأشار الدكتور وليد هندي، إلى انخفاض معدل الجريمة وقلت الأمراض المعدية التى كانت منتشرة في السنوات الماضية وكل هذا أثر بالإيجاب على الصحة النفسية للمصريين وجعلهم أكثر تفاؤلا بالحياة حتى المرأة والمكتسبات التي حصلت عليها من حقوق جعلها راضية ولديها جودة حياة وخففت حدة الضغوط مما جعل القلق ينخفض أيضا، مشيرا إلى أن إيقاع الساعة البيولوجية لدى الانسان أصبح منتظم وليس مختلا، فالمصري في 2021 هو عام السعادة والتفاؤل لدى المصريين فالمصري يعيش الآن في صحة نفسية جيدة، والطرق والكباري والتطور البيئي أصبحت مصر مثل أوروبا والتوتر اختفي ، وأصبح لدي المصري جودة حياة نظيفة وكل يوم انجازات تحدث، معلقًا: 'المصري في 2021 أصبح أكثر سعادة وهو واضح في تفاعلهم على السوشيال ميديا'.

وفاء المستكاوي: الحزن لم يؤثر على المصريين

القلق كمرض نفسي هو أكثر ما يصيب الشعب المصري

من جانبها، قالت الخبيرة النفسية والاجتماعية وفاء المستكاوي، إن نفسية المصريين لم تتأثر بأي ضغوط نفسية حدثت في عام مضي لأننا شعب ميال بشكل أكبر للضحك والتفاؤل حيث تعتقد أن الظروف الاقتصادية اذا أثرت إلى حد ما على المصريين ولكن لن تكون بشكل كبير لأننا شعب ضحوك متفائل لدينا ايمان بالله وهناك شعوب أخرى محطمة مما تراه ولكننا نختلف عنهم كثيرا ولن ولم نتجه للاكتئاب فالحزن لم يؤثر على المصريين أبدا.

وأضافت الخبيرة النفسية والاجتماعية في حديثها الخاص لـ 'أهل مصر'، أن القلق كمرض نفسي هو أكثر ما يصيب الشعب المصري لأنه من صفاتنا ويوجد لدينا بشكل كبير ولكن الاكتئاب كمرض نفسي لن ينتشر بين المصريين بسبب وجود عامل التفاؤل الذي يسبب حالة من التوازن ويجعلنا دائما ضحوكين قادرين على أن نتغلب على مشكلاتنا الحياتية واليومية بالضحك والهزار، مؤكدة أن الشعب المصري يختلف تماما عن أي شعب أخر خاصة في السنوات الأخيرة.

مصطفى شحاتة: الضغوط رفعت نسبة الاكتئاب عند المصريين

كما أوضح الدكتور مصطفى شحاته، استشاري الصحة النفسية، ومدير مستشفى العباسية للصحة النفسية سابقا، لـ 'أهل مصر'، أنه لاشك أن عام ٢٠٢١ كان عام ملئ بالأحداث والضغوط الشديدة علي نفسية المصريين خاصة والعالم عامة وذلك لاستمرار جائحة كورونا وتوابعها وتحور الفيروس إلي أنواع أشد انتشارا، وان كان أقل شدة وخطورة مما تسبب في استمرار حالة الخوف والهلع لدي كثير من فئات المجتمع المصري وزاد علي ذلك الضغوط الاقتصادية والتعليمية، وغيرها من الضغوط التي تؤدي إلي تأثر البنية النفسية للمصريين وبالتالي إلي ارتفاع نسبة الاكتئاب والتوتر المرضي إلي مستويات غير مسبوقة من قبل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً