انطلقت فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر الأوقاف الدولي، اليوم السبت، برئاسة الدكتور يوسف بلمهدي، وزير الشئون الدينية والأوقاف بالجزائر.
وجاء ذلك بحضور المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة، والشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا، والدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية، والشيخ روشان عباسوف مفتي موسكو.
وفي بداية الجلسة أعرب "خفاجي"، عن شكره لمحمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الذي استجمع هذه الكوكبة من رجال الدين والعلم والفكر والثقافة حول العالم، مؤكدًا أن الدولة فكرة مرنة نشأت وتطورت عبر القرون حتى وصلت لمفهوم الدولة الحديثة، ومرت بعدة مراحل؛ حيث إن مفهوم الدولة لم يتشكّل بين عشية وضحاها، بل هو ثمرة لتاريخ طويل لتطور المجتمعات الإنسانية عبر العصور المختلفة، وكان للدولة عبر العصور السابقة عدة مسميات مختلفة، مثل: الإمبراطورية، والسلطنة، والمملكة، ثم تطور الأمر في ظل نظام دولة المدينة.
وأكد أن الجماعات الإرهابية تتخذ من الدين ستارًا بدعوى الخلافة زورًا وبهتانًا وتسلك العنف والتطرف شرعة ومنهاجًا لها، إمَّا لأنها تجهل عظمة ديننا الحنيف وإيمانه بالتطور الطبيعي للحياة، وتأكيد علمائنا الأفاضل على ضرورة مراعاة متغيرات الزمان والمكان، وإمَّا أنها تتخذ من الدين ستارًا وغطاء لتحقيق مصالحها ومصالح من يستخدمها لهدم دولها أو إسقاطها أو إضعافها.
وبدوره أكد الشيخ شعبان رمضان موباجي مفتي أوغندا، أن موضوع المواطنة من أكثر المواضيع أهمية لما له من أثر بالغ في استقرار وأمان الشعوب ، مشيرًا إلى أن العالم كله في حاجة إلى تطبيق قيم التسامح والسلام، وأن سنة الله اقتضت اختلاف العرق والجنس واللون واللغة ، مما يتطلب استدعاء مفهوم التسامح ، مشيرًا إلى أن الإسلام دين يسعى إلى إضفاء روح التسامح وجعل أتباعه على التسامح تجاه كل أتباع الديانات والثقافات على اختلاف ألسنتهم وألوانهم.
ومن جانبه أعرب الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية بفرنسا، عن شكره لدولة مصر قيادة وحكومة وشعبًا ، ولوزارة الأوقاف على عقدها لهذا المؤتمر الهام ، مؤكدًا أن الدولة الوطنية أساس أمان المجتمعات العربية والإسلامية واستقرارها، وأن تحقيق المواطنة الشاملة التفاعلية بين الولاء للوطن والانخراط في المجتمع الدولي والعمل على حفاظها واجب الوقت، ومسئولية جماعية.
وفي كلمته قدم الشيخ روشان عباسوف مفتي موسكو، الشكر والتقدير لهذه الدعوة الكريمة من معالي محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لحضور هذا المؤتمر، مشيدًا بموضوعه مؤكدًا أننا في هذا المؤتمر نتعلم أسس ديننا الحنيف، فحب الوطن من الإيمان، والتعايش السلمي بين أفراده أيضًا من الإيمان.
وأشاد بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف والدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية في هذا الملف واصفًا لها بأنها تجربة عظيمة جدًا فمصر بها وحدة المواطنين تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومصر بحق نموذج لبلاد تستطيع أن تقيم استقرارًا وأمنا وأمانًا لمواطنيها .