ألقى الدكتور عبد الفتاح العواري عضو مجمع البحوث الإسلامية، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر، بعنوان «حاجة الأمة الإسلامية لهدي نبيها وحاجة البشرية لخصائص الرسالة المحمدية».
وقال "العواري" إن من يؤمن بمبادئ وفلسفات شخص ما فإنه يحب صاحب تلك المبادئ ويتبع طريقه ويدافع عنه ويدفع كل غال ونفيس للمحافظة على ما آمن به والدفاع عنه، وإذا كان هذا يتعلق بمبادئ بشرية يعتريها الخطأ والصواب فما بالنا بشرعة ومنهاج ارتضاها رب الأرض والسماء لخاتم الأنبياء وخير أمة أخرجت للناس، أن تكون شرعته دستور السماء إلى الأرض.
وأضاف أن الله أنزل شرعة الإسلام على خير رسله وصفوة خلقه وخاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس بهديه من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، وأنه حري بأمة الإسلام أن تفاخر سائر الأمم وأن تستمسك بكتاب ربها، وأن تطلب الهدى في سنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
وتابع بأن خيرية أمة الإسلام تتحقق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله، مؤكدا أن أمتنا أمة تستحق الحياة وأن تقود ركابها متى استجابت لله ورسوله وأذعنت لحكمهما، ممتثلين لقوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" وقوله تعالى: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" وقوله تعالى أيضا في محكم التنزيل: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم".
وتابع خطيب الجامع الأزهر بأن من يدعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عليه أن يثبت ذلك بالإذعان لحكمه والامتثال لهديه واتباع سنته والتسليم له تسليما صادقا مستقرا في القلب تذعن له جميع الجوارح، وفي ذلك الحياة والسعادة، مؤكدا أن أمة الإسلام اليوم في أمس الحاجة لهدي نبيها صلى الله عليه وسلم في عصر تعيش فيها البشرية كلها، معتركا صعبا من حروب وإفساد للبيئة والمناخ وقتل للنفس وهتك للأعراض وسلب للأموال، فالحاجة الآن إلى حياة مليئة بالسكينة والطمأنينة، وهو ما جاءت به شريعة الإسلام التي حملها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم، خاطب كل الناس وإن لم يؤمنوا به، وعيا منه بمهمته ورسالته مصداقا لقوله تعالى : "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، وأنه صلى الله عليه وسلم خاطب الناس قائلا: "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلو الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"، تحقيقا للسلامة والطمأنينة والرقي والتقدم للبشرية كلها.
وشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية على أن من يصنعون الأسلحة للدمار والتخريب ينسون أخوتهم في الإنسانية ممن يموتون جوعا ومرضا وفقرا، موجها نداء: أين أنتم من نداء رسول الله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وتوجيهه لصلاح البشرية؟!.
وأكد أيضا أنه لو عرفت الأمة قدرها واقتدت بنبيها صلى الله عليه وسلم ما تجرأ أحد عليها، وقد طالعنا بالأمس القريب المتطرفين من الكيان الصهيوني يمزقون نسخ من المصحف الشريف ويحرقونها في إحدى بلدات فلسطين، في مشهد يبرهن على الهمجية والعنصرية وسط صمت عالمي مرفوض من المجتمع الدولي، مشددا على أن الشعوب لا تقبل الإهانة لمقدساتها فكيف بكتاب ربها ودستورها وهدي نبيها صلى الله عليه وسلم، وعلى العالم أن يقف منصفا تجاه التعدي على المقدسات وأن يعرف الجميع أن أصحاب هذه الاعتداءات يبثون الإرهاب وينشرون البغضاء بين أتباع الأديان.