واجه فريد الديب الكثير من مشاهير المحاماة في مصر خلال تاريخه الطويل الذي امتد لأكثر من 50 عاما في قاعات المحاكم خاصة في القضايا الكبرى، التي طالما شغلت الرأي العام .
لكن بقيت المواجهة بين الديب ومرتضى منصور، لها طابعا خاصا نظرا لشهرة الرجلين وتاريخهما الطويل في قاعات المحاكم، وقدرتهم على جذب الانتباه والإثارة .
كانت آخر هذه المواجهات والتي سميت بـ«نهائي القرن»، الترافع في قضية نيرة أشرف، فبعد الحكم بالإعدام على القاتل محمد عادل، أعلن فريد الديب، أنّه سيتولى الدفاع عن القاتل دون أتعاب، ما أثار دهشة الرأي العام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنّ «الديب» لا يتولى الدفاع عن أي قضية، وموكليه دائما من طبقة المشاهير، فضلا عن أنّه صاحب أكبر أتعاب بين محاميي مصر.
في المقابل تطوع المستشار مرتضى منصور للدفاع عن الضحية نيرة أشرف، أرجع قيامه بذلك بالقول :" هناك مشبوهون يقومون بجمع الأموال من المواطنين بحجة الدفاع عن قاتل نيرة أشرف، طالبة المنصورة، معلنا خوضه الترافع عنها في القضية بدون أي مقابل مادي".
قال مرتضى منصور ، إن دخوله في القضية ليس له أي علاقة بإعلان فريد الديب المحامي الترافع عن المتهم؛ قائلًا: "فريد الديب صاحبي وأخويا الكبير".
وأضاف منصور أن العديد من الأشخاص طالبوا بالتدخل للدفاع عن نيرة، وهو ما استجبت له بالفعل، مشيرًا إلى أن أبرز الشخصيات التي طلبت منه الدفاع عن نيرة، الإعلامي توفيق عكاشة.
ولم تكن الخصومة داخل قاعة المحكمة بين فريد الديب ومرتضى منصور في قضية نيرة أشرف، الأولى في «مرافعات الكبار»، إذ سبق لهما مواجهة بعضها في واحدة من أشهر القضايا في تاريخ مصر عام 1996، والتي كان المتهم بها الجاسوس الإسرائيلي عزام عزام، بعد القبض عليه أثناء زيارته للقاهرة، بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
وتولى فريد الديب، الدفاع عن الجاسوس الإسرائيلي، في مفاجأة صدمت وأغضبت الرأي العام وقتها، ووقف في قاعة المحكمة يدافع عن «عزام عزام»، بينما مرتضى منصور تقدّم نيابة عن نقابة المحامين بدعوى مدنية ضد «الديب»، لقبوله الدفاع عن جاسوس إسرائيلي، وطلب تعويضا قدره 100 مليون دولار من «عزام».
وبعد 21 عامًا على القضية خرج فريد الديب على شاشات القنوات الفضائية يدافع عن دفاعه عن الجاسوس عزام عزام موضحًا أن مطالبة إسرائيل بالإفراج عنه لا تفيد بأنه جاسوس، وأن مبارك رفض الإفراج عنه، قبل أن تفرج إسرائيل عن 12 شابًا مصريًا كانوا يصطادون داخل المياه الإقليمية المصرية.
واعتبرت نقابة المحامين المصرية مرافعة فريد الديب، عن عزام «خيانة للوطن، وتلويث للسمعة النضالية لنقابة المحامين المصرية»، وطالبته بالانضمام للحملة ضد الجاسوس، كما لوحت النقابة بأنها قد تتخذ إجراءات عقابية بحقه إن أكمل دفاعه، لكنه أصر على الدفاع عنه.
في النهاية ثبتت تهمة التخابر مع الموساد على عزام عزام، وأدين بعدها بتهمة التجسس، وحكم عليه بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة، ليخرج بعدها في فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 8 سنوات، ويطلق سراحه مقابل إطلاق سراح 6 طلاب مصريين اعتقلوا في الأراضي الفلسطينية.
ورحل عن عالمنا المحامي فريد الديب، صباح اليوم، بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 79 عاما، بحسب ما أعلن مكتبه وزوج ابنته.
ويعتبر فريد الديب من أشهر الأسماء في عالم المحاماة بمصر، وعلى مدار السنوات الماضية تولى الدفاع بالعديد من القضايا التي شغلت الرأي العام المصري.
ولد المحامي فريد الديب في حي القلعة في مدينة القاهرة وتحديدا في منزل جده في 23 أكتوبر 1943، وتلقى تعليمه الابتدائى وحفظ القرآن الكريم بكتاب السيدة زينب والتحق بكلية الحقوق 1958 وتخرج فيها عام 1963 ، بتقدير جيد جداً.