كلمة فساد نفسها معضلة فهى فضفاضة إلى حد يصعب معه ضبطها أو حصرها فى معنى واحد لتدل على صعوبة حصر أو ضبط الفساد كفعل.
لكن دعونا نحاول أن نصل لأقصى درجة ممكنة من معرفة الفساد والفاسدين، ويقال فسد الشيء أى تلف وأصبح غير صالح، وفسد الشخص أى انحرف عن الطريق المستقيم وهو أيضا فقد النزاهة والأمانة والشرف وفساد الذوق العام، بمعنى عدم التمييز بين الطيب والخبيث وفساد الأماكن أى خرابها والقضاء على العمران ومن العجيب أن الشىء إذا ترك فترة طويلة بدون استخدام ورعاية وحفظ وصيانة يفسد من تلقاء نفسه لهذا قالوا إن الحديد يصدأ من عدم الأستخدام ويقوى بالاستخدام.
ومن معضلة الفساد أنه مثل الطاعون معدٍ يعدى كل من حوله ومن يتعامل معه ويصيب الجميع بلا استثناء.
الفساد مرض ينتشر أكثر ما يكون فى الطبقات العليا والطبقات الدنيا على السواء إذ أن الفقر المدقع والغنى الفاحش كلامها تربة خصبة للفساد والقدرة والسلطة أيضا إذا لم يكن هناك من يردعها تؤدى إلى الفساد.
نستطيع فى النهاية أن نقول إن الفساد سلوك إنسانى منحرف يضر ولا ينفع ومرض يفتك بالمجمتعات، وكما هو معروف أن الأمراض تنتشر أكثر فى الدول الفقيرة وغير المستقرة فإن الفساد يسرى عليه هذا الأمر أيضا، فالدول الفقيرة أو المفقرة يسيطر عليها الفساد ويخربها أكثر فأكثر مع افتقارها لنظام تعليمى متقدم وناجح، ومنظومة مستقرة للأقتصاد وعدالة اجتماعية وانتهاكات مستمرة للحقوق.
الكتمان والتعتيم وعدم توافر وتداول المعلومات من أهم العوامل التى تساعد على وجود الفساد وانتشار عدواه.
والفساد يكون من فرد واحد أو مجموعة أفراد مشتركين وهو يشكل رابطة نفسية وعاطفية قوية بين الفاسدين إذ يجمعهم نفس الإحساس والشعور والحالة لذا نجد معظم العصابات تدين بالولاء الشديد لأفرادها.
تأثيره على النمو الاقتصادي
يرتبط الفساد ارتباطًا وثيقًا بحصة الاستثمار الخاص، وبالتالي فهو يقلل من معدل النمو الاقتصادي، كما يخلق الفساد فرصة لزيادة عدم المساواة بين الأفراد ويقلل من عائد الأنشطة الإنتاجية وقيمتها وبالتالي يجعل السعي وراء الربح وأنشطة الفساد الأخرى أكثر جاذبية إذ أنه يخلق ويمهد الأرض المناسبة لزراعة الفساد واجتذاب العناصر الفاسدة أو حتى القابلة للفساد حتى أنه يحارب أى محاولة للإصلاح حتى لا تهدد وجوده.