اعلان

طارق متولي يكتب: الحب والإيمان

طارق متولي
طارق متولي

كلمة الإيمان ربما فسرها العديد من العلماء وفقا للأعمال فمنهم من قال مثلا حسب ما ذكر فى القرءان الكريم أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وهذا صحيح من الناحية العملية ولكن ما نبحث عنه هنا هو كيف يؤمن الإنسان ؟ هل عندما ينطق لسانه أنه قد آمن بالله ورسله ويعترف بكل ماجاء به الدين ؟

هل عندما يقوم بممارسة الشعائر الدينية واتباع الأوامر والنواهى ؟

بعض العلماء قال ايضا فى تعريف الإيمان انه ما وقر فى القلب وصدقه العمل كلام جميل لكنه فضفاض فكيف اعرف ماهية ما وقر فى القلب هل هو قبول العمل بما جاء به الدين ؟

الحقيقة أننا نجد كثير من الناس ينطق بالشهادة ويمارس الشعائر الدينية ويتبع

الأوامر والنواهى إلى حد كبير لكنه لا يبدو أنه مؤمنا حقا حيث تجده احيانا

يخالف حقيقة مايقول ويؤدى الشعائر

بلا خشوع واحيانا بلا إقتناع بدليل أنها يتركها احيانا ويمارسها احيانا اخرى حسب الظروف أو حسب التيار وهذا يتضح أكثر ما يتضح فى شهر رمضان حيث الجو كله مهيأ للعبادة والناس تجتمع على العبادة أكثر من اى وقت آخر وبعد انتهاء رمضان تجد كثير من الناس الذين كانت تدفعهم قوة المجموع يتوقفون عن أداء العبادة بنفس الإلتزام أو القوة ويكسلون عن العبادة مما يدل على أن الإيمان لم يكن حقيقيا فى القلب فلو كان حقيقيا فى القلب لما تغير السلوك من وقت لآخر ومن حالة إلى حالة بعض الناس أيضا يظهرون الإيمان فى العلن ولكنهم فى السر يناقضون هذا الإيمان بإرتكاب الأخطاء عندما لا يطلع عليهم أحد .

من خلال البحث والتنقيب عن هذه الظواهر وعن حقيقة الإيمان وجدنا أن الإيمان فى المقام الأول هو الحب وأنه لا يتحقق الإيمان إلا بالحب فإيمانك بالله لن يتحقق إلا بحبك لله ولهذا كان الإيمان محله القلب والحب معروف وعلاماته معروفة فعندما يحب الإنسان اى شىء فإنه يتعلق به وينشغل به ويفعل كل ما يقربه من محبوبه ويحرص على ألا يغضبه ويحزن على هجره وعدم وصاله يفكر فيه دائما ويذكره دائما ويتلهف للخلوة به والحديث معه ومناجاته فإذا لم تشعر بكل هذا الحب تجاه محبوبك فأنت فى الحقيقة غير محب وغير مؤمن ربما تتقرب من أجل مصلحة تريدها وربما تتظاهر بالحب.

فى الحياة العادية عندما تتظاهر بحب شخص ما وتقول له انك تحبه اقول ربما ينخدع بتظاهرك فى البداية ولكنه مع الوقت سيكتشف أن حبك ليس حقيقيا من خلال سلوكك وتصرفاتك فما بالك فمن يعلم ما فى نفسك ويعلم أسرارك وما فى قلبك ويعلم ما تسر وما تعلن فهل تراه ينخدع بإدعائك بأنك تحبه وانك مؤمن به ؟

الإجابة بالطبع لا

والله سبحانه وتعالى وصف هذا الصنف من الناس فى كتابه الكريم بقوله ﴿ ۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾

[ سورة الحجرات: 14]

ووصف شرط الحب أيضا فى كتابه الكريم فى قوله ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾

[ المائدة: 54]

سورة : المائدة

الحب يا سادة هو أساس الإيمان والحب لايأتى إلا بالتعرف والقرب والصلة الدائمة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً