اعلان

طارق متولي يكتب: نقاط تبحث عن حروف.. قوانين الكلاب

طارق متولي
طارق متولي

تناولت الصحف والمواقع على استحياء خبر وفاة مدير البنك الذى افترسه كلب المذيعة أميرة أبو شنب جارته فى "كومبوند" فى الشيخ زايد الله يرحمه ويرحمنا جميعا.

بعيدا عن هذه الواقعة وعقوبة صاحب الكلب فهى بين يدى النيابة والقضاء وهناك إجراءات قانونية ستأخذ مجراها، دعونا ننبه إلى أشياء ربما أدت إلى هذه الحادثة المفجعة ومن الممكن أن تؤدى إلى حوادث أخرى مشابهة.

انتشرت فى مصر منذ سنوات موضة اقتناء الكلاب المفترسة بأنواعها المختلفة على سبيل الوجاهة أو الهواية وأصبحت تجارة رائجة يتم فيها استيراد الكلاب من الخارج بأعداد كبيرة استقطبت كثيرا من الشباب للعمل بها دون ضوابط محددة، فمن الشائع أن يشترى شخص كلبين، ذكرا وأنثى، ويزوجهما ليبيع الخلفة الناتجة عن هذا التزاوج أو يهديها لأصدقائه.

أصبحنا نرى عائلة أو شخصا يسكن فى شقة فى عمارة سكنية لديهم كلب مفترس فى الشقة يزعج بقية سكان العمارة ويروعهم دون أن يكون لهم حق الاعتراض، ونرى شبابا يمشون فى الشارع ومعهم كلب مفترس يقوم الكلب بقضاء حاجته على قارعة الطريق ويلوث الشارع دون أن يحاسبه أحد.

فى الشارع الذى اسكن فيه مثلا كل يوم بعد منتصف الليل يمشى شاب معه كلبه الخاص فيستفز الكلاب الضالة للنباح عليه طوال الطريق وربما قامت معركة بينهم توقظ كل الحى على صوت النباح المتواصل.

أذكر فى يوم اشتكى لى أحد السياح كان يقيم فى فندق ميرديان مصر الجديدة المنطقة الهادئة من أنه لم يستطيع النوم بسبب نباح الكلاب فى البيوت التى تقع خلف الفندق.

رأيت بعض الشباب يستخدمون الكلاب المفترسة أيضا فى المشاجرات لحسم المعركة، ألا يجب أن يكون هناك قوانين تنظم عملية اقتناء الكلاب وتراخيص خاصة لحيازة الكلاب، فالكلب المفترس مثل السلاح الناري أو السلاح الأبيض، فمثلا يجب أن يكون اقتناء هذه الكلاب مسموحا إذا كان لديك بيت خاص بك ومكان مخصص للكلب وقدرة على رعايته طبيا وصحيا، ليس مجرد شقة فى عمارة سكنية، وإطعامه أى شىء من فضلات الطعام، وأن تستخرج له ترخيصا وتكتب إقرارا بمسؤوليتك عن إى أضرار يسببها الكلب صحية أو مادية أو جنائية.

ألا يجب أن نقنن عملية استيراد الكلاب المفترسة ونقللها، هل تعلمون أنه فى أمريكا مثلا لا يستطيع شخص أن يدخل زهورا أو فاكهة إلى البلاد ويمنع منعا باتا لأنها من الممكن أن تحمل فيروسات دقيقة تنقل عدوى داخل البلد.

ملحوظة أخيرة سمعتها من أحد الشباب الذين يقتنون الكلاب وهى أنهم يقومون بتدريب الكلاب الصغيرة بعد الولادة بفترة على الشراسة ويسمونها تشريس، تخيل، حتى يكون الكلب شرسا لا يرحم فريسته.

أرجو أن لا تترك الأمور هكذا، فروح إنسان أهم بكثير من ألف كلب، رحم الله الرجل مدير البنك وألهم ذويه الصبر والسلوان.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً