تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الساعات الماضية اتصالاً هاتفياً من المستشار الألماني أولاف شولتز، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن الاتصال تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين مصر وألمانيا في جميع المجالات.
وأعرب الطرفين عن الارتياح للمستوى الذي وصل إليه التعاون المشترك، مع تأكيد الحرص على الاستمرار في تعميق أطر التعاون، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري وما يتعلق بنقل التكنولوجيا والتصنيع المشترك، في ضوء المشروعات الكبرى الجاري تنفيذها في مصر التي تشارك فيها الشركات الألمانية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق كذلك إلى استعراض تطورات عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة.
أبرز المعلومات عن تطور العلاقات المصرية الألمانية في عهد السيسي:
- أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل مدة قصيرة بالتطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا خلال الأعوام القليلة الماضية، موضحًا ما توفره المشروعات العملاقة الجاري تنفيذها في مصر من فرص استثمارية متنوعة، وفى مقدمتها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تتضمن عددًا من المناطق الصناعية واللوجستية الكبرى، وهو ما يوفر فرصًا واعدة للشركات الألمانية الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، التي تربطنا بالعديد منها اتفاقيات للتجارة الحرة، لاسيما في المنطقتين العربية والأفريقية.
وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في برلين في مائدة مستديرة مع ممثلي مجتمع الأعمال ورؤساء كبرى الشركات الصناعية الألمانية، وذلك بمشاركة عدد من كبار المسئولين الألمان، وبحضور وزراء الخارجية، والكهرباء والطاقة المتجددة، والتخطيط والتنمية الاقتصادية، والبترول والثروة المعدنية، والنقل، والتجارة والصناعة.
العلاقات المصرية الألمانية ودورها في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين
- قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: تشرفت بالعمل المشترك والتعاون المثمر والتشاور المنتظم البناء طوال سبع سنوات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل… تلك الشخصية العظيمة ذات النمط القيادي الفريد الذي يجمع بين الحكمة والقوة، التي أنجزت طوال مسيرتها السياسية البراقة الكثير تجـاه وطنها وشعبها، وأوروبا والعالم… ولن تنسى مصر حكومةً وشعبًا ما قامت به المستشارة أنجيلا ميركل لمصلحة العلاقات المصرية الألمانية، ودورها في تعزيز أواصر الصداقة بين البلدين والشعبين الصديقين، وإنني إذ أعبر عن خالص التقدير لشخصها، أتمنى لها موفور الصحة والسعادة في حياتها الجديدة.
- تمتع كل من مصر وألمانيا بثقل سياسي رفيع في شتى المحافل الدولية فرضت هذه المكانة نفسها بعدما صارت ألمانيا الموحدة بمنزلة المحرك الرئيس للاتحاد الأوروبي، وإحدى القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.
- مصر فهي أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان والمكانة والموقع حيث ينظر إليها الأوروبيون دائمًا باعتبارها المفتاح الرئيس لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وأمنها.
- الموقع الإستراتيجي والدور الريادي، الذي تؤديه مصر في العالم العربي، من الأسباب التي جعلت العلاقات المصرية الألمانية تشهد تطورات كبيرة خلال السنوات الأربع الماضية، وقد ساعد على نموها رغبة البلدين في بناء علاقات وثيقة ومتنوعة.
- تحرص الحكومة الاتحادية في ألمانيا على دعم الجهود المصرية في بناء دولة حديثة وديمقراطية، بالإضافة إلى حرص القاهرة على تنويع التعاون مع الدول الكبرى، مثل ألمانيا حيث ترى مصر في ألمانيا شريكًا كبيرًا ومهمًا في أوروبا، يعمل معها على تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب.
- العلاقات بين البلدين قد تعرضت لحالة من الجمود في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013م؛ حيث كانت ألمانيا من بين الدول، التي تحفظت على ما شهدته مصر من تغييرات، ولكن سرعان ما تغير هذا الوضع وعادت العلاقات إلى طبيعتها، وقد تمثلت هذه العلاقات في تعاون بناء بين البلدين، وتأكدت في ملف الزيارات المتبادلة بين الجانبين، التي كانت نقطة فارقة في مستقبل العلاقات بين مصر وألمانيا.
مصر صاحبة النصيب الأكبر في حصة المعونات الألمانية المقدمة لدول العالم العربي
- فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الراسخة والقوية بين البلدي إذ التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل مرات عدّة منذ توليه رئاسة الجمهورية، حيث أدى التفاهم السائد بين القيادات السياسية إلى تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين البلدين، وانطلاقًا من تقدير ألمانيا لقيمة مصر الإستراتيجية كان لمصر النصيب الأكبر في حصة المعونات الألمانية المقدمة لدول العالم العربي.
- تحولت علاقة الصداقة القوية إلى شراكة إستراتيجية يتبادل فيها الطرفان مشاعر الاحترام والثقة، مع أنّ اختلاف الثقافات والأديان. وفي السنوات الأخيرة ربطت بين البلدين اهتمامات ومصالح مشتركة ثنائيًا ودوليًّا، منها: عملية السلام بالشرق الأوسط، والعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي والتعاون الأورومتوسطي. وتتسم العلاقات المصرية - الألمانية بالعمق والتميز على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.
- العلاقات السياسية بين مصر وألمانيا تقوم على أُسس، يحكمها الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، ويعززها تنوع واسع لمجالات التعاون بين الجانبين، وتفهم لمكانة ودور كلا البلدين في إطار موقعهما الجيواستراتيجي
كما يؤكد الجانب الألماني دائمًا على أن مصر تُعد من أهم الشركاء في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي، الذي يظهر جليًّا في التأييد الألماني للموقف المصري إزاء قضية الشرق الأوسط ودعوتها إلى حل النزاع العربي الإسرائيلي على أساس إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، إضافةً إلى أنها تدعم مصر فى سعيها نحو تحقيق وفاق بين الفرقاء الفلسطينيين إضافة إلى ذلك فإنه يوجد تقارب في وجهات نظر البلدين حيال المجالات، التي تتناولها اللجنة المشتركة، وهي: الحوار السياسي ـ التجارة الصناعة ـ البيئة ـ البحث العلمي ـ الثقافة ـ القضاء ـ الهجرة حيث إن التقييم الأمين للعلاقات المصرية الألمانية يجعل منها نموذجا في تحقيق المنفعة المتبادلة.